ضابط مغربي سابق : نظام محمد السادس يلجأ إلى خلق مشاكل وقضايا إجتماعية وإنسانية وإتهام الجزائر لإلهاء الشعب المغربي.

واشنطن، 11 فبراير 2021 (ECSAHARAUI)

مصطفى أديب الضابط المغربي السابق في سلاح الجو ومعارض للنظام الملكي


أكد مصطفى أديب الضابط المغربي السابق في سلاح الجو والناشط المعارض، بأن النظام المغربي يلجأ إلى "وسائل تلهية مستعملا وسائط التواصل الاجتماعي، وخلق كوراث إنسانية اجتماعية، كأخبار فساد جنسي ومالي، قصد إلهاء الشعب عن الواقع المر الذي يعيشه من تفقير وتجهيل، وتصوير الجزائر على أنها العدو، مشيرا في السياق ذاته أن هذا المخطط لم يعد يجدي نافعا بعد أن إتضح بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، أن الشعبين المغربي والجزائري شقيقين ولا يمكن إستعمال فزاعة الجزائر".


ووصف الضابط المغربي السابق قضية الصحراء الغربية، بأنها "مسألة وجود" بالنسبة للنظام القائم في المغرب، "لأنه استثمر فيها عرشه الصوري وغير الشرعي ومستقبله"، مشددا أنه في حال ما تم إنهاء إحتلاله للصحراء الغربية فإن ذلك سيكون نهاية النظام برمته وخسارة العاهل المغربي حكمه للمغرب.


وقد أشار المتحدث في حوار مع (وأج) إلى أن الشعب المغربي يتذكر جيدا كم من الأموال تم تبذيرها وصرفها على الجيش المغربي في الصحراء الغربية المحتلة، وغيرها من الأموال والموارد التي دُفعت في مختلف القطاعات من أجل توطيد الإحتلال في الصحراء الغربية.

وحول الوضع الجديد في الصحراء الغربية، قال المعارض مصطفى أديب، بأنه من تداعيات العودة إلى الكفاح المسلح أن يتذكر العالم بأن هناك شعبا من حقه تقرير مصيره، شعب طال إنتظاره وصبره وهذا سيدفع النظام المغربي ثمنه بالتوجه مرة أخرى صوب الأمم المتحدة للإستنجاد كما حدث في الحرب الأولى بين جيش التحرير الشعبي الصحراوي والجيش المغربي.


وقد شدد المتحدث على أن النظام المغربي يستعمل تقنيات البروباغندا القديمة التي لم تعد تنفع، ويحاول من خلالها تظليل الشعب والجيش المغربي، حيث أن بعض الوحدات والفيالق لا تعلم ماذا يقع في الفيالق المجاورة، وذلك حفاظا على معنويات الجيش مرتفعة، ولإيهام الشعب بأن الأمور تسير بخير، وهي السياسة التي وصفها بالفاشلة، مضيفا في هذا الصدد بأن نتائج الحرب القائمة حاليا، ستؤدي إلى نفس نتائج المرة الماضية، وستكون لصالح كفاح الشعب الصحراوي، لما في ذلك من تأثير في بضعة أشهر على ميزانية الجيش وإحتياجات النظام إلى المال لدعم حالة الإستنفار على طول 2700 كلم 24/24 ساعة، وسنراه يتخبط بشكل عشوائي ويطالب بالعودة إلى وقف إطلاق النار.


أما في ما يخص مسألة التطبيع مع الكيان الصهيوني، أوضح أديب أن العلاقات خرجت من السرية إلى العلنية، وبأن جميع العلاقات الأساسية والضرورية كانت قائمة منذ مدة طويلة ولم تشكل مفاجئة إلا للشعب المغربي، قائلا "عن نفسي كنت أعلم وأنا في الجيش بأننا مطبعين، لأن هناك علاقات عسكرية وعلاقات صيانة وبيع بعض الأسلحة للمغرب"


كما أشار أيضا أنه أحمق من يظن بأن ترامب قرر وبإمكانه منح الصحراء الغربية التي لا يملكها للمغرب الذي لا يستحقها، خاصة وأن الأمر أصبح  واضحا وبأن القرار صار في عداد الآيلين للسقوط، وإدارة بايدن تتجه نحو إلغاء العديد من القرارات، علما أن هذا ليس بقرار وإنما هو فقط تصريح، ولا قيمة له.

وفي هذا الصدد عبر أديب عن أسفه لغياب رأي عام في المغرب، حاليا، رغم علم المغاربة بأن "الملك ونظامه يكذبون عليهم، وأن النظام فاسد وكل الوعود التي يقطعها لا يفي بها"، قائلا بأن المغاربة "يعيشون في حالة شيزوفرنيا للأسف،الخوف من النظام من جهة وأمل العيش ولو كان بسيطا من جهة أخرى، المهم أن لا يتم إعتقالهم والتنكيل بهم، لذلك هم لا يأبهون بما يقع في الصحراء الغربية ولا يبحثون عن معرفة  الحقيقة، ومن يعرفها يتنكر لها".


وقد تألم المتحدث لوضعية حقوق الإنسان في المغرب، التي تشهد "تراجعا خطيرا"، كما قال، موضحا "بأن التعذيب صار النفسي وحتى تعذيب العائلات، وهي أشياء لم تكن تقع في سنوات الرصاص سابقا، حاضرا، الآن أصبحت تلفق تهم لا علاقة لها بالسياسة، تهم واهية للمعارضين والمنتقدين للملك وللنظام، لعلم الأخير بأنه غير شرعي وقد يسقط في أي لحظة".


هذا وقد أختتم الضابط المغربي السابق في سلاح الجو والناشط المعارض حديثه لـ(وأج) بالقول "أن التعذيب لازال متواجدا في السجون والقضاء صار أكثر فسادا، فمنذ السبعينيات إلى الآن لم يعد هناك قضاء في المغرب، هي مجرد بنايات تسمى محاكم، لكن داخلها لا يوجد عدل، ما أدى إلى تفشي الفساد والجرائم، وإستطاع النظام العودة إلى ما هو أقوى من سنوات الرصاص."