نص رسالة الرئيس إبراهيم غالي إلى الأمين العام للأمم المتحدة

بئر لحلو، 7 ديسمبر 2021 (ECSAHARAUI)




السيد أنطونيو غوتيريش
الأمين العام للأمم المتحدة

الأمم المتحدة، نيويورك

بئر لحلو، 6 ديسمبر 2021

السيد الأمين العام،

أكتب إليكم مرة أخرى ببالغ القلق لأسترعي انتباهكم وانتباه مجلس الأمن على وجه الاستعجال إلى الأعمال الإرهابية المستمرة التي ترتكبها دولة الاحتلال المغربية ضد الناشطة الحقوقية سلطانة سيد إبراهيم خيا وعائلتها في مدينة بوجدور في المناطق الصحراوية الخاضعة للاحتلال المغربي غير الشرعي.

في رسالتنا الموجهة إليكم في 16 نوفمبر 2021، أعربنا عن إدانتنا الشديدة للجريمة البشعة التي اُرْتُكبت في 15 نوفمبر 2021 ضد الناشطة الحقوقية سلطانة سيد إبراهيم خيا وأسرتها عندما اقتحم عناصر ملثمون من قوات الأمن المغربية منزلهم وأخضعوا جميع أفراد العائلة لأعمال وحشية يعجز عنها الوصف ولممارسات لا إنسانية ومهينة.

وفي وقت مبكر من يوم 5 ديسمبر 2021 حوالي الساعة 4:00 صباحا، اقتحم عناصر ملثمون من قوات الأمن المغربية المنزل مرة أخرى وأخضعوا جميع أفراد العائلة لموجة جديدة من الرعب الجسدي والنفسي ولممارسات قاسية ولا إنسانية ومهينة، حيث تعرضت سلطانة وشقيقتها الواعرة ووالدتهما المسنة للضرب الوحشي والتحرش الجنسي والاغتصاب.

وبعد إجبار سلطانة على استنشاق مادة مجهولة، ألقى عناصر الأمن المغاربة مادة كيميائية في خزان المياه، وهو المصدر الرئيسي للمياه بالنسبة للعائلة. وكما يفعلون في كثير من الأحيان، خرب عناصر الأمن ممتلكات العائلة ورشوا مواد كريهة الرائحة في جميع أنحاء المنزل. كما أقفلوا بإحكام الباب المؤدي إلى السطح لمنع سلطانة وشقيقتها الواعرة من القيام باحتجاجهما اليومي من خلال رفع العلم الوطني للجمهورية الصحراوية كعمل من أعمال المقاومة السلمية ضد الاحتلال المغربي غير الشرعي.

إننا ندين بشدة هذه الجريمة البشعة الجديدة ضد الناشطة الحقوقية سلطانة سيد إبراهيم خيا وعائلتها. كما نستنكر من جديد صمت الأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن إزاء الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال المغربية ضد المدنيين الصحراويين ونشطاء حقوق الإنسان، وانتهاكاتها المستمرة لقواعد القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي في الصحراء الغربية المحتلة.

السيد الأمين العام،

وكما أكدنا في رسالتنا المذكورة أعلاه، فإن مواصلة دولة الاحتلال المغربية لجرائمها البشعة في حق المدنيين الصحراويين، وبمنأى عن أي محاسبة أو عقاب، يقوض بشكل خطير آفاق عملية السلام من أساسها ويوصد الباب أمام الحل السلمي المنشود لإنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية.

وتؤكد جبهة البوليساريو أن الحديث عن إعادة إطلاق عملية السلام في وقت يتعرض فيه المدنيون الصحراويون ونشطاء حقوق الإنسان للترهيب ولفظائع يندى لها الجبين هو حديث لا معنى له. ولذلك لا ينبغي لأحد أن يتوقع من جبهة البوليساريو أن تنخرط في أي عملية سلام في وقت تواصل فيه دولة الاحتلال المغربية فرض نظامها الإرهابي على الأراضي الصحراوية المحتلة بينما تستمر الأمم المتحدة في التزام صمتها المطبق وغير المبرر.

إننا ندعوكم، السيد الأمين العام، وندعو مجلس الأمن إلى العمل على وجه السرعة لوضع حد للوحشية والإرهاب اللذين تتعرض لهما يومياً الناشطة الحقوقية سلطانة سيد إبراهيم خيا وعائلتها على يد دولة الاحتلال المغربية، وتوفير الحماية للنشطاء الصحراويين في مجال حقوق الإنسان، وضمان الإفراج الفوري وغير المشروط عن السجناء السياسيين الصحراويين، بما فيهم مجموعة أكديم إزيك، المعتقلين في سجون دولة الاحتلال.

وفي هذا الصدد، تحذر جبهة البوليساريو من أن فشل الأمم المتحدة وأصحاب المصلحة الآخرين في ضمان الوقف الفوري للممارسات الإرهابية والمهينة التي تُمارس يومياً ضد عائلة سيد إبراهيم خيا وغيرها من الناشطين الصحراويين في مجال حقوق الإنسان لن يترك لجبهة البوليساريو أي خيار سوى اتخاذ القرارات المناسبة بشأن مشاركتها في "العملية السياسية" وكذلك تعاونها مع بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو)، لأن هذا التوجه الذي تدفع إليه دولة الاحتلال المغربية لن يترك لنا خياراً آخراً ما لم يتم ردعه من طرف الأمم المتحدة، وخاصة مجلس الأمن والأمانة العامة.

وأرجو ممتناً توجيه انتباه أعضاء مجلس الأمن إلى هذه الرسالة.

وتقبلوا، السيد الأمين العام، أسمى عبارات التقدير والاحترام.

إبراهيم غالي
رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية
الأمين العام لجبهة البوليساريو

نسخ إلى:

سعادة السيد ستافان دي مستورا
المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية

سعادة السفير عبدو أباري
الممثل الدائم للنيجر لدى الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن."