أبي بشراي البشير : جرائم الإحتلال المغربي في حق الشعب الصحراوي أمر لا يطاق والمجتمع الدولي مطالب بالتحرك العاجل لوضع حد لهذه المأساة.

بروكسل، 23 فبراير 2021 (ECSAHARAUI)



أكد، السيد أبي بشراي البشير، عضو الأمانة الوطنية للجبهة،  المكلف بأوروبا والإتحاد الأوروبي، في مقابلة صحفية مع يومية "لو كورييه دالجيري" الناطقة بالفرنسية، أن القمع الذي يتعرض له الشعب الصحراوي أصبح لا يطاق وبأن المجتمع الدولي بات مطالب بالتحرك في أسرع وقت من أجل وضع حد لهذه المأساة التي طال أمدها.


وأوضح السيد أبي بشراي أن تلك الأعمال العدوانية الأخيرة التي تعرض لها الصحراويون في الأراضي المحتلة للصحراء الغربية تندرج في نفس الممارسات المعمول بها منذ سنوات، بإستثناء أن هناك الآن حربا، مما يعطي المحتل ذريعة لتصعيد قمعه والانتقام من المدنيين الصحراويين نتيجة الخسائر التي تلحقها ضربات الجيش الصحراوي بقواته.


في 13 نوفمبر الماضي، تم اختراق وقف إطلاق النار الساري في الأراضي الصحراوية إثر العدوان المغربي على المدنيين الصحراويين في منطقة الكركرات العازلة (جنوب غرب الصحراء الغربية). حيث كان وقف إطلاق النار ساري المفعول منذ سنة 1991.


وقال المسؤول الصحراوي أن "النزاع في الصحراء الغربية بشكل عام والوضع السائد الكارثي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة يعتبر مشكل عويص بالنسبة للضمير الإنساني"، مؤكدا في السياق ذاته أن هذا النزاع هو خير مثال على هيمنة سياسة المعيار المزدوج والمصالح الضيقة في النظام الدولي على حساب القانون والمبادئ التي تحكم القانون الدولي.


وإسترسل السفير يقول "في الصحراء الغربية، أرتُكبت إنتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان على بعد أمتار قليلة من المينورسو (بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية) دون أن تنفعل هذه الاخيرة أو تقوم بتحريك إصبعها، متأسفا من عدم تفاعل مجلس الأمن الدولي مع النداءات الدولية المتكررة لإعطاء هذه البعثة سلطة مراقبة حقوق الإنسان".

وإلى ذلك، يضيف المسؤول الصحراوي أن من بين الأسباب التي أدت إلى فقدان ثقة الشعب الصحراوي بمنظمة الأمم المتحدة، علاوة على عدم قدرتها على تنظيم الإستفتاء، عدم القدرة على توفير الحماية الأساسية للمدنيين الصحراويين التي تقع على عاتقها إلى جانب اللجنة الدولية للصليب الاحمر المفترض أن تتدخل فورا عقب بداية الاعتداءات شهر نوفمبر الفارط.


ومن جهة أخرى، أشار المسؤول الصحراوي إلى "التأثير السلبي لفرنسا، و بصفة أقل إسبانيا، على إتخاذ معظم مواقف الإتحاد الأوروبي فيما يخص النزاع، معتبرا أن الأولوية تتمثل في "إقناع فرنسا وإسبانيا أن الإستفتاء حل ديمقراطي يمتثل للشرعية الدولية هو المناسب من أجل ضمان سلام عادل و نهائي في المنطقة و عكس ذلك قد يؤدي إلى إستمرار النزاع أو تأجيل حله.


كما دعا أيضا باريس إلى إعادة النظر في موقفها بخصوص النزاع و إسبانيا الى التحرر من الخضوع لإبتزاز المغرب، مشددا على ضرورة القيام بأنشطة تواصلية في الدول الأوروبية بغية تنوير الرأي العام بخصوص القضية الصحراوية.


أما بخصوص التضامن الدولي، أعرب أبي بشراي عن إرتياحه بخصوص "الحملة القوية التي تقودها الحركة التضامنية عبر العالم و التي أطلقتها منظمات حقوقية دولية وصحراوية بهدف تنوير الرأي العام الدولي حول الوضع في الصحراء الغربية.


هذا وإختتم عضو الأمانة الوطنية حديثه ليومية "لو كورييه دالجيري" بالقول أنه "من غير المقبول أن يستمر قوة الأحتلال في الإفلات من العقاب. كما أنه من غير المنطقي أن تأتي بعد ذلك أطراف وتدافع عن حل سياسي و تتظاهر بأنها لا ترى الأعمال المرتكبة لا يمكن إصلاحها".