المخابرات الإسبانية تؤكد أن المغرب طلبت من بايدن الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، كما فعل دونالد ترامب، لكنه رفض

برقية تتكون من أربع صفحات تم إرسالها الي الحكومة الإسبانية في َقت سابق، المخابرات الإسبانية تؤكد أن المغرب طلبت من بايدن الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، كما فعل دونالد ترامب، لكنه رفض. 

مدريد (ECS). نشر المركز الإسباني للاستخبارات الوطنية (CNI) اليوم الإثنين تقرير مفصل عن العلاقة بين أزمة الهجرة في مدينة سبتة التي وقعت في مايو 2021 و "الخطاب العدواني" المغربي حول الصحراء الغربية وموقف واشنطن من القضية الصحراوية.

في هذا التقرير,الذي نشرته جريدة الباييس، قالت الاستخبارات الإسبانية أن المغرب إنتهج منذ العام 2020 استراتيجية دولية للحصول على مزيد من الاعتراف و الدعم في ملف الصحراء الغربية. 

و أوضحت المخابرات في برقية تتكون من أربع صفحات تم إرسالها الي للحكومة الإسبانية في َقت سابق، أن الرباط طلبت من الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الاعتراف بسيادة المغرب على الأراضي الصحراوية، كما فعل دونالد ترامب، لكنه رفض. 

هذا و منذ توليه السلطة (...)، رفضت إدارة بايدن اتخاذ أي موقف مباشر بشأن السيادة المغربية على الصحراء الغربية. 

و في ديسمبر 2020، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، على تويتر، أن واشنطن تعترف بالسيادة المغربية على المنطقة الشاسعة الغنية بالمعادن الواقعة على طول ساحل المحيط الأطلسي (الصحراء الغربية). المغرب متوجس و ليس متأكد مما سيفعله بايدن في خضم الحرب الأوكرانية ة و المتغيرات الدولية المتسارعة.

ووفقًا للتقرير الصادر عن الاستخبارات الإسبانية، ترفض إدارة بايدن اتخاذ قرار بأي شكل من الأشكال بشأن الصحراء الغربية، فإدارة بايدن لم تؤيد قرار ترامب و لكن في نفس الوقت لم تفعل أي شيء لإلغائه.

وفي قراره المتسرع لم يشاور ترامب جبهة البوليساريو التي تمثل الصحراويين ولا الجزائر أو موريتانيا الجارتين القلقتين ولا أي طرف آخر. وهذا ما يحدث عندما يدير هواة السياسة الخارجية الأمريكية وهو واضح من تصرفات ترامب القائمة على المقايضة. وبالنسبة له كل شيء صفقة ممكنة ويتم التعامل معها برؤية ضيقة وفترة وجيزة. فأسلوبه لا يشتمل على الموازنة بين المزايا والأرصدة التي تدخل في السيناريوهات الدولية المعقدة. ولا يهتم بالتداعيات المستقبلية أو معرفة الجذور التاريخية للمشكلة. 

واشنطن ترسل إشارات متناقضة

واشنطن ترسل إشارات متناقضة، فالتقرير السنوي لوزارة الخارجية عن حقوق الإنسان، الذي نُشر في مارس/ آذار الماضي، لم يتضمن هذه المرة القسم الخاص بالصحراء الغربية، و هذا أعتراف ضمني على أن الصحراء الغربية و المغرب منطقتين متمايزتين و مختلفتين. ومن ناحية أخرى، الخرائط المعتمدة لدى الخارجية الأمريكية تظهر منطقة الصحراء الغربية كجزء من المغرب، لكن في الشهر الماضي، حثت إدارة بايدن الأمين العام للأمم المتحدة على إعادة إطلاق عملية السلام في الصحراء الغربية في أقرب وقت ممكن ودعت إلى إجراء مفاوضات بين الحكومة المغربية وجبهة البوليساريو،الشىئ الذي إعتبره محللين أن المسألة لم يتم حلها.