⚫ الصحراء الغربية: صعوبة تفسير الموقف ألأمريكي في سياق تغيير حكومتي ترامب و نتنياهو.

واشنطن، 13 يوليو 2021 (ECSAHARAUI)




يثير موقف الولايات المتحدة تحت إدارة بايدن الجديدة الكثير من التساؤلات بشأن الصحراء الغربية من قبل أولئك الذين يتابعون السياسة الخارجية لواشنطن تجاه المنطقة. سيما بعد طرح هذا الموضوع لعدة مرات في مؤتمرات صحفية للدبلوماسية الأمريكية، كان آخرها يوم الخميس الماضي 1 يوليو، من قبل الصحفيين الذين شككوا في موقف الولايات المتحدة من هذه القضية.
crossorigin="anonymous">




وعندما سُئل المتحدث بإسم الخارجية، نيد برايس، عما إذا كانت الولايات المتحدة ستحافظ على موقف الرئيس السابق دونالد ترامب "الإعتراف" بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية، أجاب قائلا "موقف الإدارة الحالية، لم يطرأ عليه أي تغيير" و

أن الدبلوماسية الأمريكية في الوقت الحالي تدعم "عملية سياسية ذات مصداقية تقودها الأمم المتحدة لتحقيق الإستقرار في المنطقة وضمان وقف الأعمال العسكرية".





في مقابل ذلك يظل موقف الأمم المتحدة ثابت، حيث يعتبر إقليم الصحراء الغربية غير محكوم ذاتيا، ويخضع لعملية تصفية الإستعمار، ومحل نزاع منذ عدة عقود بين قوة الإحتلال -المملكة المغربية- وجبهة البوليساريو الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي التي تطالب بإنهاء الإستعمار .




بالعودة إلى موقف واشنطن، في ديسمبر 2020، إعترف رئيس الولايات المتحدة السابق، دونالد ترامب، بالسيادة المغربية المزعومة على الأراضي الصحراوية، في تناقض صارخ مع عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة، كان الهدف منه هو تعزيز العلاقات بين الرباط وإسرائيل بقيادة نتنياهو وامريكا عهد ترامب، الشيء الذي سيجعل الطرف المستفيد (المغرب) بعد هزيمة شركاءه في هذه الصفقة تحت الضغط في سياق التغييرات الحكومية، ليس فقط في الولايات المتحدة ولكن أيضًا في إسرائيل.




بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم وجود موقف واضح من إدارة بايدن قد يسبب قلقًا لجبهة البوليساريو، مما سيدفعها إلى النظر برفقة الحليف الجزائري إلى تقوية العلاقات مع الصين وروسيا، وفق ما سبق وأن أشار إليه الموقع المختص في السياسة الخارجية الأمريكية "فير أوبزرفر"، بإمكانية أن تعمق الجزائر علاقاتها مع موسكو وبكين، لا سيما في مجالات التعاون الأمني ​​والإقتصادي التي تُثير قلق واشنطن.




لكن يظل هناك عامل مهم على الأرض قد يؤثر في مواقف القوى الدولية تجاه النزاع، تحديدا مسألة عدم الإستقرار في هذه المنطقة الواقعة على حدود منطقة الساحل والصحراء وغرب إفريقيا المدرجة كأضعف المناطق أمنيًا.




هذا العامل المهم يعززه الحرب التي إندلعت في 13 نوفمبر 2020، بين المغرب وجبهة البوليساريو، والتي دفعت الإتحاد الإفريقي عبر مجلسه للسلم والأمن إلى عقد إجتماع على أعلى مستوى وإصدار قرار غاية في الأهمية يحمل خارطة طريق واضحة المعالم والإستعداد للمشاركة مع الأمم المتحدة لتفادي تصعيد أعمال العنف هذه، من خلال تسريع العملية السياسية من أجل تسوية نهائية للنزاع.