في مواجهة الوضع الإقليمي ملك المغرب يُخاطب الجزائر ويتنكر للحرب في الصحراء الغربية.

الرباط، 01 غشت 2021 (ECSAHARAUI)




تجاهل ملك المغرب لأول مرة الحديث عن قضية الصحراء الغربية في خطابه بمناسبة ما يسمى "عيد العرش" على الرغم من الظروف الإستثنائية التي يشهدها الإقليم في ظل خرق وقف إطلاق النار وعودة المواجهة العسكرية التي أدخلت المغرب في حالة من الرفض الدولي غير المسبوق.


لكن عند الحديث عن الجزائر، ذكر ملك المغرب بطريقة غير مباشرة القضية الصحراوية قائلا أن "الجسم الغريب" لا مكان له بين شعوب شمال إفريقيا وأنه لا يمكن أن يكون وراء الأزمة بين البلدين.



كما لم يتطرق محمد السادس ولو بإشارة واحدة لإسبانيا، البلد المجاور الآخر الذي تشهد العلاقات بينه والرباط توترا غير مسبوق، بعد أزمة دبلوماسية عميقة منذ شهور حول نفس القضية -الصحراء الغربية-.


لقد كرس ملك المغرب، الذي بدى متعبا، نحيفا بوجه شديد الشحوب أكثر مما كان عليه في المرات السابقة، معظم خطابه لإطلاق رسائل تجاه الجزائر والمطالبة بفتح الحدود البرية التي أغلقت بقرار جزائري منذ عام 1994.


المخزن وبعد صمت طويل خرج من دائرته غير المعهودة للتعبير بنوع من النفاق السياسي عن أسفه لـ"التوترات الإعلامية والدبلوماسية التي تثير العلاقات بين المغرب والجزائر، والتي تلحق الضرر بصورة البلدين وتترك إنطباعا سلبيا" وهو خطاب يتناقض مع الإعتداءات المتكررة من قبل سياسيين مغاربة ومسؤولين وإعلام رسمي وخاص، على الجزائر.


لقد بدى للجميع حجم الدراما المخزنية في حديث رأس الأفعى ومحاولته الظهور بوجه أكثر "تصالحية" والإدعاء بأن "أمن وإستقرار الجزائر وهدوء شعبها مرتبطان إرتباطًا وثيقًا بأمن المغرب" وأن كلا البلدين "يواجهان مشاكل الهجرة تهريب المخدرات والإتجار بالبشر " في وقت لا يوجد أدنى تبادل للمعلومات بين البلدين حول هذه القضايا، كما كرر ذلك مسؤولون مغاربة في كثير من الأحيان.


إنه لمثير للفضول أن الأزمة التي إندلعت مع إسبانيا جعل النظام المغربي الجزائر أيضًا بطلها، بناء على مغادر الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي لإسبانيا على متن طائرة إستأجرتها الرئاسة الجزائرية في 1 يونيو لإستكمال العلاج في الجزائر العاصمة حيث إستقبل زيارة في اليوم الموالي من قبل الرئيس عبد المجيد تبون ورئيس الأركان العامة للجيش الجزائري.


هذا وينضاف إلى غرابة ما جاء في خطاب ملك السادس هذه السنة، تأخره عن موعده الرسمي والمعتاد بيوم الذي يصادف في 30 من يوليو من عام، من دون تقديم أي تفسير لهذا الظرف غير المسبوق.