🔴 برنامج بيغاسوس : كشف عناصر فنية تُثبت مشاركة المغرب في التجسس على هواتف في فرنسا.

باريس، 27 يوليو 2021 (ECSAHARAUI)



كشفت يومية لوموند الفرنسية في مقال مطول نُشر اليوم، من جديد أدلة مادية جديدة تُثبت تورط المغرب في عملية التجسس بإستخدام برنامج بيغاسوس على هواتف سياسيين وصحافيين ونشطاء حقوقيين محامون في فرنسا، عكس محاولة الإنكار والتقي من قبل السفير المغربي لدى باريس.


وأشارت لوموند في مقال مطول حول الموضوع، أن مختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولية، والذي طور معرفة عميقة ببرنامج بيغاسوس في السنوات الأخيرة، قام بتقييم أكثر من 40 هاتفًا تم إختراقهم، من بينهم أكثر من 15 هاتفًا في فرنسا، بإتباع طريقة تم تقديمها للتحقق من صحتها من قبل مختبر الأبحاث "Citizen Lab" التابع لجامعة تورنتو المختص في تحليل برامج التجسس بشكل عام وبيغاسوس على وجه الخصوص.


وقد قام "Citizen Lab" أيضًا بتحليل لبعض الهواتف، حيث وصل لنفس النتائج مثل نظرائه في منظمة العفو الدولية والتي تم عرضها في التقرير العام الفني للمنظمة بشأن هذا الموضوع.


وجاء إختيار أجهزة IPhones الفريدة من نوعها من حيث أنه في كل مرة يتم فيها تشغيل أحد مكونات iOS، البرنامج الذي يقوم بتشغيلها (على سبيل المثال لإلتقاط صورة أو إرسال رسالة)، يتم تحمليها في ذاكرة وأرشيف الهاتف.


وإلى ذلك يشير المقال، أن خبراء من مختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولية توصلوا إلى آثارً لمكونات لم يتم تطويرها بواسطة Apple، ولا علاقة لها تمامًا بنظام iOS، وفي بعض الحالات كان تشغيل هذه المكونات مصحوبًا بتسلل البيانات، مما يعني تنشيط برامج التجسس على هذه الهواتف.




من جهة، أشارت لوموند أن خبراء منظمة العفو الدولية نجحوا أيضا في بعض الحالات، في عزل عناوين الإنترنت التي تستخدمها بيغاسوس للتواصل مع العالم الخارجي، كل هذه العناوين، التي جمعها الخبراء على مدى السنوات الثلاث الماضية، تقدم أوجه تشابه مهمة، ودليل على نشاط واحد ونفس برامج التجسس.


أما فيما يخص تورط المغرب كزبون لبيغاسوس الذي أستهدف الهواتف الفرنسية، فقد إكتشف الخبراء في المختبر الأمني لمنظمة العفو الدولية أن أحد الأبواب الأمامية التي تستخدمها بيغاسوس إدخال للهواتف عيب برمجي في نظام "iMessage" لإستغلاله وهي البنية التحتية التقنية الشركة الإسرائيلية إن إس إي التي تقف وراء برنامج التجسس بيغاسوس الذي يعمل على "التواصل" بالجهاز المستهدف كما لو كان يريد إرسال رسالة "iMessage" وهذا ما تم الوصول إليه في الأجهزة المصابة والتي تتبع جهة الاتصال هذه بالإضافة إلى حساب "Apple” ثم عنوان بريد إلكتروني المستخدم للقيام بذلك بواسطة عميل بيغاسوس.


وفي هذا الصدد، قدمت صحيفة لوموند مجموعة من الامثلة لعمليات إختراق وتجسس موثقة في عام 2019، عثر فيها على حساب iCloud bergers.o79@gmail.com على الهواتف، كل من عمر الراضي، صحفي ينتقد بشدة النظام المحكوم عليه بالسجن مؤخرًا، و جوزيف بريهام، محامي عمل في موضوع الصحراء الغربية، وكذا محامي آخر متخصص في حقوق الإنسان، وبعض حالاته تهم المغرب ويريد عدم الكشف عن هويته، وأيضا الصحفي ليناي بريدو في موقع ميديابارت الذي قام بتحقيقات حول رئيس المخابرات المغربية، عبد اللطيف لالحموشي.


كما تبين أيضًا وجود حساب Apple آخر فريد لكل عميل من عملاء شركة إن إس أي على هواتف مخترقة برنامج بيغاسوس وهي لصحفيين مجريين مصابين، وحساب ثالث بين الضحايا في الهند تحت إسم "bergers.o79" الذي تم العثور عليه أيضًا على هواتف الصحفي السابق في “Liberation” و “du Canard enchaîné Dominique Simonnot” وصحفي من “Le Monde” تحفظ عن الكشف عن هويته.


فيما يتعلق بالحكومة الفرنسية، تمكنت لوموند من جعل منظمة العفو الدولية تحلل هاتف وزير البيئة السابق، فرانسوا دي روجي، الذي إستُهدف في نفس الوقت مع بقية زملائه في ذلك الوقت عبر نفس الحساب "bergers.o79" الذي ظهرت آثاره على هاتف النائبة البرلمانية السابقة ليلى عايشي التي تم إختياره كهدف محتمل قبل إيمانويل ماكرون بفترة وجيزة.


وبالنسبة إلى أحدث أنشطة بيغاسوس في فرنسا، يختفي حساب "bergers.o79" تمامًا ويحل محله حساب آخر، "linakeller2203@gmail.com" منذ يوليو، ربما لأن برامج التجسس جعلت تقنيتها تتطور بإستخدام عيبًا آخر في "iMessage"، كما هو الحال للسيدة كلود مانجان، زوجة ناشط صحراوي مسجون في المغرب لأكثر من عشر سنوات، و فيليب بويسو، عمدة إيفري سور سين (ڤال دو مارن) الذي دعم كلود مانجان وصوت مجلس مدينته على مشروع إعانة لصالح الأطفال في الصحراء الغربية، ثم على هاتف أبي بشراي بشير، ممثل جبهة البوليساريو في أوروبا، الحركة النحرير من أجل إستقلال الصحراء الغربية، بالإضافة لهاتف هشام منصوري، صحفي مغربي ينتقد النظام ، منفي في فرنسا وحكم عليه في المغرب بالسجن غيابياً، وفرد مقيم في فرنسا له أهمية كبيرة للمغاربة لكنه لم يرغب في الكشف عن هويته.



وخلص التحقيق إلى أن الآثار الموجودة في هذه الهواتف التي كانت مستهدفة من قبل نفس البنية التحتية للهجوم التقني الخاصة بعميل بيغاسوس تتوافق مصالحه الجيوسياسية مع مصالح المغرب. علاوة على ذلك ، فإن أكثر من 50000 رقم هاتف إختارها عملاء بيغاسوس لإحتمال إختراقها وصلت إلى فوربيدين ستوريس ومنظمة العفو الدولية في شكل "مجموعات" واحد لكل عميل برنامج تجسس، وتبين أن الأرقام المقابلة للهواتف المستهدفة في فرنسا هي من بين قائمة الأهداف المحتملة التي تتوافق مع أولويات المغرب الجيوستراتيجية (المجتمع المدني المغربي، والدبلوماسية الجزائرية وأجهزة المخابرات، والصحراء الغربية ، إلخ) بالإضافة إلى ذلك، ووفقًا لمعلومات صحيفة لوموند، فإن العديد من أجهزة الدولة في فرنسا أصبحت مقتنعة بأن المغرب كان بالفعل عميلاً لشركة بيغاسوس.


هذا وتعزيزا لنتائج التحقيق والتحليل الأمني حول برنامج التجسس بيغاسوس، نقلت يومية لوموند، تصريح المدير التنفيذي شركة واتساب، ويل كاثكارت، كان قد أدلى به السبت 24 يوليو لصحيفة الغارديان البريطانية، أكد فيه أن أنشطة بيغاسوس التي خلصت إليها نتائج التحقيق الذي قامت به المؤسسات الإعلامية بشراكة مع منظمة العفو الدولية فوربيدين ستوريس مؤخرا تتوافق تمامًا مع نشاط برامج التجسس التي رصدتها شركته لمدة أسبوعين سنة 2019، من خلال إستغلال بيغاسوس لثغرة في تطبيق الواتساب لإستهداف بعض أهدافه التي بلغت 1400 ضحية، وقد أبلغهم الشركة في أكتوبر من نفس السنة.