جهاز الدرك والجيش المغربي في قلب فضيحة التواطؤ مع شبكات دولية لتهريب الكوكايين.





كشفت مصادر موثوقة من داخل المغرب، عن تورط ضباط من جهاز الدرك والجيش في سرقة كميات كبيرة من مخدر الكوكايين، سبق وأن تم حجزها مؤخرا من قبل جهاز الشرطة في شواطئ مختلفة من البلاد.

وكانت السلطات المغربية، قد أعلنت في يوم الأحد الماضي 11 أغسطس العثور على ثلاثة أطنان من الكوكايين مرمية على شاطئ سيدي رحال التابع لمقاطعة برشيد في شمال غرب المغرب لا زال جاري التحقيق عن المتورطين فيها، من جانبها سلطات ولاية الرباط سلا، أعلنت عن حجز 37 عبوة من الكوكايين كانت مرمية على أحد الشواطئ بين مدينتي سلا والمهدية.

وقالت يومية الصباح المغربية، نقلا عن وكالة سبوتنيك، إن هذه الكمية الضخمة من المخدرات الذي تورط في سرقته ضباط في جهاز الدرك والجيش المغربيين، لا تزال السلطات المغربية إلى حدود الآن تجهل "منشأ ومقصد هذه الكمية الكبيرة من الكوكايين المحظور دوليا"

المغرب والعلاقات المشبوهة مع عصابات أمريكا الجنوبية.

يلاحظ مراقبون أنه خلال الخمس سنوات الماضية، سجل المغرب إرتفاع كبيرة في شحنات الكوكايين التي تم حجزها داخل المملكة المغربية التي صنفتها الأمم المتحدة أحد الأماكن الرئيسية لإنتاج مخدر القنب الهندي (الحشيش)، مما يشير إلى أن هذا البلد أصبح مركزاً إسترتيجيا لشبكات التهريب التي تنشط في أمريكا الجنوبية، يرجح في أن يتم إعتماده في المستقبل القريب مركز تحويل وعبور للكوكايين نحو أوروبا.

ويشار إلى أن الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات (INCB) ذكرت في تقريرها السنوي لعام 2018، أن منطقة شمال افريقيا باتت تمثل نسبة 69% من قيمة المحجوزات في القارة الإفريقية أغلبها في المغرب، بعدما كانت منطقة غرب ووسط إفريقيا في السنوات الماضية الموقع الرئيسي لعبور وتهريب الكوكايين.

كما صرح في وقت سابق مكتب التحقيقات القضائية المغربي، على أن الكميات الهائلة من الكوكايين المتواجدة في المغرب كلها قادمة عن طريق البحر، وتتم العمليات عبر إلقائها في عمق البحر من قبل سفن كبيرة من أمريكا الجنوبية، تستلمها في ما بعد قوارب محلية صغيرة لإدخالها إلى التراب المغربي، كما أثبت ذلك التحقيقات التي أجريت مع 17 شخصا، عقب مصادرة كميات كبيرة من هذه المادة في مدينة الجديدة قرب الدار البيضاء العاصمة الإقتصادية للبلد في ديسمبر 2018.

وقال عبد الرحيم حبيب، رئيس الجهاز المركزي لمكافحة المخدرات بالمديرية العامة للأمن الوطني المغربي، نقلاً عن صحيفة "جون أفريك" الفرنسية "أن هذا الأسلوب في إعادة الشحن هو أحد الوسائل التي يفضلها المهربون لنقل مخدراتهم" كما أضاف أن المديرية العامة للأمن بالمغرب صادرت منذ عام 2014، أكثر من 6.8 طن من الكوكايين تم شحنها عن طريق البحر، كما تم مع إنتهاء سنة 2018 توقيف 363 شخصًا ضمن ما وصفته بعمليات مكافحة تهريب الكوكايين.

إستراتجية المعابر الجوية.

بعد تجربة المعابر البرية إنطلاقا مت غرب ووسط إفريقيا نخو شمالها ثم الوصول إلى القارة الأوروبية، بدأت شبكات التهريب الدولي بتنسيق مع أجهزة المخابرات العسكرية وضباط في الجيش المغربي لفتح خط جوي بين أمريكا الجنوبية وشمال إفريقيا، حيث وفي ديسمبر 2018، قامت الشرطة القضائية بتفكيك شبكة إجرامية تمتهن تهريب الكوكايين والقنب الهندي، ووفق التحقيقات التي أجراها جهاز الشرطة المعروف بصراعه مع جهازي الدرك والجيش، تم الكشف عن محاولة لبناء مهبط للطائرات في الصحراء الغربية من قِبل القراصنة المغاربة يشتبه في تنسيقهم من ضباط في الجيش والدرك لإستخدامه في عمليات تهريب الكوكايين من أمريكا اللاتينية إلى أوروبا وغرب ووسط إفريقيا.