البوليساريو: خطة السلام الأممية تقف على مفترق طرق حاسم وإختيار مجلس الأمن لنهجه القديم سيلزمنا إتخاذ ما نراه مناسبا من قرارات.

نيويورك، 28 أكتوبر 2021 (ECSAHARAUI)


أكد عضو الأمانة الوطنية، ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة، سيدي محمد عمر، أن عملية السلام التي تقوم بها الأمم المتحدة تقف على مفترق طرق حاسم، مشيرا إلى أن مشروع القرار الذي تقدمت به الولايات المتحدة الامريكية يوم 19 من الشهر الجاري لا يعكس في منطوقه ولا صياغته ما يجري الآن من تطورات خطيرة على الأرض ولا يتضمن أي إجراءات عملية للتعامل مع تلك التطورات او للدفع بالعملية السلمية الى الأمام.


وقال سيدي محمد عمرـ في مقابلة صحفية معه موقع التحرير "أن مجلس الأمن مطالب إتخاذ إجراءات سريعة وجدية لتفادي المزيد من التصعيد وتدهور الوضع في المنطقة برمتها وعليه أن يختار بين إدراج تغييرات جوهرية في قراره المقبل بشان تجديد ولاية المينورسو من أجل التعاطي مع الوضع الجديد على الارض أو الركون إلى سياسة ترك الأمور على حالها المعهود وكأن شيئا لم يحدث، وهو بطبيعة الحال ما ستكون له تداعيات خطيرة على العملية برمتها.


وفيما يخص المجهودات التي قد يقوم بها المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام في إطار عملية السلام ، أكد ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة على أن المشكل الأساسي يكمن في تلازم غياب الإرادة السياسية لدى دولة الاحتلال المغربية مع تقاعس مجلس الأمن الدولي عن لعب دوره كضامن للسلم والأمن الدوليين، بما في ذلك ضمان التنفيذ الكامل لولايات بعثات السلام التي ينشئها تحت سلطته كما هو حال مع بعثة الامم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية "مينورسو "


كما جدد ذات المسؤل "أن دولة الاحتلال المغربية أظهرت مرارا وتكرار أن ليس لديها أي إرادة سياسية حقيقية للتوصل الى حل سلمي وعادل ودائم للنزاع على أساس الاحترام الكامل لحق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال ولذلك "فإن الكرة الآن في مرمى مجلس الأمن الذي يظل مطالبا بإستخدام جميع الادوات الدبلوماسية وغيرها والسلطات المخولة له بموجب ميثاق الامم المتحدة من أجل حمل دولة الاحتلال المغربية على الايفاء بإلتزاماتها بموجب خطة التسوية الأممية الافريقية والسماح بإجراء إستفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي على النحو الذي قبله الطرفان وصادق عليه مجلس الأمن في قراراته ذات الصلة"


وقد تطرق المتحدث إلى التحركات داخل مجلس الأمن والتحفظات التي أبدتها جبهة البوليساريو على مسودة القرار، مؤكدا في هذا الصدد "أن جبهة البوليساريو ليست هي الوحيدة التي لديها تحفظات أساسية على مشروع القرار المقترح بل هناك دول أخرى أعضاء في مجلس الامن الدولي من قبيل الإتحاد الروسي مثلا التي لديها إعتراضات جوهرية على القرار، بعضها يتعلق بمحتواه وأخرى بالطريقة التي يتم بها إعداده والتفاوض عليه.


وإلى ذلك يقول، سيدي محمد عمر، إنه من المنتظر أن ينعكس كل ذلك في التصويت على القرار وفي البيانات التي ستقدمها الدول الأعضاء بعد التصويت لتوضيح مواقفها من القرار ومن العملية السلمية برمتها.


وفي ظل المؤشرات حول إختيار مجلس الأمن البقاء نهجه القديم، أكد ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة "أن الشعب الصحراوي وقيادته سيتخذان ما يلزم من قرارات في هذا الشأن لأنه لا يمكن لأي أحد أن يتوقع بأن يظل الشعب الصحراوي مكتوف الأيدي بينما تستمر دولة الإحتلال المغربية في محاولتها الرامية إلى ترسيخ إحتلالها غير الشرعي بالقوة لأجزاء من وطننا في ظل صمت مجلس الامن وتقاعسه.


وقد ذكَّر سيدي محمد عمر "بأن جبهة البوليساريو وكانت قد عبرت عن إستعدادها للتواصل البناء مع المبعوث الشخصي الجديد للامين العام للأمم المتحدة، فإن الشعب الصحراوي وكما أكد على ذلك رئيس الجمهورية الصحراوية والأمين العام لجبهة البوليساريو الاخ إبراهيم غالي، سيواصل كفاحه المشروع حتى تتم إزالة الاسباب التي تحول دون إجراء إستفتاء تقرير المصير على النحو الذي إتفق عليه طرفي النزاع جبهة البوليساريو والمملكة المغربية"


في هذا السياق شدد سيدي محمد عمر أن مطلب الشعب الصحراوي الاساسي و الوحيد الذي كان وما يزال هو الاستقلال الوطني التام وبسط السيادة على كامل التراب الوطني، مؤكدا أن الشعب الصحراوي الذي اظهر بالملموس تمسكه بالخيار السلمي من خلال قبوله إجراء إستفتاء تقرير المصير تحت رعاية الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية كحل وسط لن يتنازل أبدا عن حقه غير القابل للتصرف وغير القابل للتفاوض في تقرير المصير والاستقلال وسيواصل إستخدام جميع الوسائل المشروعة من أجل الدفاع عن حقوقه وسيادته.


هذا وخلص ممثل الجبهة بالأمم المتحدة إلى أن اطلاق أي عملية سلام حقيقية وذات مصداقية وقابلة للاستمرار في الصحراء الغربية تتوقف بشكل كامل على الخطوات الملموسة التي يرغب مجلس الأمن في اتخاذها للتعاطي مع الوضع الجديد على الارض اولا، وثانيا وضع الأسس الصلبة والضمانات الكفيلة لتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف وغير القابل للمساومة في تقرير المصير والاستقلال بكل حرية وديمقراطية.