حملة إعلامية في المغرب ضد أصدقاء محمد السادس الملاكمين أزعيتر ومدربهم.. إستنكار لأهوائهم بطعم التحذير.

مدريد، 20 ديسمبر 2021 (ECSAHARAUI)


لقد بدأت للتو الحرب بين الثلاثي الألماني المغربي و المخزن. فمنذ أن طلق العاهل المغربي محمد السادس "للا سلمى" (مارس 2018)، عاش حياة هادئة بعض الشيء، حتى التقى بثلاثي من الرياضيين الذين غيروا حياتهم على ما يبدو. وهما الأخوان عثمان، أبو بكر وعمر زعيتر (الأولين، أبطال الحلبة والثالث مدربهم ومديرهم) وكان مع أبو بكر الذي يسمونه في عالم الرياضة المصارع المغربي الذي أقام معه الملك علاقة وثيقة لدرجة أنه أجبر مستشاره الملكي الرئيسي، فؤاد الهمة، الذي يشكو من سلوكه قليلاً "غير المسؤول" ، "المناورة ضدهم".




وقد كشفت "El Confidencial" في مقال موسع للخبير الصحفي في المغرب العربي، إجناسيو سيمبريرو، "أن الأخوان أزعيتر ومدربهم، إتسعت العلاقة لعشرات من أفراد عائلتهم وأبناء عمومتهم وأعمامهم ، وما إلى ذلك، يتواجدون في قصور ومساكن العائلة المالكة في المغرب، بل يحتكرون الملك محمد السادس في ما بينهم لدرجة أنه لم يقضي الصيف مع أسرته هذا العام وأن أقرب مساعديه يواجهون صعوبات في التعامل معه في شؤون الدولة.




ولكن من هم الخاسرون الذين ينتقمون من الصحافة غير الرسمية للأخوين زعيتر؟




بحسب الصحيفة الإسبانية ذاتها، فمن المحتمل أن أصحاب النفوذ الأكبر في القصر الملكي، فإن صعود هؤلاء الأشخاص كان في مقابله تراجع لمكانة مستشاري الملك المغربي فؤاد علي الهمة، ورئيس الأمن الذي يتمتع بصلاحيات أكبر من وزير الداخلية، عبد اللطيف حموشي. حيث ىمنذ ماي الماضي، أصبح من الواجب على هذين الرجلين القويين من النظام المرور عبر أزعيتر للوصول إلى محمد السادس.




وقد كانت أول صحفية تسلط الضوء على الأخوين أزعيتر هي الصحيفة المغربية "هسبريس" حيث خصصت في الماضي ما لا يقل عن 3400 كلمة لشرح "السجل الجنائي" لأبي بكر وشقيقيه، وهي قائمة "أطول بكثير من سجلهم الرياضي". ومع ذلك، بالكاد يثير ذلك علاقته الوثيقة بالملك العلوي التي بدأت في 20 أبريل 2018 - بعد شهر واحد فقط من إعلان طلاقه من للا سلمى - وعند استقباله للثلاثة في الرباط أبرز بدأت تلك العلاقة




بعد ستة أشهر ، عقب تجاهل الملك، دائمًا وفقًا لـ El Confidencial، عاد الهمة والحموشي إلى التهمة الموجهة إلى عائلة الملك الجديدة، لكن هذه المرة لجأوا إلى وسيلة إتصال فرنسية ، "Médiapart" كما كشفت المفوضية الأوروبية، "يمكن للمشتركين في" Médiapart "فتح مدونة، ولكن ما يتم نشره هناك لا يرتبط بكتابات الصحيفة التي يطلق فيها أيضًا ضربة خفية ضد الملك" وقد تمت إزالة هذا المقال من Mediapart وإعادة نشره على Hespress و Barlamane المغربيين.




حرب بين خدام القصر الملكي المغربي، الملك وعائلته الجديدة الأخوة زعيتر ومستشاريه. الأخوان زعيتر لقد هربوا من منشئهم" كان هذا هو عنوان آخر المقالات التي تم حذفها ونشرها مرة أخرى في 13 ديسمبر، وأضاف "هم وحوش لا يمكن السيطرة عليها بل طغاة إستولوا بالقوة على سلطة غير محدودة ويمارسونها بطريقة مطلقة"




بعد قراءة فقراتها، تلتهم النخب في المغرب هذه المقالات المنشورة في الصحف الوطنية والفرنسية، وتتساءل كيف ستنتهي الحرب بين الأخوين زعيتر وأولئك الذين شكلوا حتى وقت قريب بيئة الملك (الهمة والحموشي). إن التجميع الموضح بالوثائق، للانتهاكات التي إرتكبها الدولة والاتهام بالسلبية ضد سلطات مختلفة للدولة يجعل بعض القراء يشكون في أن رجال البلاط الساخطين قد صاغوا تحذيرًا أخيرًا قبل التصرف ضد رعايا الملك.




وبحسب الإذاعة الفرنسية العمومية وصحيفة "سود دويتشه تسايتونج" الألمانية، فإن الهاتف المحمول الخاص بعمر زعيتر وهاتف محمد السادس نفسه مدرجان في قائمة الأرقام المصابة ببرنامج "Pegasus" الخبيث، الذي طورته شركة NSO الإسرائيلية، التحقيق الذي أجرته العضو الدولية ومنظمات أخرى بشراكة مع 17 وسيلة إعلامية مرموقة.




بعد تلك صدور ذلك التحقيق على وسائل، وعلى الرغم من الحماية الحقيقية التي يتمتع بها الأخوان زعيتر ، يبدو أنهم أدركوا لأول مرة أنهم يواجهون تهديدا خطيرا. في هذا الشق يتساءل الصحفي سيمبريرو في مقالته: "ما الذي يمكن أن تفعله قيادة الشرطة والمخابرات وربما بعض مستشاري الملك ضد أولئك الذين إستولوا على إرادة الملك نفسه؟"




لقد قرر جهاز الأمن المغربي وضع حد لذلك، ولكن وفق ما تتطلبه الوضعية الحالية، أي إستبعاد محاولة إغتيالهم، كما فعل الملك الحسن الثاني عام 1983 مع اللواء أحمد الدليمي، الذي أشتبه في تآمره ضده، والتركيز فقط على تشويه سمعتهم، ربما بهذه الطريقة سيسمح الملك لنفسه بالإقتناع والإنفصال عنهم.