المغرب على طريق الاعتراف بالدولة الصحراوية بشكل رسمي

La imagen puede contener: una persona
محمد سالم احمد لعبيد.
محمد سالم احمد لعبيد.

جميعا نتذكر مطلع 2017 عندما كان المغرب يركع ويتوسل للانضمام الى منظمة الاتحاد الافريقي ,دون شروط وبقبول القانون التأسيسي للاتحاد الافريقي وبوجود الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية

لا احد ينسى البيانات الرسمية التي اصدرت والقصاصات الاخبارية التي نشرت على صفحات وكالة الانباء المغربية الرسمية والتحاليل والقراءات التي اعدت ووزعت على نطاق واسع بالمواقع والصحف ووسائل الاعلام المرئية والمسموعة المغربية وغير المغربية المجمعة على ان انضمام المغرب يعني القطيعة مع سياسة الكرسي الشاغر ويعني نهاية هيمنة لوبي البوليساريو وبداية نهاية الجمهورية الصحراوية وان المغرب اول عمله تصحيح القواعد التي بني عليها القانون التأسيسي للاتحاد و الميثاق الافريقي لحقوق الانسان والشعوب وتعديل عمل مجلس السلم والامن الذي يعتبر بالنسبة للمغرب منصة البوليساريو الصلبة وما الى ذلك , وكانت تصاريح وزير الخارجية الفعفاع مزوار آنذاك و وبريطة بعد ذلك كلها تصب في هذا الاتجاه تحت شعار ما اسموه دبلوماسية الملك الهادئة والقوية مؤكدين وجازمين ان كل شي في افريقيا سيعاد بنائه على مقاس مملكة التوسع بفضل عبقرية و دبلوماسية ملكها الغائب الحاضر اصلا في سياسات دولته, فتقدم المغرب للمرافعة عن طرحه بنفسه ,وتحررت الدول التي كانت تتحمل عبئ ذلك بضغط من المغرب او من فرنسا ,

اول الضربات كانت شهرا بعض الانضمام ندما رفع مجلس السلم والامن من مستوى قراراته ,شدد على تبني القضية كأخر قضية تصفية استعمار بالقارة, رفع من مستوى مبعوث الاتحاد الافريقي الى الصحراء الغربية الى درجة مبعوث سامي, طالب بتمكين بعثة مفوضية حقوق الانسان بزيارة المناطق المحتلة ,شدد على ضرورة العودة الفورية لمكون الاتحاد الافريقي ببعثة الامم المتحدة من اجل الاستفتاء بالصحراء الغربية

الضربة جعلت الاحتلال المغربي يغير في سياساته ويتحول من العمل الدبلوماسي المطلوب الى العمل البلطجي فبذات ماكينة حلايقة المملكة تتحرك وكأنها في ساحة جامع لفنا بمراكش او باب الحد بالرباط او سكاكين بمكناس فكانت النتائج كارثية بكل المقاييس ,تسبب في الغاء اجتماع الشراكة بين الاتحاد الافريقي والامم المتحدة بداكار ,وتحول بوريطة بوابا وبلطجيا في قمة الشراكة مع اليابان بالموزمبيق , وحضرت الدولة الصحراوي وادين تصرف المغرب ,واستنجد المغرب بفرنسا ووزير خارجيتها الذي صرح من الرباط بعدم حضور الجمهورية الصحراوية لقمة الشراكة الخامسة بين الاتحاد الافريقي والاتحاد الاوروبي بأبيدجان ,فحضرت الجمهورية الصحراوية بأبيدجان وجلس الرئيس ابراهيم غالي وجها لوجه والند للند مع محمد السادس وسيده ماكورن ,فتصاعدت قرارات الاتحاد الافريقي واصبحت اكثر صرامة من ذي قبل , فوجد المغرب نفسه مرغما على التوقيع الى جانب الجمهورية الصحراوية على اتفاقية التجارة الحرة وان يبتلع علقما قرارات القمة الثلاثون للاتحاد الافريقي ,لتاتي القمة الواحدة والثلاثون للاتحاد بالعاصمة الموريتانية نواكشوط كضربة في العمق من خلال تعيين الترويكا الافريقية من رؤساء الاتحاد الافريقي :السابق والحالي والمقبل الى جانب رئيس مفوضية الاتحاد للاهتمام فقط بالقضية تصفية الاستعمار من اخر مستعمرة افريقية وتم التأكيد على طلب الاتحاد الافريقي الامم المتحدة بالتعجيل بتحديد تاريخ للاستفتاء وادانة اوضاع حقوق الانسان بالمناطق المحتلة والتشديد على وضع حد فوري لنهب ثروات الشعب الصحراوي

مع كل ذلك المغرب وفرنسا الرسمية لم يستوعبوا الدرس بعد فكانت النتيجة حضور الدولة الصحراوية للقمة السادسة للشراكة بين الاتحاد الافريقي واليابان (تيكاد) سنة 2018 وانسحب المغرب بعد فشل تصرفاته الصبيانية ,واليوم تحضر الدولة الصحراوية القمة السابعة للشراكة بين الاتحاد الافريقي واليابان بطوكيو وسنى ماذا سيفعل المغرب ,هل سيخفض مستوى التمثيل, هل سيغيب كما تعود, آم سيقبل الهزيمة ويستكين ويركن في الزاوية بائسا حزينا

فالدولة الصحراوية حقيقة لا رجعة فيها. وعامل استقرار وتوازن في المنطقة ولا يمكن لا القفز عليها و لا اختزالها أو نكرانها مهما فعل المغرب ومهما حاولت فرنسا واسبانيا وغريها

ويوما بعد يوم يتأكد العالم ان الحل لقضية الصحراء الغربية هو الدولة الصحراوية المستقلة ,يأتي مبعوث شخصي ويستقيل ,تحاول فرنسا من داخل مجلس الامن او خارجه, تضغط للقفز على احكام محكمة العدل الاوروبية بخدمات اسبانيا كما تريد لكنها انتهت وستنتهي بالخضوع والتسليم بان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية واقع ودولة من دول شمال غرب افريقيا ,يحدها المغرب من الشمال والجزائر وموريتانيا من الشرق وموريتانيا من الجنوب والمحيط الاطلسي من الغرب

المشكل الان هو تناقض الواقع مع ما يروج له المغرب من مغالطات تستهدف فقط الراي الداخلي ,فالمغرب الرسمي يعرف ان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية حقيقة لا رجعة فيها وواقع يجيب التعامل معه ,جلس معها جنبا الى جنب والند للند بالاتحاد الافريقي وهيئات الاتحاد الافريقي وبقمم الشراكة ,ويتعاطى معها في الاتفاقيات والتوقيعات والمعاهدات, ويتهرب من اجتماعات المغرب العربي الذي يتكون من ستة دول بعد انضمام المغرب للاتحاد الافريقي الذي يتعرب الاتحاد المغاربي فقط احد مكوناته او هيئاته المصغرة ,ويعرف ان أي استضافة من المغرب للاتحاد الافريقي او احد هيئاته التي للجمهورية الصحراوية عضوية بها سيكون امام واقع قبول استقبال الوفد الصحراوي بالرباط او سلا او مراكش او في أي مكان تنعقد به القمة,هنا سيكون على النظام المغرب البحث عن كذبة عملاقة ليضلل المغاربة ام ان يعود الى جادة صوابه ويعرف ان الطريق الصحيح للبناء هو الاعتراف بالأخر وبناء علاقات جوار متينة على اسس التعاون والتكامل والتكافل الذي يضمن للمنطقة الامن والاستقرار والسلم والتكامل الاقتصادي والمستقبل المشترك في اطار الاتحاد المغاربي.