لوموند الفرنسية : "بعد أزمة المهاجرين في سبتة حان الوقت للخروج من النظرة السذاجة للمغرب وتجاهل حقيقته كنظام متسلط ومقلق"

باريس، 21 ماي 2021 (ECSAHARAUI)


كتبت جريدة لوموند الفرنسية إفتتاحية نهار اليوم حول زحف الآلاف المهاجرين غير النظاميين من شمال المغرب نحو سبتة الإسبانية بإيعاز من السلطات المغربية التي عمدت إلى ذلك بغرض إبتزاز إسبانيا في إطار الحملة التي شنتها منذ قرابة شهر بسبب إستقبال مدريد على أراضيها للرئيس الصحراوي إبراهيم غالي قصد إستكمال بروتوكول العلاج من كوفيد19.




وأشارت لوموند الفرنسية، إلى أن ما يحدث يعد أزمة هجرة جديدة على الطرف الجنوبي من أوروبا موضحة بأن تصاعد التوتر في سبتة يدعو للقلق، سيما وأنه يقع أمام الأعين السلبية للشرطة المغربية، التي سمحت لقرابة 8000 مغربي، غالبيتهم من الشباب للتسلل إلى داخل الجيب الإسباني من الساحل الشمالي للمملكة المغربية منذ بداية الأسبوع.




وأشارت لوموند أن الضغط المغربي هذا تلاشى يوم الخميس 20 مايو، بعد طرد السلطات الإسبانية لـ5600 من هؤلاء المهاجرين إلى المغرب، موضحة بأن هذه الحلقة الجديدة من الضغط المغربي سيكون لها تأثير على العلاقات بين الرباط ومدريد وأيضا الإتحاد الأوروبي.




وتحدث المقال على أن هذه الأزمة قد تسببت فيها السلطات المغربية التي مهدت الطريق إلى سبتة لشاب يعاني من ضائقة إجتماعية، وهو ما وصفته إسبانيا على لسان وزيرة الدفاع بـ"عدوان" و "إبتزاز" من قبل الرباط ضد مدريد.




وبحسب الجريدة الفرنسية الذائعة الصيت، فقد شكل موقف الرباط هذا سابقة مؤسفة، كون أوروبا لم تكن تتوقع من النظام المغربي أن يتصرف مثل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أو الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، الذين لم يترددوا في أوقات مختلفة في إستخدام سلاح الهجرة للضغط على أوروبا وإبتزازها.




كما أوضحت بأن أصل الأزمة معروف جيداً، حيث ترى الرباط أن نقل إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو التي تناضل من أجل إستقلال الصحراء الغربية إلى التراب الإسباني "خطوة معادية غير مقبولة" وبأن الدواعي الإنسانية التي قدمتها مدريد إعتبرت غير مقبولة في الرباط، التي وعدت أن يكون لهذا القرار عواقب وخيمة وقد جاء في شكل موجة الهجرة الموجهة نحو سبتة الإسبانية.




وإلى ذلك كشفت لوموند أن الإستفزازات المغربية تصاعدت مؤخرا منذ "صفقة دونالد ترامب بين المغرب وإسرائيل" الرهان المحفوف بالمخاطر، مشيرة إلى أن مشاهد المراهقين وحتى الأطفال الذين يخاطرون بحياتهم في مياه سبتة بتواطؤ الشرطة المغربية زادت من تدهور سمعة المغرب دوليا، كيف لا وهي مستعدة للتضحية ببرود بشبابها على مذبح مصالحها الدبلوماسية، كما عرت الهشاشة الإجتماعية التي تعيش فيها فئات كبيرة من السكان في الوقت يتباهى به البعض في باريس وأماكن أخرى بالمغرب.




ووصفت لوموند الفرنسية ما قام به المغرب بالتصرف الإستبدادي الذي حان الوقت للخروج من بعض السذاجة في النظرة المستقبلية للمغرب، كـ"بوابة إلى غرب إفريقيا، وبلد الإسلام المستنير، والتعاون الأمني ​والهجرة" والنظر إلى الواقع الذي يعكس حقيقة وجود نظام سلطوي مقلق، كما يتضح من خلال سجن الصحفيين والمثقفين الناقدين والمخاطرة والإستهزاء بحياتهم، على غرار حالة الصحفي سليمان الريسوني الذي يخوض الآن إضراب عن الطعام.




هذا وخلصت الصحيفة الفرنسية في ختام إفتتاحيتها بعبارة "بإسم الصداقة حان الوقت لكي يرسل الأوروبيون إشارة إلى المغرب بأن قروضه في الخارج قد تضررت وأن الدفاع عن مصالحه يجب ألا يعفيه من معاملة مواطنيه وجيرانه معاملة لائقة"