الإعلام الألماني يسلط الضوء على معاناة الصحراويين جراء فشل الأمم المتحدة في تصفية الإستعمار.

برلين (ألمانيا الإتحادية) 18 سبتمبر 2020 (ECSAHARAUI



سلطت جريدة مِديكو أنترناشيونال الألمانية في مقال مطول الضوء على قضية الصحراء الغربية ومعاناة شعبها جراء إستمرار الإحتلال المغربي لأجزاء من الإقليم بصورة غير قانونية، وفشل الأمم المتحدة في إجراء وعد إستفتاء تقرير المصير، وفق ما نص عليه قرار مجلس الأمن 690 (1991). 

 المقال ومن خلال شهادات لبعض اللاجئين، أثار حالة الإحباط وسط اللاجئين الصحراويين بسبب إستمرار الوضع الصعب لما يزيد عن أربعة عقود من الزمن، حيث قال السيد بوحبيني يحيى، رئيس الهلال الأحمر الصحراوي أن الأطراف الدولية التي تقدم المساعدات الإنسانية تركز أكثر على المناطق التي يوجد فيها إرهاب ونزاع مسلح، ولا يولون أي إهتمام للمناطق الهادئة والنزاعات السلمية مثل ماهو الحال في الصحراء الغربية منذ توقيع إتفاق وقف إطلاق النار بين جبهة البوليساريو والمغرب. 

كما قالت الصحفية الصحراوية، السيدة گبل رشيد، أن وضع الشعب الصحراوي نتيجة الاحتلال أشبه بالجحيم حيث يعيش ما يفوق 173.600 صحراوي بالإعتماد على المساعدات الإنسانية في مخيمات للاجئين، تقع جنوب غرب الجزائر، شرق جدار العار المغربي الذي يقسم الصحراء الغربية بطول 2720 وما يزيد عن سبعة ملايين لغم أرضي، في الوقت الذي تزخر أرضهم المحتلة لموارد طبيعية هائلة، إلا أنها تتعرض للنهب من قبل المغرب وشركاءه الأوروبيين.

كما نقلت الجريدة تصريحاً لوالي ولاية أوسرد، السيدة مريم السالك أحمادة، حول المشاكل التي تواجهها السلطات الصحراوية بسبب نقص المساعدات والإمكانيات والوسائل الضرورية لتوفير العمل أو ضمان مستقبل للشباب مقابل إرتفاع نسبة البطالة، مما يشكل مشكلة كبيرة ليس فقط داخل المخيمات وإنما على المنطقة ككل حيث تواجه تحديات كبرى مثل التطرف والجريمة المنظمة والتهريب الدولي وغيرها من الظواهر التي تستهدف الشباب المحبط بشكل خاص. 

وفي نفس السياق، أكد الرئيس السابق للبرلمان ومسؤول أمانة التنظيم السياسي أن تحقيق طموح الشباب لا يمكن وضعه بمعزل عن تصفية الإستعمار من الإقليم وإستكمال بسط سيادة الجمهورية الصحراوية على أراضيها مواردها الطبيعية، مشيرا أن ما نحن عليه اليوم يعتمد على الفرد في ممارسة الإقتصاد وهو ما تعكسه الأشكال المبتكرة من الزراعة المستدامة وتربية الأسماك، بالإضافة إلى المساعدات الدولية.

وفيما يتعلم بنظرة الشباب للواقع ومستقبله في ظل هذا الوضع، نقلت الجريدة تصريح للشاب حمدي عمار، مسؤول العلاقات الخارجية بإتحاد الشبيبة، يقول فيه أن خيار العودة إلى الحرب من جديد، يمكن أن يكون أيضا وسيلة إتصال، ستساهم في رفع الوعي بقضية الصحراويين وحقهم في الحرية، وذلك لسبب بسيط هو أن هذا الخيار سيؤثر بالتأكيد على المصالح الإقتصادية للعديد من الأطراف الدولية، وبالتالي سيكون محل إهتمام واسع عكس السلم الذي أكد أن لا قيمة لنا في عالم المصالح. 

هذا وخلص جريدة مِديكو أنترناشيونال إلى الأسباب الجذرية وراء هذا الوضع الصعب والمعاناة التي يعيشها الشعب الصحراوي لما يزيد عن أربعة عقود ونيف، تعود بالأساس لعدم فعالية الأمم المتحدة في تصفية الإستعمار وفقدانها لإرادة حقيقة في تطبيق القانون الدولي وتنفيذ وعد الإستفتاء وفق ما نصت عليه قراراتها ذات الصلة بهذه القضية التي باتت شبه منسية.