هرم الدبلوماسية الجزائرية رمطان لعمامرة يعود على رأس وزارة الخارجية.

الجزائر، 9 يوليو 2021 (ECSAHARAUI)


يقول المثل "السنونو لا يصنع الربيع" ولكن تعيين رمطان لعمامرة وزيرا للخارجية الجزائرية ليحل محل صبري بوقادوم، يعد خبر سار بلا شك، على الأقل بالنسبة للدبلوماسية الجزائرية وتواجدها القوي دوليا وقاريا، كون هذا الدبلوماسي البالغ من العمر 69 عامًا يتمتع بسيرة ذاتية رائعة وخبرة طويلة وهالة هائلة في دبلوماسية بلاده التي قاد وزارة خارجيتها في الفترة الممتدة من 2013 إلى 2017 وإيضا على مستوى الإتحاد الأفريقي ولدى المنظمات الدولية.




تخرج رمطان لعمامرة من المدرسة الوطنية للإدارة (ENA)، مر بجميع مستويات الدبلوماسية الجزائرية لمدة 45 عامًا، وشغل مناصب مختلفة داخل منظمة الوحدة الأفريقية ، الاتحاد الأفريقي حاليًا)، بما في ذلك، في مناسبتين على الأقل، كمفوض للسلام وأمن بالإتحاد وممثل لخطة إسكات البنادق.




كما سبق له أن شارك في العديد من بعثات الوساطة في القارة الأفريقية، مما سمح له ببناء شبكات صداقة قيمة، كما شغل أيضا منصب سفير الجزائر في الأمم المتحدة، ثم في واشنطن.




كانت تجربته السياسية المحلية الوحيدة هي الفترة القصيرة التي قضاها (20 يومًا) كوزير للخارجية ونائب رئيس الوزراء في الأسابيع الأخيرة من ولاية بوتفليقة، ولم يرد إسم العمامرة في آخر حكومة شكلها بوتفليقة قبل يوم من أستقالته، لذلك عاد الدبلوماسي لمهامه داخل الإنسان حاد الأفريقي.




وقد أمضى العمامرة السنوات الـ 45 الماضية في المنظمات الدولية، ولديه خبرة واسعة في حل النزاعات، ولهذا السبب وبلا شك، تم تعيينه من قبل الرئيس عبد المجيد تبون على رأس وزارة الخارجية، خصوصا بالنظر لحساسية الوضع الحالي في منطقة شمال إفريقيا.





الأزمات الحالية في شمال إفريقيا.


إن الأزمة الليبية على وجه التحديد هي إحدى أولى القضايا التي يمكن أن نتوقع فيها حضورا لا يقل عن حضور بوقادوم للدبلوماسية الجزائرية مع عودة رمطان العمامرة.




فمن خلال تجربته، سيتمكن الرجل من السماح للجزائر بالتأثير على مجرى الأحداث بطريقة أكثر أهمية، ليس من المستغرب أن الولايات المتحدة، بناء على طلب من القوى العربية المتورطة بشكل غير مباشر في الصراع، إستخدمت حق النقض ضد تعيينه كمبعوث للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، في أبريل 2020.




لن تكون الأمور سهلة أمام الدبلوماسي لعمامرة، خاصة في ظل تفاقم الأزمة في منطقة الساحل وتدهور العلاقات مع فرنسا، حيث يمكن أن تلعب دورًا رئيسيًا في إحياءها.




بجرأته، يحظى الرئيس الجديد للدبلوماسية الجزائرية بإحترام كبير في باريس، ولديه، وفقًا تسريبات لوسائل الإعلام، إتصالات مباشرة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.




لا يمكن إستبعاد حدوث تطور في القضية الصحراوية بعودة العمامرة إلى رأس الدبلوماسية الجزائرية، لقد تغير الوضع تماما مع الجار المغربي الذي أصبح الآن حليفا لإسرائيل وقامت بتطبيع العلاقات الدبلوماسية معها وتبادل زيارات الوفود.




إذا كان أعتراف ترامب بالسيادة المغربية المزعومة على الأراضي الصحراوية يشبه الآن أمرًا واقعًا لن يعكسه الرئيس بايدن، فإن الصحراء الغربية تحظى بدعم الشرعية الدولية ومقاومتها للاحتلال المغربي.




أن أهم النقاط التي يمكن للعمامرة تحقيقها بشكل سريع هي تعطيل التواجد المغربي في إفريقيا، بقدرته على توحيد عدد كبير من الدول الإفريقية في موقفها بشأن قضية الصحراء الغربية. بالنسبة للنظام المغربي، فإن العمامرة هو "الوحش الأسود" لمزاعم الرباط في إفريقيا، وهذا يفسره إستهداف الرجل من قبل الصحافة المغربية منذ إعلان عودته إلى الحكومة الجديدة، وقدرته على إعطاء زخم جديد للنزاع بين الجمهورية الصحراوية والمغرب، وإعادة الجزائر إلى موقعها الريادي في الساحة القارية.




في النهاية، مكانة وخبرة رمطان العمامرة ستساعده على مواجهة أي تغيير في مسار الحكومة والمساعدة في الإصلاح المنشود، وأعداء الجزائر الصورة التي تستحقها داخليا وعلى المستوى الدولي والقاري.