الجمهورية الصحراوية تتمتع بدعم قوي في أمريكا الجنوبية (لقاء خاص مع سفير الجزائر في كولومبيا)

لقاء خاص مع السفير الجزائري في كولومبيا أحمد الهاشمي. 


بوغوتا (ECS). - السفير أحمد هاشمي،  هو رئيس البعثة الدبلوماسية الجزائرية في بوغوتا (كولومبيا)، مدافع شرس و مرافع عن القضية الصحراوية ويتمسك بمواقف حازمة مفادها هو أن النزاع في الصحراء الغربية يجب أن يتم حله على أساس القرارات الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وميثاق الأمم المتحدة و الجمعية العامة.

في لقاء خاص مع صحيفة ECSAHARAUI اليومية حول مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية و الإعتراف الذي تحظى به الجمهورية الصحراوية في منطقة أمريكا اللاتينية و الكاريبي، أكد السفير أحمد الهاشمي أن الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية (أ.ع.ص.د) تتمتع الآن بدعم سياسي قوي في القارة الأمريكية. الحديث مع السفير دار أيضا حول قضايا مختلفة تتعلق بإنهاء الإستعمار في آخر مستعمرة في إفريقيا بناءً على تجربته وتعايشه مع القضية الصحراوية بشكل عام، كما تحدث لنا عن الحركة التضامنية في كولومبيا و الفشل الذريع لدولة الاحتلال المغربي في تمرير مقالطاتها في البرلمان الأنديني. 

1- سيد هاشمي، أنت معروف بدفاعك القوي عن الشرعية والقانون الدولي في الصحراء الغربية، هل يمكن أن تشرح لنا ما هي رؤية المجتمع الكولومبي بشأن مسألة الصحراء الغربية؟ هل يوجد في كولومبيا حركة تضامن واسعة مع الشعب الصحراوي، حيث يزور العديد من الكولومبيين مخيمات اللاجئين الصحراويين كل عام. نود منكم أن توضحوا لنا أسباب تنامي هذه الحركة التضامنية، خاصة بين الشباب والأكاديميين؟

نحن مقتنعون بعدالة ونضال الشعب الصحراوي الشقيق من أجل استقلاله وكفاحه ضد احتلال المغرب لأراضيه. كما يحمل مثل هذه القناعات الكثير من الأصدقاء المناضلين والمتعاطفين مع هذا الكفاح في دولة كولومبيا. إذ أصبحت حركتهم التضامنية أكثر إدراكًا وقوة.

إن هذه المعركة تدار تطبيقا لقيم ومبادئ العدل والقانون والكرامة المتفق عليها في إطار احترام الشرعية الدولية، وهي مدرجة ضمن التشريعات الدولية وأهمها مصفوفة اللائحة الأممية رقم 1514 وكذا القرارات الأخرى الصادرة عن مجلس الأمن الدولي، لا سيما تلك التي تتعلق أساسا بمسألة الصحراء الغربية. 


2 - كولومبيا من الدول التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. هل تعتقد أن هناك احتمالات لمزيد من تعميق العلاقات بين كولومبيا والجمهورية الصحراوية؟. 

بشكل أساسي، يعتمد موقف كولومبيا تجاه هذا النزاع بأسس ومبادئ القانون الدولي واحترام الشرعية الدولية. لكن ومن ناحية الشكل، جمد هذا البلد كما جاء في سؤالكم اعترافه بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية عام 2000 بعدما أسس لعلاقات رسمية بين البلدين عام 1985. وبالرغم من ذلك فإن فكرة "التجميد" من وجهة نظر القانون الدولي هي أمر يفتقر الحجية. فالقاعدة هي استحالة هذا الأمر ) تجميد الاعتراف (من الناحية القانونية إلا بانتفاء وجود إحدى الدولتين، وهذا لم يحدث لا للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ولا لجمهورية كولومبيا، حيث نعتقد أن هذا الوضع ظرفي ونقوم بشرح هذا الموقف تجاه شركائنا الكولومبيين وغيرهم بصفة دائمة. 

وبالنظر إلى العمل المتزايد من قبل الفاعلين الأساسيين وذوي النفوذ في أوساط المجتمع المدني، سواء في كولومبيا أو في باقي دول أمريكا اللاتينية، لصالح تقرير مصير الشعب الصحراوي، فنحن نعمل على تواصل هذا المسار في هذه المنطقة من العالم وفي مناطق أخرى.

3 - نعلم أنه في ممارسته لعمله الدبلوماسي يواجه الهاشمي العديد من التشويهات والتزوير والدعاية التي مارسها المغربي المغربي لإرباك الرأي العام الكولومبي وأمريكا اللاتينية فيما يتعلق باحتلال الصحراء الغربية, هل لك أن تعلق على كيفية تعاملكم مع هذه التكتيكات القذرة التي ينتهجها المخزن المغربي؟

إن الأساليب والمناورات المنتهجة من طرف المغرب ووسطائه معروفة ومدركة جيداً لدى الدبلوماسية الجزائرية وأيضا لدى أصدقاء وحلفاء القضية الصحراوية العادلة، حيث أن المغرب يركز دوما على تزوير الحقائق وتقديم صورة غير موضوعية للواقع تجاه الصراع في الصحراء الغربية. 

ومن جهة أخرى، فإن عمل الجهاز الدبلوماسي الجزائري وتعبئة كل المؤيدين للقضية الصحراوية يستند أساسا إلى تقديم صورة متكاملة وموثوقة وقابلة للتحقق من أساسيات هذا  الصراع وفقا لمبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية التي تحكم هذا النزاع منذ ظهور هذه القضية في الستينات كإقليم غير “متمتع بالحكم الذاتي“، يتعين تكييفه النهائي كقضية تصفية استعمار وتقرير المصير و تسند قوة هذا الموقف إلى هذه المبادئ القانونية والتي تفض في كل مرة هذا إلى الانتصار على المناورات المعاكسة.

4 - لدينا معلومات مفادها أن المخزن المغربي في الجلسة العامة للبرلمان الكولومبي حاول هذا الأسبوع، باستخدام أساليبه المعتادة القائمة على الحيل والخداع، تمرير اقتراح بناء على أطروحاته الكاذبة. هل يمكن أن تحدثنا كيف تمت هذه الأحداث؟

بالفعل، حاولت المملكة المغربية العديد من المرات عبر انتهاج أساليب قديمة لإخفاء بعض الحقائق، مقترحة هذه المرة مشروع قرار للبرلمان الأنديني لدعم مخطط مشروع  "الحكم الذاتي" باعتباره الحل الوحيد للنزاع. ولكن بفضل جهود الجهاز الدبلوماسي الجزائري، كما نوه بذلك السفير عمار بلاني، المبعوث الخاص لمسألة الصحراء الغربية ودول المغرب العربي، وبفضل كل المدافعين عن قيم الحرية والعدالة والكرامة في كولومبيا في المنطقة، لم يحظ هذا المشروع بالموافقة من طرف البرلمان الأنديني، وذلك بالرغم من تواجد وفد برلماني مغربي ببوغوتا خلال الاجتماع قصد ممارسة الضغط على الهيئة البرلمانية للدول الأعضاء الخمس والاحتفاء بالحدث في حالة تم إقرار هذا المشروع.

كما يجب التذكير أن هذه المؤسسة الأندينية تضم بلدان أمريكا اللاتينية التي عبر تاريخها تؤمن إيمانا راسخا بقيم الحرية والعدالة والاستقلال وتقرير المصير، لأنها هي أيضا منبثقة عن مسارات الاستقلال والتحرر الوطنيين، وقد يكون هذا سببا وجيها آخر لإجهاض هذا المقترح.    
.
 وبناءً على نفس هذه القناعات، منح البرلمان الأنديني سنة 2011 للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية صفة عضو مراقب دائم، وقد يكون تناقضا صارخا إن أقدمت نفس المؤسسة الأندينية بإقرار هذا المشروع المقترح من طرف الوفد المغربي وحلفائه.