السفير الأمريكي كريستوفر روس يكشف ثلاث عواقب وخيمة لقرار ترامب الإعتراف بالسيادة المزعومة للإحتلال المغربي على الصحراء الغربية

واشنطن، 18 أبريل 2021 (ECSAHARAUI)



كشف كريستوفر روس، السفير الأمريكي الذي شغل في وقت سابق مبعوث للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى الصحراء الغربية، أن إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب القاضي بالإعتراف بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية المحتلة، ستكون له عواقب وخيمة على ثلاث مستويات،  وهي مسار التسوية والوضع الأمني لمنطقة شمال إفريقيا والسياسة الخارجية الأمريكية، مجددا هو الآخر دعوة الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة جو بايدن، إلى إلغاءه.

وأوضح روس على حسابه الشخصي في منصة فيسبوك، أن كان قرار ترامب غير مبرر وغير مدروس وخطير، مشيرا أنه ولحدود الآن، لم تحذو أي دولة كبرى أخرى، بما فيها فرنسا حذوه، لسبب وجيه هو أن القرار غير مبرر لأن الصفقة المتعلقة بعلاقات المغرب مع إسرائيل لم تكن ضرورية ولأن العلاقات المغربية الإسرائيلية طويلة الأمد ووثيقة، رغم أنها كانت في الغالب بعيدة عن أعين الجمهور.


وشدد السفير الأمريكي الذي شغل منصب مبعوث للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، أن القرار غير مدروس وخطير ولم يتم التفكير في عواقبه على ثلاث جبهات، وهم عملية التفاوض، والمنطقة، والسياسة الأمريكية.


وإلى ذلك يضيف -روس- فيما يتعلق بعملية المفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو التي تأسست عام 2007 لتحديد الوضع المستقبلي للصحراء الغربية، فإن قرار ترامب، ما لم يتم إلغاؤه، سيعمل على زيادة تشدد مواقف الأطراف، ويجعل المفاوضات أكثر صعوبة، مما سيطيل أمد المعاناة التي يعاني منها الصحراويون في مخيمات اللاجئين جنوب غرب الجزائر، عكس تماما إدعاءات جاريد كوشنر قوله أن الإعلان سيحسن حياة من أسماهم "شعب البوليساريو".


أما بخصوص الوضع المتعلق المنطقة، فإن جعل المفاوضات أكثر صعوبة سيؤخر أكثر من أي تقدم نحو التنسيق الإقليمي بشأن مكافحة الإرهاب والقضايا الأمنية الأخرى والتكامل الإقليمي في الشؤون الاقتصادية والتجارية والتنسيق والتكامل ضروريان لأمن وإستقرار ورفاهية دول شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، وأيضا أوروبا.


وفي الشق المتعلق بتبعات القرار على السياسة الأمريكية، أشار الدبلوماسي الأمريكي، أن ما أقدم عليه ترامب يتعارض مع الموقف التقليدي لواشنطن ولمبادئ عدم الإستيلاء على الأراضي بالقوة وحق الشعوب في تقرير مصيرها، موضحا أن الولايات المتحدة دأبت على إحترام هذه المبادئ في بعض الأحيان وخرقها عندما كانت المصالح الأمريكية الحيوية على المحك، ولكن هذا بالتأكيد ليس هو الحال فيما يتعلق بالصحراء الغربية.


وعاد مجددا كريستوفر الروس، لينتقد بشدة قرار ترامب، قائلا "إن قرار ترامب يخل بالتوازن الدقيق لموقفنا في المنطقة من خلال التخلي عن سياسة الحياد النسبي وفك الإرتباط الذي ظل جيدًا لعقود فيما يتعلق بالصحراء الغربية، مما سيؤدي إلى وضع في غنى عنه العلاقات بين واشنطن والداعم الرئيسي لجبهة البوليساريو، الجزائر، وهي دولة تربطنا بها علاقات إقتصادية وتجارية وأمنية مهمة.


وخلص السفير الأمريكي في ختام المنشور، إلى أن و لكل هذه الأسباب، أعتقد أن إدارة بايدن يجب أن تعود إلى موقفنا السابق الداعم لعملية التفاوض التي أنشأها مجلس الأمن دون المساس بنتائجها، كما يسعى قرار ترامب إلى القيام به".