الصحراء الغربية: "الخونة و العملاء و ضباط المخابرات و اعوان الإدارة و المستوطنين في مهزلة جديدة".

Democracia Saharaui: "Enmienda a la totalidad" de Hach Ahmed al inicio del  XIV Congreso del F. Polisario

أمحمد البخاري

نظمت المخابرات المغربية مهرجانات "فلكلورية" بمدينتي الداخلة و العيون المحتلتين ضمن عملية اشهارية لتسويق "مولودها الجديد" الذي تبحث الدولة المغربية من خلاله الي اعطاء الانطباع علي الصعيد الخارجي أن الاحتلال اللاشرعي للصحراء الغربية مرحب به من لدن الشعب الصحراوي بل اصبح خيارا وطنيا.

أما علي المستوي الوطني الصحراوي، و نتيجة لمعرفة الصحراويين الدقيقة لبعضهم البعض، نظرًا للعامل الديموغرافي، فإن العملية لا تعدو أن تكون فصلا آخرا من المسرحيات التي عهد الغازي المحتل علي تنظيمها، دون ادني نتيجة، منذ تاريخ إجتياحه العسكري لبلادنا سنة 1975.

ما يميز الطبعة الجديدة من مسرحية المحتل المغربي هو أنه جمع لها بعض الخونة و العملاء من الصحراويين و فرض علي الموظفين الحضور الإجباري، كما جلب لها عددا من المغاربة المستوطنين بما في ذلك بائعات الهوي.

أشرفت سلطات الاحتلال تحت أوامر الولاة و العمال ، في كل من الداخلة و العيون المحتلتين، علي تأطير الحلقة الجديدة من مسرحية الاحتلال و تولت المخابرات عملية الإخراج.


Designado Comité Preparatorio de Primer Congreso de MSP |

و يظهر انه ما كان مهما بالنسبة لدولة الاحتلال، كما هو معتاد، هو الصورة التي سينقلها إعلامها الموجه و ما ستنشره اللوبيات و تسوقه سياسيا علي الصعيد الدولي، في إطار محاولة جديدة للتأثير علي مجريات الاحداث بخلق الغموض و المغالطات حول قضايا أساسية و معطيات جوهرية فشل المحتل، خلال قرابة نصف قرن، في تغييرها أو القفز عليها و هي تتجسد أساسًا في:

1-أن القضية الصحراوية هي قضية تصفية إستعمار لا يمكن حلها إلا عبر ممارسة الشعب الصحراوي لحقه الثابت في تقرير المصير و الإستقلال.

2- أن المغرب لا يمتلك اي سيادة علي الصحراء الغربية و أن المجتمع الدولي لا يعترف له بها.

3-أن جبهة البوليساريو هي الممثل الشرعي و الوحيد للشعب، و هي حركة تحرر وطني، معترف بها من لدن كل المنظمات الدولية ، و هي في نفس الوقت الطرف الثاني في الصراع.

4-و أن الجمهورية الصحراوية التي تجلس المملكة المغربية اليوم الي جانبها هي التجسيد التاريخي لإرادة الشعب الصحراوي و هي حقيقة لا رجعة فيها، بل أن احترام وحدتها الترابية و سلامة شعبها و وحدتها الوطنية بات إلزامًا علي الامم المتحدة و الاتحاد الأفريقي و أعضائهما علي المستويين الجماعي و الفردي.

المسرحيات الجديدة، إذن، تظهر أن النظام العلوي ، بعد رحيل صانعه و مهندسه الحديث، الحسن الثاني، يتقدم نحو الهاوية بحيث أن محاولات ربح الوقت لتغيير المعطيات الجوهرية و مسلمات النزاع الصحراوي-المغربي، من طرف وارث عرشه، باتت من المستحيلات.

السؤال الذي يفرض نفسه الآن هو : كم من الوقت يحتاج محمد السادس لفهم و استيعاب ما استخلصه والده بعد أن جرب المقاربات العسكرية و الديبلوماسية و استعمل سياسة العصا و الجزرة قبل أن يتجه نحو الاستفتاء و يقبل بكلمة الفصل التي سيدلي بها الشعب الصحراوي ، صاحب الحق ؟

و السؤال الآخر هو في إطار التحدي، ما دمنا سنخلد قريبا ذكري مخيم اگديم إزيك، هل ستسمح إدارة الإحتلال للشعب الصحراوي أن يجتمع في خيامه أو في القاعات ليعبر عن تطلعاته و آرائه بحضور الصحافة و المراقبين المحايدين؟

إن المحتل يعرقل الإستفتاء و يخاف من صوت الشعب الصحراوي و مهما فعل أو نظم من مناورات فإن الحقيقة باتت معروفة و النيجة محسومة لصالح الجمهورية الصحراوية.

فلا خرافة موريحوب، و لا مهزلة الكوركاس و لا خط الفزفازي و غيرهم من مسميات عديدة، مثل "المستسلمون الجدد" و لا الدخول في مقايضات معينة علي الصعيد الدولي يمكن أن يغيروا حقيقة أن الإحتلال المغربي محكوم عليه بالزوال لأن تلك هي إرادة الشعب الصحراوي المتطابقة، في نفس الوقت، مع الشرعية الدولية و مع مجري و وجهة التاريخ.