النظام القائم في المغرب يرتكب أبشع جريمة في القرن ضد الشعب ومستقبله


مقر صندوق النقد الدولي في واشنطن

إعترف مؤخرا صندوق النقد الدولي عن فشل برنامج المغادرة الطوعية الذي إقترحه على الحكومة المغربية من أجل تخفيض كتلة ميزانية الدولة الضحمة والثقيلة، ثم إعطاء فرصة لأطر جديدة في تسيير الإدارة المغربية، إلا أن النتيجة كانت مخالفة تماما لكل ما كان ينتظر، حيث أقر السيد بيير شوفور كبير أحد الخبراء الإقتصاديين بالنبك الدولي في المغرب، ومنسق التجارة الإقليمية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بأن نتائج هذه الخطة كانت كارثية بكل المقاييس، حيث أدت إلى مغادرة الأطر والكفاءات وأصحاب المؤهلات للإدارة، مما أدى إلى حدوث فراغ حقيقي وغياب للكفاءات في مختلف المؤسسات الشيء الذي ساهم في بروز مسؤولين دون المستوى وبدون كفاءة داخل مختلف المؤسسات المغربية خاصة التعليم، الصحة وهيئات أخرى معنية بالإقتصاد، المالية، المعادن والتجارة.

وعلق الموقع الإلكتروني المغربي ألف بوست على فشل هذا البرنامج، حيث وصف ذلك بالجريمة النكراء في حق الشعب المغربي ومستقبله، يتحمل مسؤوليتها المباشرة هرم السلطة وكل الجهات التي طبلت وهللت لهذه الخطة على أساس أنها هي الحل السحري لمشاكل المواطنين المغاربة والوضع المزري الذي يمر منه المغرب، في حين زادت من مصاريف الدولة التي دفعت إلى مكاتب الدراسات لإضفاء المصداقية على هذا البرنامج، وفق ذات المصدر.

وفي مقابل ذلك لم تبدي السلطات المغربية أي تفاعل مع هذا الأمر، حيث إلتزمت الصمت حيال هذه المشكلة التي دمرت وبشكل غير مسبوق ما تبقى من الأمل في المستقبل لدى الشعب المغربي، وتسببت في إنهيار كلي لقطاعات حيوية لهذا البلد، وإرتفاع نسبة المديونية بشكل غير مسبوق. في الوقت الذي رفضت مجموعة من الدولة الواعدة تطبيق هذا البرنامج الذي أوصى به صندوق النقد الدولي لما له من عواقب على مستقبل بلدانها وشعوبها التي ترفض بأن تكون فئران تجارب من قبل هذه المؤسسة الدولية.

نموذج للفقر في المغرب

الفشل أبرز ما رافق عشرون سنة من حكم محمد السادس ؟ 

منذ إعتلاء العاهل المغربي للحكم في المغرب، بعد وفاة والده الحسن الثاني، تنفس الشعب المغربي الصعداء بهذا الوافد الشاب الجديد على رأس السلطة، رأى فيه المغاربية نوعا من المرونة ومستقبل زاهر عن ما كانوا عليه خلال حقبة والده ووزير داخليته إدريس البصري، خاصة عقب إطلاقه لعشرات المشاريع الكبرى والصغرى إختار لها أسماء متعددة ظلت راسخة في عقول المغاربة دون حتى أن يتسفيدوا ولو بالقليل من نتائجها، هذا إذن عاش الشعب المغربي عقدين من الزمن يتنظر وكله أمل في أن تتحسن ظروفه يوما، وفي ظل طول الإستمرار وظهور أصوات تطالب بالعدالة الإجتماعية وبعض الحقوق الأساسية لكل مواطن في بلده، خرج ملك المغرب عن صمته في محاولة لينآى بنفسه عن اللوم أو الإتهام بإختلاس أموال وموارد الشعب المغربي، ليطرح السؤال الذي ظل لسنوات يصول ويجول في عقول المغاربة، أين الثروة ؟

الملك الشاب سكت دهرا ونطق كفرا، هكذا إذن تنصل الحاكم الفعلي والمطلق لمفاصل الدولة من مسؤوليته تجاه شعبه وتوفير الحقوق الواجبات لكل مواطن دون إستثناء أو تقصير، إلا أنه إختار موقع الجبان بدل من الشجاعة ومصارحة المغاربة لطالما إنتظروا سماع الحقيقة والإعتراف من حاكم سمى نفسه ملك الفقراء وأمير المؤمنين لتجميل الصورة التي كان يعي جيدا أنها أخذت الطريق نحو السواد في أعين ملايين المظلومين والمضطهدين في بلد الغرائب والعجائب.

على هذا المنوال (الهروب إلى الأمام) واصل محمد السادس السير في كل الخطب التي وجهها إلى المغاربة، وبدى شيء فشيء يعترف بالفشل الذريع للمغرب في شتى المجالات، وكأنه يهيئ شعبه للتأقلم مع العيش في ظل غياب للحقوق والكرامة الإنسانية، إلى أن أقر وبشكل واضح في خطابه بمناسبة 20 سنة على إعتلاء الحكم، أن كل مشاريع التنمية والمشاريع الضخمة والصغرى لم تصل إلى مستوى تضمن فيه إستفادة جميع المواطنين من الموارد الطبيعية للبلد، توالت بعدها تصاريح عملاء المخزن، وخدام القصر على نفس النهج، لسان حالها يقول ويكرر الفشل ثم الفشل دون القدرة على تحديد المسؤول عن ما آلت إليه الأوضاع في البلاد في ظل الأظمة الخانقة، وإستنزاف موارد الشعب المغربي. 


                    العاهل المغربي

’’ممتلكات الملك تجيب عن سؤال أين الثروة‘‘

في الوقت الذي برز فيه سؤال أين الثروة الذي خرج لأول على لسان ملك المغرب، كشفت الصحفية الإسبانية، صونيا مورينو، في مقال مطول نشر على صحيفة "الإسبانيول"ً عن جزء من الثروة التي جناها محمد السادس منذ توليه الحكم، حيث تجاوزت الخمسة ملايير يورو سنة 2015، وفق دراسة أعدتها مجلة فوربس جاء فيها كذلك أن العاهل المغربي يصطحب معه في كل اسفاره 300 شخص من الخدم، كما يمتلك 600 سيارة تحت تصرفه وساعات يدٍ فاخرة يتجاوز سعر بعضها المليون يورو، كما يملك ثلاث طائرات، اثنتان من طراز بوينغ 373 وبوينغ 747 مخصصتان لنقل الحاشية والخدم، بينما الثالثة هي عسكرية من طراز هيركوليس سي 130 مخصصة لنقل الأثاث والتجهيزات والسيارات والخيول في بعض الأحيان. أما اسطوله من الطائرات الخاصة، فيمتلك اثنتان احداهما مجهزة بنظام مضاد للصواريخ من صنع اسرائيل يبلغ ثمن الطائرة الواحدة 57 مليون يورو، كما تقدر تكلف أزياءه الخزينة العمومية المغربية بأكثر من مليوني يورو سنوياً.

هذا وكشفت دراسات أخرى أن محمد السادس منذ توليه الحكم إستطاع الرفع وبشكل رهيب من ثروته الخاصة التي جعلته ضمن الـ10 أغنى ملوك ورؤساء البلدان، في الوقت الذي صنف المغرب في مؤشر أفقر دول العالم الصادر عن المجلة الأمريكية الشهيرة غلوبال فوينس في المرتبة 119 من أصل 174 بلدا في العالم، والمرتبة الرابعة قائمة الفقراء العرب، ودخل المواطن المغربي في السنة يصل 10 ألف درهم للفرد.