جون بولتون "لا ينبغي أن ينتظر شعب الصحراء الغربية المظلوم عقودا من الزمن لإجراء إستفتاء يحدد مستقبله".

مدريد، 22 يونيو 2021 (ECSAHARAUI)




دافع مستشار الأمن القومي السابق مع دونالد ترامب ، جون بولتون، في مقابلة موسعة مع صحيفة "إلموندو" الإسبانية، عن إجراء إستفتاء في الصحراء الغربية، لكونه السبيل الأفضل ليحدد هؤلاء السكان مستقبلهم والعيش مع أحد الطرفين"


وأعرب بولتون في حديثه لإلموندو، عن قلقه بشأن ما حدث في الصحراء الغربية منذ ما يقرب من 30 عامًا، قائلا إن قضية الصحراء الغربية أطول قضية عملت عليها طيلة مسيرتي المهنية، رغم أنه لم يبدو لي أنها كانت نزاعا يجب أن يستمر لمدة 30 عامًا، وأنا بصفتي أمريكي مع القليل من الصبر، أعترف بذلك، وأعتقد أنه لا ينبغي أن يظل هؤلاء السكان المظلومين ينتظرون لعقود من الزمن إجراء إستفتاء.


وعن بعثة حفظ السلام العسكرية المينورسو، أوضح بولتون أن إسمها هو بعثة الأمم المتحدة للإستفتاء في الصحراء الغربية، وإذا لم يكن هناك إستفتاء، فلا داعي لمهمة عسكرية، مضيفا بأن مينورسو، بالنسبة ليه هي مثال واضح حول الكيفية التي تشارك فيها الأمم المتحدة في نزاع وإطالته بدلا من إيجاد حل له.


تحت ضغط من بولتون ، بدأ طرفا النزاع ، المغرب وجبهة البوليساريو ، في عام 2018 للتحضير لمفاوضات دبلوماسية لتمهيد الطريق لإجراء الاستفتاء في المستعمرة الإسبانية السابقة. لكن بعد أشهر ، ترك بولتون منصبه وأقنع المغرب ، بوساطة كوشنر ، ترامب بالاعتراف بسيادته على الصحراء الغربية مقابل تطبيع العلاقات بين المغرب وإسرائيل.




وإلى ذلك يضيف مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، قائلا "بصرف النظر عن وزير الخارجية السابق والمبعوث السابق للصحراء، جيمس بيكر، والسيناتور الجمهوري جيم إينهوفي، وأنا، لا يوجد الكثير من الأشخاص في مناصب بارزة في الولايات المتحدة قلقون للغاية بشأن الصحراء الغربية، وعندما غادرت منصبي مؤخرا عادت القضية إلى وزارة الخارجية، ولم يتغير شيء حتى طالب المغاربة من جاريد كوشنر (صهر ومستشار دونالد ترامب) الإعتراف بمطالبهم على الصحراء الغربية مقابل ربط علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وهو قبله رجل الأعمال مثله مثل ترامب.


علاوة على ذلك، يأسف جون بولتون لأن واشنطن لم تول الاهتمام الواجب للصحراء الغربية، كما وجه توبيخا إلى إسبانيا على تقاعسها وعدم كفاءتها في حل المشكلة في ذلك الوقت، كونها القوة الإدارية للإقليم.


وردا على سؤال حول اندلاع الحرب في شمال إفريقيا وإمكانية تأجيج التطرف الإسلامي في المنطقة، قال جون بولتون إن "عدم حل قضية الصحراء الغربية" هو أحد العناصر التي يمكن أن تعطي لأجنحة للتطرف في منطقة شمال أفريقيا فرص لخلق المزيد من المشاكل، وفي نهاية المطاف يظل الاستفتاء في الإقليم مثالي للجميع لحفظ ماء الوجه. لأنه مع الاستفتاء، يمكن للخاسر تقديم نفسه كدولة تحترم الإرادة الشعبية وحلول المجتمع الدولي"


وفي تعليقه على أزمة الهجرة الأخيرة في سبتة الإسبانية، إنتقد جون بولتون المغرب لإستخدامه الإجرامي لمواطنيه وإستنكر أسلوب ضغط المغرب على إسبانيا والاتحاد الأوروبي بأسره، مشددا على أن الأمور لا تتم بهذه الطريقة.


وأكد جون بولتون في حديثه أنه ظل مرتبط بقضية الصحراء الغربية منذ البداية، وكشف أن "والد" بوش هو من روج لفكرة الاستفتاء التي من شأنها أن تمنح سكانها إمكانية الاختيار بشكل أساسي بين الاستقلال أو الإنضمام إلى المغرب بعد حرب الخليج الأولى، لقد كان الاتفاق يبدو بسيطا للغاية، لأن لا صعوبة في إجراء إستفتاء لـ 90 ألف ناخب، لذلك تمت الموافقة على قرار إنشاء مينورسو بسرعة في الأمم المتحدة وهذا جعلنا نعتقد أن الصراع سيحل ربما في غضون عام لكن كل شيء توقف على الفور تقريبا لأن المغرب لم يرغب في الاستفتاء، يقول بولتون متأسفًا.


وإختتم المسؤول الأمريكي حديثه لصحيفة إلموندو، بالتأكيد مجددًا أنه لن يغير أبدًا موقفه بشأن الصحراء الغربية لإنها مستعمرة إسبانية سابقة ولكنها أيضًا أرض كان لأهلها مطالبات إقليمية عليها، وهم الأفضل لتقرير مستقبلها وإختيار مع من العيش فيها.