"جثث متناثرة في كل مكان"؛ المغرب شنّ أكثر من 27 هجوما على حوالي 49 مدنيا في الصحراء الغربية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى (تقرير)


تقرير حول الضحايا المدنيين للطائرات المسيرة المغربية في الصحراء الغربية منذ أن نسف المغرب وقف إطلاق النار 13 نوفمبر 2020 الذي تشرف عليه الأمم المتحدة من خلال بعثتها هناك للاستفتاء في الصحراء الغربية " المينورسو "

وفيما يتعلق بالعدد الإجمالي للهجمات المسجلة ضد السكان المدنيين، فإن 7٪ من هذه الهجمات وقع في الأشهر الأخيرة من عام 2020، أي بعد أسابيع قليلة من بدء الحرب، بينما وقعت 77٪ من الهجمات خلال 2021. وبالنسبة للعام الحالي 2022 بلغ عدد هجمات الطائرات بدون طيار في الأشهر الأولى من العام الحالي نحو 14٪ من إجمالي الهجمات المسجلة.

و تستمر جرائم الاحتلال المغربي بحق السكان المدنيين الصحراويين في الجانبين الغربي والشرقي من الجدار المغربي الذي يقسم الصحراء الغربية.

يذكر أن البعثة الأممية (مينوسرو) قد وثقت بعض هذه الهجمات ضد المدنيين

تقرير من إعداد ECSAHARAUI. - يواصل المغرب ارتكاب جرائم حرب ضد السكان المدنيين في الشطر المحرر من الصحراء الغربية مع الإفلات دائماً من العقاب. و خلقت حالة الحرب التي اندلعت في الصحراء الغربية في 13 نوفمبر 2020 وضعا جديدا وصعبا لقوات الإحتلال، والتي بعد عجزها عن التعامل مع الهجمات الخاطفة التي يشنها جيش التحرير الشعبي الصحراوي على قواعده الواقعة خلف جدار الذل والعار، لجأ النظام المغربي عمداً إلى قصف السكان المدنيين ووصلت هجماته الممنهجة ضد المدنيين إلى نقاط واقعة بالقرب من الحدود الدولية للصحراء الغربية.

و بدأت هجمات الطائرات بدون طيار المغربية ضد المدنيين في الصحراء الغربية أسابيع قليلة بعد اندلاع الكفاح المسلح، حيث استهدف قوات الاحتلال بسلسلة من الهجمات الجوية سيارات مدنية صحراوية في منطقة تيفاريتي المحررة، مما تسبب في مقتل ثلاثة صحراويين على الفور، و بعد دخول الطائرات المغربية بدون طيار إلى الميدان، أصدر المكتب الصحراوي لتنسيق العمل ضد الألغام (SMACO) تقريرًا مفصلًا عن تأثير هذه الأسلحة المتطورة على السكان المدنيين الصحراويين، حيث قدم بيانات تظهر أن المغرب وسع نطاق مجال العمل العسكري لمصالح سياسية بحتة، حيث نفذ هجمات متفرقة في المناطق الحدودية لثلاث دول، وهي؛ الصحراء الغربية والجزائر وموريتانيا.


غارات الطائرات المسيرة المغربية على المدينين. جرائم مسكوت عنها

"على إثر الاعتداء الذي نفذته القوات المغربية في 13 نوفمبر 2020 ضد مجموعة المدنيين الصحراويين الذين كانوا يحتجون سلميا امام ثغرة الگرگرات ضد الاحتلال المغربي غير الشرعي والذي نجم عنه خرق لوقف إطلاق النار اندلعت بموجبه حرب لازالت تدور رحاها ختي اليوم.

 وعلى إثر إدخال المغرب للطائرات المسيرة، رصد المكتب الصحراوي لتنسيق الاعمال المتعلقة بالألغام اهم مخلفات هذه الأسلحة على المدنيين وقد وجد من المعطيات ما يوضح ان المغرب قام باتساع ساحة القتال  – لمصالح سياسية محضة – لتغطي مناطق حدودية لثلاثة دول وتهديد وقتل مواطنيهم، وقد أهدر بذلك وعن قصد مبادئ التمييز والتناسب لاستهانة بعدم التفريق بين الأهداف العسكرية بإصابة وقتل المدنيين، بدون عقاب ولا تنديد من المجتمع الدولي وخاصة من مجلس الأمن عبر بعثته المتواجدة في الصحراء الغربية. ، كل ذلك يدفع الجيش المغربي إلى المزيد من القتل وارتفاع مستوى الانتهاكات الجسيمة التي ترتكب في الصحراء الغربية. وذلك يظهر جليا في نوعية الأهداف والمجموعات المستهدفة وأماكن تواجدها.

 وحسب تحريات المكتب الصحراوي لتنسيق الاعمال المتعلقة بالألغام SMACO فقد قام الجيش المغربي بشن أكثر من 27 هجوم استهدف حوالي 49 مدنيا بين قتيل وجريح من مختلف الجنسيات في مجموعات كانت على التوالي إما مسافرين أو منقبين عن الذهب أو تجار او رحل أو منميين.

أما من حيث مجموع الغارات التي تم رصدها على المدنيين، 7% من المجموع حصلت في الاشهر الأخيرة من سنة 2020، أي بعد أسابيع فقط من بداية الحربـ، في حين ان 77% من الاقصاف تمت خلال سنة 2021، و فيما يخص السنة الجارية 2022، فقد قد بلغ عدد الهجمات بالطائرات المسيرة في الأشهر الاولي من هذه السنة حوالي 14% من مجموع الهجمات.

وقد توزعت هذه الغارات الجوية بواسطة طائرات مسيرة مغربية حيث استهدفت مناطق جغرافية مختلفة، فقد تم بالتساوي قصف 50% من الأهداف المدنية في الشمال مقابل نفس العدد في الجنوب. وهكذا فإن 67.85% من هجمات هذه الطائرات تم في المناطق الحدودية الصحراوية الموريتانية وذلك لأغراض سياسية، اقتصادية واجتماعية تهدف الي قطع التواصل بين العائلات والافراد وإعاقة التبادل التجاري ومحاولة وضع عراقيل وشكوك في إمكانية القيام بالتبادل التجاري الحر بين دول المنطقة، وزرع الرعب واليأس في مستخدمي تلك المناطق، مقابل ذلك فقط حوالي 32.15% في عمق الأراضي الصحراوية بكلومترات فقط، ودائما لنفس الغرض باستهداف مدنيين عزل.

بالنسبة للضحايا القتلى، أكثر من 60% صحراويون، 14,5% موريتانيون، 8,5 %جزائريون مقابل 17 من جنسيات لم يتحقق منها بعد. (بعض الحالات في حالة تحلل وأخرى قد تفحمت، حسب مصادر رسمية)

وبخصوص الجرحى، 78,5% هم من جنسية صحراوية، اما فيما يخص الجرحى من الأشقاء الموريتانيين فقد كانت بنسبة 21,42%، في حين أن النسبة المتبقية هي من جنسيات لم نتمكن من تحديدها بعد.

وتبقي النشاطات الأكثر عرضة للخطر في الأراضي الصحراوية هي على التوالي، 53% من الهجمات استهدفت مسافرين، و38% شنت ضد منقبين عن الذهب و9% كانت بدورها تستهدف نشاطات مختلفة أخرى (تنمية، البحث عن المياه…الخ).

اما الخسائر المادية، وبالرغم أنه الى حد الساعة لم يقام بإحصائيات نهائـية، ولكن يمكن القول ان الطائرات المسيرة المغربية استهدفت مرافق وبني تحتية مدنية ومشاريع إنسانية وممتلكات شخصية كمدارس ومصادر للمياه ومرافق ومحلات تجارية خواص في مناطق متفرقة ومتباعدة.

في هذا الصدد تم تدمير شاحنة صهريج كانت تنقل المياه للرحل في منطقة أمهيريز، كما تم تدمير أكثر من 18 سيارة رباعية الدفع لصحراويين اساسا وموريتانيين، إضافة الى تدمير 5 شاحنات كبيرة لنقل السلع والبضائع 80% منها لتجار جزائريين.

اما فيما يخص توزيع الضحايا حسب الجنس، فإن 97.3 % هم من الذكور مقابل النسبة المئـوية المتبقية من الإناث. ومن حيث الفئات العمرية يمكن القول ان أكثر من 94% من الضحايا تقل أعمارهم عن 40 سنة، من بينهم طفل قتيل وأخر قد اصيب بجروح.

واذا كانت الإدارة الامريكية تتحجج في بعض الأحيان من صعوبة تقصي الحقائق والتحقق من الأهداف، فإن كل الهجمات التي نفذها الجيش المغربي بالطائرات المسيرة ضد المدنيين كانت في أراضي مكشوفة ومن السهل جدا التحقق من طلاء السيارات وحتى ملابس الضحايا، لضمان تمييز الأهداف العسكرية والمدنيين بوضوح، ضف الى ذلك ان هذه الهجمات وقعت في مناطق نائية و تبعد بكثير من الكلومترات عن الجدار المغربي ولم تكن لحماية القوات المغربية المتخندقة فيه، مما يؤكد انها لا تمثل أي تهديد لهم، علاوة على ذلك كانت الأهداف المدنية المستهدفة بعيدة عن نشاط الجيش الصحراوي، مما كان سببا واضحا في تأخر إجلاء وإسعاف الضحايا في الوقت اللازم.

جدير بالذكر انه بعد اقل من شهرين لاستلام المغرب لأول دفعة من الطائرات التركية “Bayraktar TB2″ في يوم 17 سبتمبر 2021 قام المغرب بقتل على الأقل 19 ضحية من جنسيات صحراوية، جزائرية وموريتانية في شهر(واحد) نوفمبر من سنة 2021.

ولمعرفة حجم الدمار والجرائم التي يتعرض لها الشعب الصحراوي في صمت وأمام مرئ ومسمع المجتمع الدولي، وعلى سبيل المقارنة، فإن جريدة  The guardian الصادرة يوم 1 يوليوز 2015 قالت ان إدارة الرئيس أوباما قتلت خلال فترة حكمه الذي استمر 8 سنوات 116 مدني… في حين ان المغرب من خلال ثمانية اقصاف في شهر نوفمبر من سنة 2021 قتل من خلالها 19 مدني من جنسيات صحراوية وجزائرية وموريتانية وهو ما يقارب 16% من مجموع ما قتلت إدارة أوباما خلال 8 سنوات.  وهي حصيلة ثقيلة جدا مقارنة بتعداد وكثافة السكان، ضف الى ذلك ان هده الضربات كلها وقعت خارج مناطق الحرب.

وفي ظل سلوكيات وممارسات الجيش المغربي تجاه المدنيين يبرز تساؤل حول إمكانية اعتبارها جرائم ضد الإنسانية تهدد السلم والأمن الدوليين وتقوض جهود السلام، وفي ظل هذه الجرائم فهل هناك إمكانية المساءلة والمحاسبة القانونية عبر المحكمة الجنائية الدولية، ومحاكمتهم المسؤولين المغاربة كمجرمي حرب عن الجرائم التي ارتكبوها في حق المدنيين العزل من ثلاثة دول."


الهجمات المسجلة ضد المدنيين الصحراويين منذ 13 نوفمبر / تشرين الثاني 2020

- ارتكب جيش الاحتلال المغربي جريمة بحق المدنيين الصحراويين صباح الأحد 10 مارس 2022 بعد هجوم انتقائي في عين بن تيلي. وأسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة أشخاص (طفلان وامرأة) بعد أن هاجمت طائرة بدون طيار عمدا قافلة من المدنيين كانت تستقل الطريق بين مخيمات اللاجئين الصحراويين وموريتانيا. قبل ذلك بقليل، أي في 27 يناير 2022، قامت قوات الاحتلال بجريمة جديدة بحق أسرة صحراوية بعد هجوم انتقائي ضد المدنيين في شمال منطقة زغولا، على الحدود الشمالية بين الصحراء الغربية وموريتانيا. في هذا الهجوم، تعرضت عائلة صحراوية، و التي كانت في حالة إستراحة بعد رحلة طويلة، لهجوم جوي، مما أسفر عن مقتل والد العائلة على الفور وإصابة صبي يبلغ من العمر 10 سنوات.

- في 20 نوفمبر 2020 قتل جيش الاحتلال المغربي شابين صحراويين بقصف مدفعي جنوب قطاع كلتة زمور في الجزء المحتل من الصحراء الغربية. الشابان المتوفيان، اللذان سُربت صورهما، حيث يمكن رؤية وضعهما المروّع واللاإنساني، فيما تعرض أربعة شبان آخرين للاعتقال والرقابة القضائية بتهم جنائية. والضحايا هم: مصطفى الشيهب، ومحمد بن جلون، وأيوب بوقنطار.

- لا تكتفي قوات الاحتلال المغربية بمهاجمة وقتل المدنيين فقط، بل تعدى ذالك إلى مهاجمة سبل العيش؛قصف الآبار و إبادة قطعان الإبل والماشية التي تعود ملكيتها للمدنيين الصحراويين وتشكل مصدر رزق لهم.

- 5 يناير 2021: هجوم بالأسلحة الثقيلة على مدنيين صحراويين كانوا ينقبون عن الذهب في ضواحي منطقة بير أم مقرين. الهجوم نتج عنه تدمير مركبة دفع رباعي لكن لم يتم تسجيل أي قتلى في هذا الهجوم.

- 18 أغسطس 2021: تعرضت شاحنة مدنية محملة بالسلع والمواد الغذائية تعود ملكيتها لتجار صحراويين لعدة قذائف في منطقة مقيدر لريام دون أن تسفر عن سقوط قتلى.

- أغسطس 2021: هجوم بالسلاح الثقيل على شاحنة مملوكة لمدني جزائري كان ينقل بضائع. الهجوم َقع في منطقة ظلعة اللادمية على الحدود الثلاثية بين الصحراء الغربية والجزائر وموريتانيا و نتج عنه تدمير جزئي للشاحنة.

- في 19 أكتوبر 2021: هجوم على سيارة رباعية الدفع من نوع تويوتا لاندكروزر وعلى متنها مدنيون صحراويون بطائرات بدون طيار (...) في منطقة الصفيّة قرب مكان معروف بأرغيوة إلى الغرب من بلدة مهريز المحررة . تسبب هذا الهجوم في خسائر مادية بعد تدمير السيارة بالكامل، وتعرض مدنيون الصحراويون لإصابات متفاوتة الخطورة. والضحايا هم: خطري مصطفى والصالح لحبيب لمّن.

- 21 أكتوبر 2021: هجوم بطائرات مسيرة على سيارة لاندروفر سانتانا رباعية الدفع في منطقة الصفيّة قرب أودي كنتا، على بعد ما يقارب عشرين كيلومترا غربي منطقة مهريز المحررة، ما أدى إلى مقتل الشاب الصحراوي الصالح محمد لمين حيماد و تدمير كامل للمركبة التي كان يستقلها.

- 1 نوفمبر 2021: هجوم على قافلة تجارية بصاروخين على الحدود بين موريتانيا والصحراء الغربية، ما أسفر عن مقتل 03 مدنيين جزائريين وحرق الشاحنتين بالكامل و اللتان كانتا تنقلان مواد بناء متجهة إلى نواكشوط (موريتانيا). أسفر هذا الهجوم المروع عن مقتل مدنيين إثنين جزائريين: حميدة بومدين وإبراهيم عرباوي وأشتام أحمد.

- 4 نوفمبر 2021: تعرض مدنيان موريتانيان للتنقيب عن الذهب التقليدي لهجوم بالصواريخ داخل إقليم الصحراء الغربية في الشق المحرر، مما أدى إلى وقوع إصابات خطيرة. الضحيتان هما محمد أميليد ومحمد بابو.

- 5 نوفمبر 2021: هجوم بطائرة مسيرة مغربية على مدنيين صحراويين في منطقة قليبات الطفولة، مما أدى إلى إصابة شخصين بجروح متفاوتة الخطورة.

 - في 13 نوفمبر 2021 أطلقت طائرة مغربية بدون طيار صاروخين أصابا سيارتين مدنيتين في منطقة قليبات الفولة قرب بمنطقة ميجيك المحررة، ما أدى إلى مقتل مواطن صحراوي وإصابة آخرين بجروح. 

- في 14 نوفمبر 2021، قصف مغربي عنيف قتل 11 مدنيا صحراوي دفعة واحدة. تم إنقاذ مجموعة أخرى من المدنيين الذين حاصرهم الطيران المغربي في نفس المنطقة التي وقعت فيها المجزرة ، من طرف جيش التحرير الشعبي الصحراوي و بحضور أعضاء من بعثة المينورسو.

و تؤكد سلسلة الأعمال التي تنتهك القانون الدولي الإنساني فلسفة المحتل المغربي في محاولته إبادة السكان المقيمين في الأراضي الصحراوية المحررة، حيث إنه لا يفرق بين الأهداف المدنية و العسكرية في هجماته، حيث يشن جيش الإحتلال المغربي قصفًا متواصلًا على المدنيين و على القوافل التجارية.

 فكل ما أُخذ بالقوة لا يُستعاد إلا بها، وبالتالي فإن النظام المغربي و في محاولاته لردع السكان بالإرهاب يهدف إلى خلق حالة رعب دائمة في المناطق المحررة من الجمهورية الصحراوية مع الإفلات من العقاب، بينما على الجانب الآخر، لا يزال الصحراويون هم الشعب الوحيد في العالم الذي تم غزوه وفي نزاع مسلح فيما تتنكر له الأمم المتحدة و ترفض حتى الآن منح أي تفويض لبعثتها بضمان أبسط حقوق الإنسان، حتى الصليب الأحمر الدولي من جهته لم يتدخل على الرغم من الدعوات المتكررة له للامتثال لمبادئه التأسيسية.