رئيس الحكومة الإسبانية: "يجب إستئناف المفاوضات مع جبهة البوليساريو لتحديد الوضعية النهائية للصحراء الغربية."



ECS. طالب رئيس حكومة إسبانيا بيدرو سانتيش، باستئناف المفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو من أجل “حل عادل ودائم” في نزاع الصحراء الغربية، ومن أجل استقرار المغرب العربي، وعبّر عن أمله في عقد القمة المؤجلة مع المغرب خلال السنة الجارية, حسب ما أفادت به الراديو الجزائرية الدولية.

وتأتي تصريحات سانتيش في وقت تحول فيه ملف الصحراء إلى محدد للعلاقات الثنائية كما حدث في فترات من التاريخ مثل منتصف السبعينيات.

وجاءت تصريحات رئيس الحكومة، خلال لقاء مع سفراء إسبانيا في العالم لرسم وتحديد الخطوط العريضة للسياسة الخارجية للبلاد. وهذه هي الندوة أو اللقاء الثاني من نوعه منذ سنة 2008. وركز على ضرورة تطوير العلاقات مع الصين والهند، وهما البلدان اللذان سيزورهما خلال السنة الجارية، وشدد على تطوير العلاقات كذلك مع القارة الإفريقية التي “تحمل تحديات وفرصاً في آن واحد” بحسب قوله.

وبعد حديثه عن الفضاء الطبيعي للسياسة الخارجية، وهي أوروبا ثم الولايات المتحدة، حيث يأمل استعادة العالم لسياسة الأقطاب المتعددة مع قدوم الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، تطرق سانتيش إلى منطقة المغرب العربي التي تعدّ من أكبر التحديات للسياسة الخارجية الإسبانية؛ بسبب البحث عن التوازن الدائم في قرارات مدريد تجاه كل من المغرب والجزائر. وركز على هذه المنطقة، حيث أعرب عن أمله في عقد قمة على مستوى رئيسي حكومتي البلدين مع كل من تونس والمغرب، ثم تطوير العلاقات مع الجزائر.

وكشف عن أهمية صوت إسبانيا في المؤسسات الأوروبية، مثل المجلس الأوروبي حول دول المغرب العربي. مبرزاً ضرورة العمل على الاستقرار السياسي ومنها إجراء انتخابات تشريعية في ليبيا.

وتوقف عند نزاع الصحراء قائلاً: “ضرورة استئناف المفاوضات حول الصحراء الغربية التي شهدت جديداً خلال الأسابيع الأخيرة تحت قيادة الأمين العام للأمم المتحدة، من أجل حل دائم وعادل مقبولة من الطرفين وفق قرارات مجلس الأمن؛ أي الموقف الذي تبنته إسبانيا دائماً”. وكانت مدريد قد طالبت واشنطن بالتراجع عن الاعتراف بمغربية الصحراء.

ويأتي موقف رئيس الحكومة الإسبانية بمثابة رد على وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة، الذي طالب أوروبا ومنها إسبانيا، الأسبوع الماضي، بالانخراط في دينامية دعم الحكم الذاتي كما فعلت واشنطن الشهر الماضي، لإيجاد حل لنزاع الصحراء بدل تبني موقف دعم المفاوضات.

ويُبرز عدد من المصادر السياسية في إسبانيا تبني هذا البلد لموقف متوازن بين المغرب والجزائر على شاكلة موقف فرنسا، التي رغم تأييدها للمغرب، لم تؤيد حتى الآن موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اعترف بمغربية الصحراء. ولم تجر مفاوضات مباشرة بين مدريد والرباط حتى الآن لمعالجة التطورات الجديدة في الصحراء الغربية.