رأي : الـدبـــلوماسية الناجحة




لقد شكلت قمة تيكاد7، نقلة نوعية في تاريخ النزاع الصحراوي-المغربي، الذي بات وبشكل أكثر وضوح من ذي قبل مسألة مهمة بالنسبة للكثير من البلدان والجهات الدولية، وهو ما لاحظناه في تحركات الدبلوماسية المغربية قبيل إنعقاد القمة بهدف الضغط على الإتحاد الإفريقي والبلدان الأعضاء وشريكهم اليابان للحصول على موقف يلغي دعوة الجمهورية الصحراوية للمشاركة في المؤتمر الذي إحتضنته يوكوهاما نهاية الأسبوع، بعدما فشلت في القمم الماضية من خلال إثارت القلاقل والإبتزاز أسقطت الرباط في مواجهة مع اللجنة الإفريقية والدول الأعضاء والتعرض لضغوطات متزايدة بشأن إحترام مبادئ المنظمة القارية التي تهدف إلى التماسك والوحدة والتكامل في مواجهة التحديات الخارجية. 

موقف الإتحاد الإفريقي والبلدان الأعضاء الإيجابي، لا يمكن الإعتماد عليه كسبيل وحيد لضمان وجود الجمهورية الصحراوية بين الأمم، وذلك ببساطة راجع إلى التغيير الكبير والتطور في العمل الدبلوماسي والعلاقات الدولي في عصرنا هذا، حيث أن العالم لا يحكمه قطبان متعاكسان بل أكثر من قوة دولية يمارسون السلطة بدرجات متفاوتة كل حسب القوة التي يمتاز بها والأماكن التي الخاضعة لسياسته الخارجية. 

إن هذا التحول الذي نعيش اليوم واحدة من فتراته المفصلية التي بات من الضروري إكتشاف خباياه والتنبؤ ثم البحث عن الأطراف القوية والمهيمنة على الساحة الدولية ثم تحليل أهدافهم بعناية كبيرة لخلق إتفاقيات من خلال إستراتجيات هادفة ومعقولة، بدلا من التشبث بمنطق العدالة لوحده، لإن المصالح السياسية والإقتصادية في المحور الأهم في السياسية الخارجية، ومن خلالها يمكن أن تحدث الفارق لصالح، فمثل يمكن أن تكون غدا اليابان والصين، روسيا، الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا أو حتى الهند هي العامل الرئيسي في تحقيق حل عادل ونهائي يضمن لشعبنا حقه في تقرير المصير والإستقلال وليس فقط الأمم المتحدة أو القانون الدولي لوحدهم.

ولتحقيق أهداف هامة تخدم مشروع إستكمال سيادة الجمهورية الصحراوية على أراضيها، لابد من أن تحديث وسائل عمل دبلوماسيتنا بشكل يساير العصر والإعتماد على القدرات، الخبرة والمعرفة في إختيار المسؤولين على هذا القطاع الحيوي، بدلا من الإعتماد على التوازنات القلبية أو التبعية كمنهج لتعيين السفراء والممثلين، كما بات من الضروري قيام بمراجعة شاملة ودقيقة بشكل دوري لأعضاء السلك الدبلوماسي قبل ببعد تعيين الأفراد لضبط العمل بالشكل المطلوب وعدم ترك ممثليات وسفارات البلد بين أيدي أشخاص لم يقدموا أي إنجاز أو نتائج إيجابية تذكر.