السفير سيدي محمد عمار : لم يعد أمام الشعب الصحراوي سوى خيار كفاح التحرري لانتزاع حقه المشروع في مواجهة العمل العدواني المغربي المستمر وتقاعس الأمم المتحدة.

نيويورك، 21 أبريل 2021 (ECSAHARAUI)



أكد عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو والممثل الدائم لدى الأمم المتحدة، الدكتور سيدي محمد عمار، أن الشعب الصحراوي لم يعد أمامه في مواجهة العمل العدواني المغربي المستمر وإزاء تقاعس الأمم المتحدة، أي خيار سوى ممارسة حقه المشروع في الدفاع عن النفس ومواصلة كفاحه التحريري للدفاع عن سيادته وتحقيق تطلعاته الوطنية في الحرية والاستقلال.


وقال المسؤول الصحراوي عشية إختتام جلسة مجلس الأمن بشأن الصحراء الغربية، أن تقاعس مجلس الأمن الدولي يقوض أية أفاق للحل للنزاع في الصحراء الغربية، بل الأسوأ من ذلك يترك الباب مفتوحا أمام تصعيد الحرب الجارية منذ الـ13 نوفمبر بعد الخرق المقصود من قبل الإحتلال المغربي لوقف إطلاق النار في منطقة الكركرات خلف جدار العار، مشيرا إلى أن مجلس الأمن الدولي قد عقد بالفعل اليوم جلسة مشاورات مغلقة بشأن بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) التي شكلت مناسبة أخرى مواتية للمجلس لإبداء التزامه الفعلي بالحل السلمي والعادل والدائم لمسألة إنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية وترجمة هذا الالتزام إلى عمل حقيقي، بيد أن المجلس اختار موقف التقاعس ولم يأتِ بأي نتيجة ملموسة.  


ونظراً لخطورة الوضع الراهن، -يضيف البيان- فإنه من المؤسف أن مجلس الأمن قد أضاع فرصة أخرى لوضع الأمور في نصابها الصحيح وتحميل دولة الاحتلال المغربي المسؤولية الكاملة عن العواقب الخطيرة لخرقها الموثق لوقف إطلاق النار لعام 1991 والاتفاق العسكري رقم 1 في 13 نوفمبر 2020 وعملها العدواني المستمر على التراب الصحراوي المحرر.


وأوضح الدبلوماسي الصحراوي، أنه وكما أخفق مجلس الأمن في معالجة الوضع المتدهور بشكل مقلق في الصحراء الغربية المحتلة حيث تواصل سلطات الاحتلال المغربي محاولاتها لفرض الأمر الواقع بالقوة في الإقليم مع تكثيف ممارساتها القمعية والانتقامية ضد المدنيين الصحراويين على مرأى ومسمع بعثة المينورسو. 


كما شدد أيضا على أن عدم قيام مجلس الأمن بأي إجراءات ملموسة للتصدي للعواقب الخطيرة لخرق المغرب لوقف إطلاق النار لعام 1991 وعدوانه الجديد على الأراضي الصحراوية المحررة وأعماله غير القانونية في المناطق الصحراوية المحتلة لا يقوض آفاق إعادة إطلاق عملية السلام فحسب، بل إنه ايضا يترك الباب مفتوحاً على مصراعيه أمام تصعيد الحرب الجارية.


وفي هذا الصدد، جدد عضو الأمانة الوطنية، أن جبهة البوليساريو تبقى ملتزمة بالتعاون مع جهود الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بغية التوصل إلى حل سلمي وعادل ودائم لإنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية على أساس الممارسة الحرة والديمقراطية للشعب الصحراوي لحقه غير القابل للتصرف وغير القابل للمساومة في تقرير المصير والاستقلال، مشددا في السياق ذاته، أن تعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية ليس غاية في حد ذاته، وإنما هو مجرد وسيلة لتيسير عملية سلام مُحكمة ومحددة زمنياً تقود إلى ممارسة الشعب الصحراوي لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال بحرية وديمقراطية.


وخلص الدبلوماسي الصحراوي المسؤول عن الملف على مستوى الأمم المتحدة، أنه وتحقيقاً لهذه الغاية، تؤكد جبهة البوليساريو كذلك أن الحياد والاستقلالية والكفاءة والنزاهة هي شروط أساسية لا غنى عنها لأي مبعوث شخصي جديد لاستعادة الثقة في عملية السلام والنجاح في مهمته.