الشهيد "أمحمد خداد" شخصية سنة 2020 | ECSAHARAUI.

مدريد، 28 ديسمبر 2020 (ECSAHARAUI)



تميز عام 2020 بلحظات عظيمة، سعيدة وحزينة، وغيرها، وقصص صغيرة جعلتنا متحمسين، على الرغم من أنه من الواضح أن هذا العام كان متميزا عن غيره بالنسبة لأي مواطن صحراوي لأسباب واضحة.

في هذا الموقع، كما فعلنا دائما، وبهدف نشر حياة وعمل شخصيات أعطو ما لديهم أو ساهموا من أجل المرافعة عن القضية الصحراوية في أي من مجالاتها، الإشادة بفضائلهم، وحسن نيتهم ​​، والمثال الذي يشكلونه من أجل  المجتمع ككل.

 لهذا السبب، قرر الكونفيدينثيال صحراوي، إختيار شخصية العام لمناضل سخر جهده بتفاني في خدمة الشعب الصحراوي، كان مسؤولاً عن العلاقات الخارجية لجبهة البوليساريو، وعضوًا في الأمانة الوطنية وشخصية بارزة في فريق التفاوض والتنسيق في الاجتماعات المختلفة مع المينورسو والمغرب، السيد محمد ولد خداد ولد موسى، الذي توفي شهيدا في 1 أبريل 2020 بعد صراع مع مرض عضال. المرض لم يكن يومها عائقا بالنسبة لمحمد لمواصلة الدفاع عن مصالح شعبه منذ بدء النزاع في العام 1975 حتى أنفاسه الأخيرة، لِنَقُلْ أن شجاعته وإنضباط لا يقدران بثمن.

 كان ولد خداد عقلًا متميزًا تكتنفه البساطة. والتفكير الدقيق، حدد الصعوبات وأوجه القصور وتجاوزها بمهارة، كان لديه عظمة وخاصية عدم الوقوع في الفخ، لقد كان ذكيًا، ولطيفًا، ومتاحًا، ومحبًا للجميع ودائمًا ما يكون قريبًا ومستعدًا لجعلك ترى شكوكك مع رؤى أخرى. لقد وضع كل هذه الفضائل في خدمة وطنه وأتى بثمرها في مسار الحرية والاستقلال.

 لقد كان تأثير خداد في نضال الشعب الصحراوي حاسمًا ، فقد وضع على الطاولة ملف نهب الموارد الصحراوية من قبل المغرب ساهم في انسحاب العديد من الشركات، كما تمكن من إقناع الاتحاد الأوروبي بأن الصحراء الغربية ليست ملكًا للمغرب، وأنهما دولتان مختلفتان.  يُنسب إليه الفضل في إستراتيجية الدفاع القانوني التي إعتمدتها الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في محكمة العدل الأوروبية، والتي إنتهت بإنتصار الشعب الصحراوي.

لقد أحدث ثورة في الصراع الدبلوماسي والقانوني بين المغرب وجبهة البوليساريو من خلال إدخال طرق وأساليب جديدة لمواجهة التحديات التي تواجه الحركة الصحراوية، مهارة وإبداع، وضع النظام المغربي والقوى التي تقف وراءه على الحبال. وحظر القيام بالتجارة بمنتجات من الأراضي المحتلة.

 كان مقاتلا عظيما، لم يمنعه المرض يوما من الإستمرار في العمل حتى آخر نفس. وفي أصعب اللحظات كان هو الذي يقدم التشجيع للرفاق والمناضلين، لم تكن في قاموسه كلمة إحباط، فقد أعتقد دائمًا أن هناك حلولًا وأكثر إقتناعًا بأن العقل والقانون الدولي في مصلحتنا وكان يعرف كيفية الإستفادة منها بطريقة مهيبة.
 في الكونفيدينثيال صحراوي، تشرفنا بلقائه شخصيًا وإجراء مقابلة معه بعد المحاكمة التاريخية حول موارد الصحراء الغربية. 

في الفاتح من أبريل، بإحدى مستشفيات مدريد، غادرنا إلى إلى دار البقاء هذا القائد السياسي التاريخي بعد مشوار حافل من العطاء مع رموز أخرى للنضال الصحراوي مثل الولي مصطفى سيد ومحمد عبد العزيز والبخاري أحمد. إنه بالفعل جزء من الماضي، ومعه جزء من تاريخ الصحراء الغربية. لقد رحل وهو يزاول مهامه الوطنية من أجل بلده، ومثل كثيرين غيره، غادر دون أن يتمكن من رؤية بلده حرًا مستقلا، فليكن رحيله بمثابة إلتزام أخلاقي على جميع الصحراويين لإتباع طريقه ومواصلة القتال أينما كانوا لتحقيق هدفنا. قد لا نعرف على وجه اليقين متى سنحقق هدفنا في الحرية، ولكن ما علمنا إياه أمحمد خداد هو الكفاح دون توقف حتى النهاية.

 وبرحيل القائد أمحمد خداد موسى، نستحضر كلامات وداع لإبنته الحسينة أمحمد:

 "لا تبكوا... فمحمد خداد يعيش في علم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.

 يعيش في أسود العلم الذي هو بمثابة حداد على سجناءنا والمختفين. 

 يعيش في أحمر الراية الذي هو عبارة عن الدماء التي اعطوها بسخاء أولئك الذين إستشهدوا يقاتلون من أجل قضيتنا العادلة.

 يعيش في أخضر الراية الذي يعطينا آمال إلى السيادة الكاملة على مواردنا وأراضنا.

 يعيش في كل ما قدمه في حياته (...)

الصحراء الغربية لا تبكي، أمحمد خداد يعيش سيبقى في الذاكرة والقلب إلى الابد.

ستظل في اذهاننا إلى الأبد مناضلاً، إلى اللقاء يا أبتي ... إبنتك الحسينة.

إن الشعب الصحراوي ممتن إلى الأبد لجهودك من أجل تحقيق الإستقلال، سوف نتذكر أمحمد خداد دائمًا لإيمانه القوي بالسلام والديمقراطية، فضلاً عن تصميمه وتفانيه من أجل بلاده، مثابرتك وشجاعتك تترجم إلى دعم لقضيتنا.

في النهاية هناك دائمًا بعض الذكريات والصور التي تهزم رحيله وجميع الذين إستشهدوا ووهبوا حياتهم من أجل القضية الوطنية.

أمحمد خداد سيعيش في أذهان الكثيرين، وسوف يرافقنا مثاله ويرشدنا في كل المحطات النضالات القادمة.