الحرب في الصحراء الغربية: المغرب قلق من إحتمال إدخال الجيش الصحراوي للمسيّرات إلى أرض المعركة


مدريد (ECSAHARAUI).- ما يخشاه المغرب في الوقت الراهن مع إحتدام المواجهة العسكرية في الصحراء الغربية هو المسيرات، أو ما يعرف بالدرونز. فقوات الإحتلال المغربي و نقاطه العسكرية معروفة و ثابتة، و ستكون هدف سهل ضربه و تدميره اذا ما قررت جبهة البوليساريو إدخال طائرات إنتحارية إلى ساحة المعركة.

في ضوء هذه المعلومات، كما نشر موقع "العربي"، لا يبدو خيار المواجهة مستبعداً، ويظل ماثلاً لإمكانية انزلاق الأمور والأحداث خلال الأشهر المقبلة والوصول إلى حالة تصعيد شاملة، لا سيما إذا ما قررت جبهة البوليساريو ادخال المسيّرات على الحرب الدائرة. وقد أكد في أكثر من مرة السيد عمر منصور، وزير الداخلية الصحراوي، بدأن الجيش الصخراوي سيستعمل في وقت لاحق طائرات مسيّرة ضد الجيش المغربي المرابط على طول الجدار المغربي في الصحراء الغربية.

المغرب متخوف من حرب شاملة

إعلان وزير الداخلية الصحراوي وضع المغرب في مأزق لا يحسد عليه. وقال مؤخرًا سفير محمد السادس الدائم في الأمم المتحدة عمر هلال، أنه في حال ما إستعملت جبهة البوليساريو المسيّرات،  فإنه يتحمّل على المغرب "رد قوي ومناسب". تهديدات هلال هذه تنم عن إرتباك و خشية مغربية حقيقية من حرب الطائرات المسيّرة و ما في ذالك من خطر على قواتها و قواعدها و حتى على منجم الفسفاط في بوكراع، حيث لا يبعد عن أقرب نقطة تسيطر عليها القوات المسلحة الصحراوية سوى 300 كيلومتر.

و تشهد منطقة شمال إفريقيا توترات متزايدة بين المغرب والجزائر من جهة بسبب الحدود المغلقة ومن جهة أخرى بين المغرب وجبهة البوليساريو في أحد النزاعات الدولية من أجل السيادة على الصحراء الغربية المدرجة في جدول أعمال اللجنة الرابعة التابعة للأمم المتحدة الخاصة بتصفية لإستعمار، بإعتبارها إقليم غير محكوم ذاتيا.

لا أحد يمكنه إنكار وجود حرب في منطقة الصحراء الغربية بين النظام المغربي والشعب الصحراوي الممثل في جبهة البوليساريو، وكل طرف مصمم على مطالبه رغم كل محاولات إيجاد الحلول الوسطى، ومثل أي صراع في أي منقطة في العالم وجب النظر بشكل أدق لخلفياته و"القوى المتصارعة "جبهة البوليساريو خلفها الجزائر و عدة دول أخرى، فيما المغرب خلفه الكيان الصهيوني "إسرائيل" بدعم كلي و غير مشروط.

فمن المعروف أن العلاقات المغربية الإسرائيلية ممتازة وهي أقدم علاقة بين إسرائيل و دولة عربية أخرى والجميع يعلم الرواية الشهيرة بسماح المغرب لجهاز المخابرات الإسرائيلي بالتجسس على إجتماع جامعة الدول العربية سنة 67 المنعقد في المغرب إبان الحرب العربية الإسرائيلية...إلخ" 

وفي خضم الحرب الحالية بعد إستحالة تقارب بين طرفي النزاع في الصحراء الغربية بشأن الحل وفشل الأمم المتحدة في تنفيذ خطة التسوية وإنهاء الإستعمار والتصدي لإستفزازات النظام المغربي وإصراره على إحتلال أجزاء أخرى من الأراضي الصحراوية، تُصر الرباط على مواصلة مساعيها التوسعية بالبحث عن دعم إضافي عسكري للدعم الممنوح من قبل فرنسا. ولهذا الغرض قدمت إسرائيل معدات عسكرية متطورة من بينها طائرة بدون طيار (Heron) صنع إسرائيلي و طائرات إنتحارية، إلا أن طائرات Heron لن تستخدم ضد الجيش الصحراوي، فالمغرب عاجز كليا عن إستخدام هذا النوع من الطائرات العسكرية التي تتطلب نظام إتصالات وقيادة متكامل" خاصة قمر صناعي للإتصالات في المدار (GEO) على إرتفاع 36 ألف كيلومتر وهو ما لا يملكه المغرب، وبالتالي إستحالة قدرة الجيش المغربي على تشغيل وتسيير وتوجيه الطائرات بدون طيار ميدانيا بواسطة نظام (GPS) وهو توجيه هاوي غير كافي في المجال العسكري ولايمكن القدرة على تسليم وإستلام المعلومات بين الدرون ومركز القيادة في اللحظة ذاتها.

وبالتالي فإنه ولتفعيل خدمة الطيارة بدون طيار، لا خيار أمام المغرب إلا زيادة تكلفت الصفقة، فمثل ماقامت به إسرائيل مع أذربيجان، سيضطر المغرب أيضا السماح لإسرائيل بالإشراف الشخصي على نظام تسيير الطائرات بدون طيار من قبل ضباط إسرائيليين من داخل الأراضي المغربية. 

وعلى الرغم من أن ظهور طائرة (Heron) بمطار مدينة الداخلة المحتلة العام الماضي بحسب صور تداولها نشطاء صحراويين، ليس تحول مفاجئ في الحرب ضد الإحتلال والعدوان المغربي، إلا أنه يُلزم جبهة البوليساريو والقيادات العليا للجيش الصحراوي الأخذ بجدية تواجد التجربة الإسرائيلية في هذه الحرب، مما يعني ضرورة دراسة معمقة لأسلوب وتكتيك الجيش الإسرائيلي في معاركه في غزة ولبنان وأذربيجان وسوريا لأن المعركة مستقبلًا ستكون مباشرة مع الضباط الإسرائيليين بدلا من المغاربة.