إستبعاد فرضية تورط بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية في إستشهاد قائد عسكري على يد قوات الاحتلال المغربي


لم يدخل الشهيد خطري بره مقر بعثة المينورسو قط ولم يلتقي بأي مسؤول في البعثة في ذلك اليوم، على عكس ما نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي.

بيرلحلو (الصحراء الغربية - ECS). - اتهمت شبكات التواصل الاجتماعي والنخبة الصحراوية يوم الأربعاء بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) بتزويد قوات الاحتلال المغربية بالمعلومات و الإحداثيات لشن هجوم جوي على سيارة رئيس أركان الناحية العسكرية الرابعة الواقعة في منطقة آمهريز المحررة. وبحسب المنشورات، التي إنتشرت إنتشار النار في الهشيم على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، فإن القائد العسكري كان في اجتماع عمل مع بعثة الأمم المتحدة قبل دقائق من القصف المغربي، وعندما غادر المكان أصيب بصاروخ أطلقته مسيرة مغربية.

ووصف الشبان الصحراويون الغاضبون القصف بأنه همجي واتهموا المينورسو بـ "الخيانة"، بعد الهجوم الذي وقع يوم الأربعاء وسقط فيه شهيداً خطري بره رئيس أركان الجيش في الناحية الرابعة. 

ونفت مصادر عسكرية من الناحية الرابعة أي تورط مزعوم لبعثة المينورسو في الحادث. وفي سياق تصميم الشباب الصحراوي بأن الهجوم نُفذ بطائرة مسيرة بالتعاون مع بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية، نفى مصدر رسمي صحراوي أي تورط لبعثة الأمم المتحدة المنتشرة في الإقليم لأكثر من 30 عاما. وشدد على أن "خطري إستشهد في القتال وفي مهمة عسكرية بين وحداته المنتشرة هناك".

علاوة على ذلك، أكدت نفس المصادر أن الشهيد خطري لم يكن حتى في مركز بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية ولم يعقد أي لقاء مع أي من ضباط البعثة في ذلك اليوم ، على عكس ما تم نشره على الشبكات الاجتماعية.

و في هذا السياق، أكد مصدر عسكري صحراوي لـ ECSAHARAUI أن "هذه أخبار ملفقة" وأكد أن القائد العسكري إستشهد في ساحة المعركة أثناء مهمة عسكرية. وقال "تم تحديد سيارته في مناسبتين على الأقل. وقد نجا من المحاولتين السابقتين وفي الثالثة أصيب وسقط شهيداً" ، مضيفًا أنه منذ يوم الثلاثاء "كنا نسجل تصعيدًا في الحرب على ثلاث محاور في شمال الصحراء الغربية".

بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية في زمن الحرب

في أبريل من عام 1991 َ بموجب قرار من مجلس الأمن الدولي، نشرت الأمم المتحدة في المستعمرة الإسبانية السابقة بعثة بهدف تنظيم استفتاء لتقرير المصير في غضون ثمانية أشهر، لكن و بعد أكثر من 30 عامًا، لا يزال أمام بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) طريق طويل لإجراء الاستفتاء: فحتى اللحظة لم تحرز هذه البعثة أي تقدم يذكر. الآن مهمتها الوحيدة تقتصر على مراقبة الاشتباكات المسلحة بين الجيش الصحراوي وقوات الاحتلال المغربية.

تم تقليص هذه البعثة، التي كانت تتشكل من قرابة 3000 فرد في السنوات الأولى، و اليوم أصبحت تتشكل فقط من 228 مدنياً و 231 عسكريا. يُمنع على الـ231 عسكريا حمل السلاح، فهم يمثلون القوة التي تفصل اليوم ما بين 150 ألف جندي مغربي و 15 ألف جندي من الجيش الصحراوي الذي يقوم الآن بهجمات خاطفة و سريعة منذ 13 نوفمبر 2020.

كان الهدف من نشر بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية هو تنظيم لخطة تسوية وقعها المغرب وجبهة البوليساريو. تتكون هذه الخطة من سبع نقاط. حتى اليوم، تم تحقيق نقطتين فقط: وقف إطلاق النار لمدة 29 سنة (حتى 13 تشرين الثاني / نوفمبر 2020) وإطلاق سراح أسرى الحرب.

لم تتمكن الأمم المتحدة من المضي قدمًا في تكقيق الخمس نقاط الأخرى: سحب القوات، وعودة اللاجئين، وتحديد هوية الناخبين وتسجيلهم، تنظيم الاستفتاء، وأخيراً إجراء الاستفتاء.

على الرغم من كل أوجه القصور التي يراها الطرفين في بعثة المينورسو، فلا المغرب ولا جبهة البوليساريو يريدونها أن تختفي من الإقليم، فالرباط يريد الإبقاء على بعثة ضعيفة و ليست قادرة على شيء لكنها موجودة في الإقليم، بينما جبهة البوليساريو على العكس من ذلك ترغب في إيقاظها وتقويتها لإنهاء المهمة التي وُكِلتْ لها من أجلها تم إنشاؤها ونشرها في الإقليم.