دبلوماسي صحراوي : ”الوضع الجديد في الصحراء الغربية يتطلب مضاعفة للجهود من قبل المجتمع الدولي لتصفية الإستعمار“

نيويورك، 14 يونيو 2021 (ECSAHARAUI)



نبه عضو الأمانة الوطنية للجبهة الممثل الدائم لدى الأمم المتحدة، سيدي محمد عمار، الأمم المتحدة إلى خطورة الوضع الحالي في الصحراء الغربية والذي أصبح يتطلب مضاعفة الجهود من أجل تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه بحرية وديمقراطية في تقرير المصير والاستقلال.


وقال المسؤول الصحراوي في خطاب أمام أشغال اللجنة الرابعة للأمم المتحدة المعنية بإنهاء الإستعمار أن دورة هذه السنة تنعقد وقت تشهد فيه الصحراء الغربية تطورات خطيرة يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة على السلام والأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها، بعد خرق قوة الإحتلال -المملكة المغربية- في 13 نوفمبر من العام الماضي، لوقف إطلاق النار لعام 1991 بنقل قواتها المسلحة في المنطقة العازلة في الگرگرات بالإقليم المحررة للصحراء الغربية ومهاجمة مجموعة من المدنيين الصحراويين الذين كانوا يحتجون سلميا ضد احتلال المغرب غير الشرعي لأرضنا.



كما أوضح المتحدث أنه ومواجهة العدوان المغربي الجديد، الذي يتواصل مع الإفلات التام من العقاب، لم يكن أمام الشعب الصحراوي، بقيادة جبهة البوليساريو، خيار سوى ممارسة حقنا المشروع في الدفاع عن النفس.


وإلى ذلك يضيف، اليوم وبعد ما يقرب من ثلاثين عامًا على نشر بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) في الإقليم، لا يوجد إستفتاء على تقرير المصير ولا يوجد وقف لإطلاق النار وليس هناك سوى حرب تتحمل الدولة المحتلة المغربية المسؤولية الكاملة عنها.



وشدد سيدي عمار على أن الوضع الجديد في الصحراء الغربية سببه المباشر هو نهج الإفلات من العقاب تجاه تصرفات دولة الاحتلال المغربية وعرقلتها لإجراء الاستفتاء الحر والنزيه لتقرير المصير للشعب الصحراوي، الذي تم قبوله بشكل متبادل من قبل الطرفين ووافق عليه مجلس الأمن والجمعية العامة وإلتزمت به دولة الاحتلال المغربية نفسها لسنوات عديدة قبل أن تتراجع خوفا من خسارة التصويت.


وإنتقد الدبلوماسي الصحراوي، صمت المجتمع الدولي وغض الطرف عن إنتهاكات حقوق الإنسان التي لا توصف ضد المدنيين الصحراويين يوميًا في الصحراء الغربية المحتلة المرتكبة من قبل دولة الاحتلال المغربية بغرض فرض الأمر الواقع بالقوة في الإقليم.


من جهة أخرى أكد سيدي عمار أن تقاعس المجتمع الدولي عن العمل هو الذي شجع دولة الاحتلال المغربية على الاستمرار في إنتهاك قرارات الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني في المناطق المحتلة، وقف إطلاق النار وإشعال حرب جديدة في المنطقة.


ولم يفوت ممثل الجبهة لدى الأمم المتحدة المناسبة، للتذكير بإلتزام البوليساريو على مدى ثلاثة عقود بالحل السلمي والإنخراط بشكل بناء في عملية السلام التي تقوم بها الأمم المتحدة وبأقصى درجات ضبط النفس والمرونة، على الرغم من الإستفزازات وجميع المظالم التي لا يزال الشعب الصحراوي يعاني منها على يد أجهزة نظام الإحتلال.



وقد أكد أيضا أن الممثل الشرعي والوحيد الشعب الصحراوي جبهة البوليساريو يظل ملتزمًا بالسلام، ولكن لن تتخلى أبدا عن الحق غير القابل للتصرف وغير القابل للتفاوض في تقرير المصير والاستقلال.

هذا وإختتم سيدي محمد عمار في ختام خطابه، "إن السيادة على الصحراء الغربية ليست سلعة يتم تداولها في سوق وول ستريت أو في أي مكان آخر، لإنه حق حصري للشعب الصحراوي، وسيستخدم بقيادة جبهة البوليساريو، جميع الوسائل المشروعة للدفاع عنها ويجب ألا تخطئ دولة الاحتلال في هذا الأمر وفي الطبيعة القانونية للصحراء الغربية كقضية تصفية إستعمار مدرجة على جدول أعمال هذه اللجنة منذ عام 1963، على الرغم من المحاولات غير المجدية لقوة الاحتلال والمدافعين عنها لإثبات خلاف ذلك"