كونساد : الصليب الأحمر الدولي مُطالب بالتنسيق مع جبهة البوليساريو بخصوص الزيارات إلى الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية.

جنيف، 11 مارس 2021 (ECSAHARAUI)



دعت اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان، في بيان لها نهار اليوم، اللجنة الدولية للصليب الاحمر إلى التنسيق مع جبهة البوليساريو فيما يخص الزيارات الميدانية إلى الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي بدلا من التنسيق الأحادي الجانب مع قوة الإحتلال المملكة المغربية والجهات المرتبطة بها التي لا تمتلك أي شرعية للعمل في الإقليم غير المحكوم ذاتيا.


وقد إستغربت اللجنة الصحراوية من الزيارة غير المقبولة وغير القانونية لوفد عن اللجنة الدولية للصليب الاحمر الى الاراضي المحتلة من الصحراء الغربية، في غياب أي تنسيق مسبق مع جبهة البوليساريو وعدم إحترام المركز القانوني للصحراء الغربية، بحسب ما جاء في نص البيان الآتي :


بيان


 لقد علمت اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الانسان عن طريق عدة مواقع اعلامية مغربية، قيام وفد من اللجنة الدولية للصليب الاحمر بزيارة عدة مدن من الاراضي المحتلة من الصحراء الغربية اين عقد لقاءات مع ممثلي سلطات دولة الاحتلال المغربي ومنظمات وجمعيات مغربية في خرق سافر للمركز القانوني للصحراء الغربية ومباديء الحياد والاستقلالية.

 

ان اللجنة الصحراوية لحقوق الانسان، وهي تستغرب بكثير من الاستهجان هذه الزيارة غير المقبولة وغير القانونية للجنة الدولية للصليب الاحمر الى الاراضي المحتلة من الصحراء الغربية، في غياب اي تنسيق مسبق مع جبهة البوليساريو الممثل الشرعي للشعب الصحراوي وعدم احترام المركز القانوني للصحراء الغربية، تود تذكير اللجنة الدولية للصليب الاحمر بمايلي:

 

ـ جبهة البوليساريو هي حركة تحرير وطنية معترف بها من قبل الأمم المتحدة كممثل للشعب الصحراوي، طبقا للائحة 37/34 بتاريخ 21 نوفمبر1979، واللائحة 19/ 35 بتاريخ 11 نوفمبر 1980، وقرار الأمم المتحدة رقم 2625 (XXV) الذي ينص على أن الصحراء الغربية لها الوضع القانوني المتميز والمنفصل عن لمملكة المغربية وتبعا لتلك الصفة القانونية، فان جبهة البوليساريو هي الجهة المخول التعامل معها والتنسيق معها.


ـ ان جبهة البوليساريو هي طرف في اتفاقيات جنيف لسنة 1949 وبروتوكولاتها الإضافية، بعد إيداعها إجراءات التصديق لدى الحكومة السويسرية في 23 يونيو 2015. هذا الإيداع الذي تم اخطار جميع الدول الأعضاء به في نفس التاريخ تحت المرجع رقم :    242.512.0 GEN 4/15


ـ جبهة البوليساريو هي من وقع مع بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء تقرير المصير بالصحراء الغربية (المينورسو) الإتفاق العسكري رقم 1 لسنة 1997، والاتفاقيات والإجراءات الخاصة لاتفاق وقف إطلاق النار لسنة 1991.


ـ جبهة البوليساريو هي من قدمت التسهيلات الضرورية والتعاون الايجابي للجنة الدولية للصليب الاحمر خلال مساعيها السابقة للافراج عن اسرى الحرب المغاربة، في الوقت الذي لم نسجل اية مبادرات للافراج عن جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية او زيارتهم ولا تقديم معلومات عن المفقودين الصحراويين مجهولي المصير.


ـ لم تلعب اللجنة الدولية للصليب الأحمر أي دور يذكر في عملية التعرف على الضحايا الصحراويين الذين تم اكتشاف جثثهم في مقابر جماعية بالمناطق المحررة من الجمهورية الصحراوية منذ 2013 (المقابر الجماعية بمنطقة فدرة لكويعة ومهيريز وغيرها)، والتي تمت بفضل تعاون أطباء شرعيين اسبان من بلاد الباسك تحت إشراف الدكتور كارلوس بيريستاين في غياب تام لممثلين عن اللجنة الدولية للصليب الاحمر ـ اثناء عملية اعادة دفن جثامين الشهداء نوفمبر 2013 ـ والتي وجهت لها دعوة للحضور، الا انها لم تستجب ولم تقدم اي تبرير لغيابها رغم مراسلتها في الموضوع. 

 

ـ المباديء التي تحكم عمل اللجنة الدولية للصليب الاحمر خاصة الانسانية (مراعاة الاعتبارات الانسانية قبل كل شيء) وعدم التحيز (الى أي طرف على حساب الأطراف الأخرى) والحياد (البقاء على مسافة واحدة من كل الأطراف) والاستقلالية (أي عدم الرضوخ لضغوط أي طرف من الأطراف) العالمية (أي تنفيذ ولايتها عبر العالم.) وعليه، انطلاقا من تلك المبادئ السالفة، هل يمكن للجنة الدولية للصليب الاحمر أن تلعب أي دور مستقبلي في اطار مساعيها ذات العلاقة بالنزاع في الصحراء الغربية، خصوصا زيارة المعتقلين السياسيين الصحراويين المعتقلين بالسجون داخل المغرب والاطلاع على اوضاع ضحايا القمع الحالي لقوات الاحتلال، والمساهمة في البحث عن المئات من المفقودين الصحراويين لدى المغرب منذ عام 1975.


ـ تود اللجنة الصحراوية لحقوق الانسان الاشارة الى إن مسألة حماية حقوق الإنسان، تعتبر أمرا كونيا ومفهوما شاملا لا يقبل التجزئة والانتقائية وعدم الحياد،  فإنها تغتنم هذه الفرصة للفت انتباه اللجنة الدولية للصليب الاحمر إلى أن ما يتعرض له الشعب الصحراوي في اماكن تواجداته المختلفة في الأرضي المحتلة من الصحراء الغربية من انتهاكات جسيمة وخطيرة من قبل المغرب هو وصمة عار على من يدعي الحماية، وهو ايضا بسبب إنكار الدولة المغربية لحقه المشروع وغير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال وعدم مسائلتها عن الجرائم التي ترتكبها في خرق سافر لقواعد القانون الدولي الانساني واتفاقيات جنيف ذات الصلة.


وتأسيسا على ماسبق:


ـ ترى اللجنة الصحراوية لحقوق الانسان انه كان من المناسب والأجدر والحياد باللجنة الدولية للصليب الاحمر، التعامل والتعاطي المباشر مع جبهة البوليساريو بخصوص القيام باية زيارات للاراضي المحتلة من الصحراء الغربية.


ـ تدين باشد العبارات هذه الزيارة من حيث طريقتها والكيفية التي قامت بها اللجنة الدولية للصليب الاحمر الى الاراضي المحتلة من الصحراء الغربية، ونعتبرها محاولة يائسة لتقديم خدمة مجانية للاحتلال المغربي، والتغاضي عن مايقع من جرائم ضد الانسانية للمدنيين الصحراويين تحت الاحتلال.

 

بئر لحلو، 12 مارس 2021