محمد السادس يتطلع إلى الذهاب إلى باريس و يعلن عدم مشاركته في القمة العربية


منذ 7 أبريل الماضي، لم يستقبل ملك المغرب أي شخصية أجنبية ولم يزر أي بلد. هذا العام التقى فقط بيدرو سانشيز بعد قراره الغير مسوؤل حول الصحراء الغربية، و وفقًا لمصادر مطلعة على تحركاته، فإن الملك المغربي يعاني من أزمة و اكتئاب نفسي، مما أدى إلى إبتعاده تدريجيا عن أداء مهامه الدستورية كقائد للبلاد.

ECS. مدريد. | بعد عدة أيام من الترقب، وبينما انتشرت شائعات متناقضة حول مشاركته من عدمها، قرر ملك المغرب محمد السادس أخيرًا عدم المشاركة في القمة العربية التي ستعقد يومي 1 و 2 نوفمبر في الجزائر العاصمة. ناصر بوريطة، وزير خارجية المغرب، أبلغ رسميا مساء الأحد 30 أكتوبر، الأمين العام لجامعة الدول العربية، بقرار العاهل المغربي، وفق ما أوردته صحيفة جون افريك المقربة من دوائر القرار في المغرب.

وبحسب المصدر نفسه، غادر الوفد المغربي الذي كان من المقرر أن يعد زيارة الملك العاصمة الجزائرية متوجها إلى الرباط يوم الاثنين 31 أكتوبر على الساعة 11 صباحا. وسيمثل المغرب في هذه القمة ناصر بوريطة نفسه.

وتجدر الإشارة إلى أنه حتى الآن لم يقدم القصر الملكي المغربي أسباب غياب محمد السادس عن القمة. جميع الشائعات حول حضوره المزعوم في قمة الجزائر وغيابه، تم نشرها من قبل الجريدة الفرنكوفونية الرقمية جون افريك، القريبة من المخابرات المغربية، دون إبداء أسباب الغياب.

يعاني الملك المغربي من الاكتئاب النفسي، مما أدى إلى إبتعاده تدريجيا عن اداء وظائفه و مسؤولياته كقائد للبلاد.

و في 25 أكتوبر، نشرت الصحافة المغربية غير الرسمية المقربة من النظام على أن محمد السادس سيزور الأراضي المحتلة من الجمهورية الصحراوية، وتحديداً العاصمة العيون، حيث يُعتقد أنه يوجه خطابًا الى المستوطنين بمناسبة ما يسمى المسيرة الخضراء التي أدت الى إجتياح الصحراء الغربية.

تم نشر الخبر عبر موقع مقرب من الاستخبارات المغربية، شدد فيه أن هذه الزيارة ستتم خلال الأسبوع الأول من نوفمبر، و تحديدا في السادس من الشهر المقبل، والذي يتزامن مع ذكرى "المسيرة الخضراء" والتهجير القسري للمستوطنين المغاربة الى الصحراء الغربية، و الذي اشرف عليه الحسن الثاني الذي غزا الإقليم عام 1975.

و أشار نفس الموقع الإعلامي أن الزيارة ستشمل عدة مدن صحراوية محتلة دون ذكرها، زاعمًا في نفس السياق أن الزيارة تأتي بعد تمديد مهمة بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية التي تم التصويت على قرارها في 27 في مجلس الأمن.

لكن، و خلافا، لما نشرته الصحافة المغربية، فإن الحقيقة هي أن هذه الزيارة يبدو من غير المرجح أن تتم في ضوء وضع وحالة محمد السادس، حيث يتطلع هذا الأخير إلى الذهاب إلى باريس مرة أخرى. يذكر أن ملك المغرب لم يقم بزيارة خارجية و لم يستقبل أي شخصية أجنبية طيلة هذا العام. فقط، في يوم سبعة أبريل الماضي إستقبل محمد السادس بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية ، بعد تغيير موقف بلاده تجاه قضية الصحراء الغربية حيث أصبح ألشخص الوحيد الذي التقى بالملك في هذا العام. وبحسب مصادر مطلعة على تحركاته وعلى مقربة من دائرته، فإن ملك المغرب يعاني من مرض نفسي و يريد الذهاب الى باريس مع اصدقائه الإخوة أبوزعيتر.

و في نفس السياق، يجب أن نذكر أن محمد السادس تغيب مؤخرًا عن الجنازة الرسمية لملكة المملكة المتحدة إليزابيث الثانية. ولتبديد الشكوك حول صحته، أكدت مصادر رفيعة غربية أن ملك المغرب غائب و متفرق لاصدقائه الإخوة أبوزعيتر.

وتشير مصادر أخرى من الأراضي المحتلة بالصحراء الغربية إلى أنه لا يوجد ما يمكن تصديقه بأن الزيارة ستتم، مثل الاستعدادات الأمنية المكثفة و أعمال التنظيف التي عادة ما تسبق زيارة محمد السادس. وفي نفس السياق، تضيف نفس المصادر أنه من المحتمل أن تكون زيارة ملك المفرب الى الصحراء الغربية مجرد إشاعة سربتها الاستخبارات المخزنية للضغط بعد تبني قرار بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) و في وجه القمة العربية التي ستنعقد يومي 1 و 2 نوفمبر في الجزائر العاصمة، والذي أعلن العديد من ملوك الخليج عن غيابهم، بحجة أسباب مختلفة، كلهم ​​على علاقة وثيقة بمحمد السادس وبعضهم له قنصليات غير شرعية وغير عاملة افتتحت في مختلف المدن الصحراوية المحتلة على الرغم من أنه لا يوجد مواطنون لتقديم الخدمات القنصلية إليهم.

كيف يحكم محمد السادس مملكته من باريس؟

وهو أنه في فرنسا، تؤكد المصادر أن محمد السادس حشد معه مجموعة كبيرة من الشخصيات و الأصدقاء، على غرار إقامته الطويلة في 2018.

حتى 8 أكتوبر الماضي، أي بعد أربعة أشهر من الغياب، كان محمد السادس يقيم في باريس وضواحيها دون انقطاع. إضافة الى هذه الفترة، يجب أن نضيف إقامته لمدة 30 يومًا بين مارس وأبريل الماضي في مقر إقامته في بوانت دينيس في دولة الغابون، فقد مضى ملك المغرب خارج بلاده أكثر من نصف العام الخالي تقريبًا. ومع ذلك، وفقًا لمصادرنا الخاصة، فإن محمد السادس يتطلع بالفعل للعودة إلى باريس رغم التوتر في العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا و الرباط.

يعاني محمد السادس من عدة أمراض في القلب والرئة (الساركويد، مرض الانسداد الرئوي المزمن، و عدم انتظام ضربات القلب) والذي يجب أن نضيف له مشاكل نفسية أدت إلى إبتعاده بشكل ملحوظ عن آداء مسؤولياته الدستورية، حيث يستمر دون استقبال قادة و عدم الحضور الى القمم أوالإجتماعات مع بلدان أخرى. إلى هذا يجب أيضًا أن يضاف مرضه الجديد ، ليس بالضرورة جسديًا، ولا يقل خطورة عن أمراضه العضوية الأخرى، و يتجلى في التخلي عن واجباته الدستورية في بلد يمنحه دستوره كامل الصلاحيات كقائد أعلى للدولة حيث تلعب الحكومة دورًا رمزيًا فقط.

و يجب الإشارة على أن المغرب يمر بظروف عصيبة ممثلة في الفوضى الدبلوماسية و حرب على السلطة داخل القصر الملكي إضافة الى أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة مع حرب إستنزاف في الصحراء الغربية.