أبي بشراي البشير : عقدنا مع المقاومة ومع شعبنا ليست له مدة صلاحية محددة، ولا علاقة له بجيل معين، وكفاحنا مستمر حتى تكريس حقوق شعبنا غير القابلة للتصرف في الحرية والاستقلال.

بروكسل، 07 يناير 2020 (ECSAHARAUI)



أكد اليوم الأخ أبي بشراي البشير، عضو الأمانة الوطنية للجبهة، المكلف بأوروبا والإتحاد الأوروبي، خلال نزوله ضيفا على برنامج وهالوجه على قناة (فرانس 24) أن عقد جبهة البوليساريو مع المقاومة ومع شعبها ليست له مدة صلاحية محددة، ولا علاقة بجيل معين، وبأن كفاحنا مستمر حتى تكريس حقوق شعبنا غير قابلة للتصرف في الحرية والاستقلال. 


وقال السيد السفير الصحراوي، أن مسار التسوية في صيغته القديمة قبل 13 نوفمبر 2020 عمليا قد إنتهى سياسيا بسبب رفض المغرب لتطبيق إستفتاء تقرير المصير وكذلك إجرائيا بسبب إجتياحه العسكري لمنطقة جديدة في منطقة الكركرات، وليس له أية علاقة بإعلان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب وإنما بسبب تراجع المملكة المغربية عن إلتزاماتها وعدم إمتلاك الأمم المتحدة خاصة الأمانة العامة ومجلس الأمن لأية إرادة سياسية أو الحزم المطلوب لدفع بمسار وتطبيق القرارات.


هذا وفيما يخص إعلان ترامب، فقد تأكد بالنسبة للمملكة المغربية -يضيف- المسؤول الصحراوي، أنه مجرد ستار دخان لم يتعدى مفعول الزوبعة الإعلامية لرئيس منتهية ولايته، في مقابل تصاعد أغلب الأصوات من داخل الطبقة السياسية الأمريكية المرموقة ووسائل الإعلام الكبرى والمفكرين الذين أجمعوا بأن هذا الإعلان لا قيمة قانونية ولا سياسية له وبأنه لا يشرف حتى الولايات المتحدة الأمريكية نفسها التي تضع تقرير المصير كأحد أهم مبادئها.


كما شدد أيضا على أن المغرب هو من إختار تعطيل مسار التسوية بشكل كامل وأعاد الأمور إلى نقطة الصفر ما قبل مسار التسوية الأممي الأفريقي، حيث مواقف كلا الطرفين معروفة، المغرب يريد إحكام إحتلاله العسكري في الإقليم وجبهة البوليساريو حملت السلاح من أجل تحرير الجزء المحتل من الصحراء الغربية، مشيرا أن الإطار القانوني مايزال كما هو معروف وماهو الوضع القانوني للإقليم وماهو شرعية كفاح الشعب الصحراوي والحلول ستكون نتيجة لتطور الأوضاع على الأرض في هذه التطورات الجديدة.


وإلى ذلك يضيف أبي بشراي، قائلا،  أن البوليساريو هدفها هو إعادة المغرب إلى جادة الصواب والإعتراف بحقنا في الحرية والإستقلال، كما فعل سنة 1988 بعد طول ممانعة، وبأنها تعتقد جازمة بأن الصحراويين في موقع قوة في هذا الصدد، بالإعتماد على ثلاث نقاط رئيسية وهي إرادة الشعب الصحراوي وإلتفافه حول جبهة البوليساريو ممثله الشرعي والوحيد والعزلة الإقليمية التي يعيشها المغرب مع دول الجوار موريتانيا والجزائر اللتان تعترفان بالجمهورية الصحراوية وكذا الإطار القانوني الذي يخوض فيه الشعب الصحراوي كفاحه من أجل الحرية والإستقلال، وهذا ما بادرت إليه الأمم المتحدة عشية إعلان ترامب من خلال التأكيد على هذا الإطار القانوني وعلى أحقية الشعب الصحراوي في تقرير المصير وبأن الأمم المتحدة هي إطار الحل النهائي للقضية.


وبخصوص التعاطي الدولي مع إعلان ترامب، قال أبي بشراي البشير، أن إسبانيا وهي الدولة القائمة بالإدارة للإقليم حسب القانون الدولي، قد لخصت كل شيء، حيث أكدت بأن ليس لأي بلد مهما كان حجمه حق إتخاذ قرار فيما يخص الوضع النهائي لإقليم الصحراء الغربية بمعزل عن الشعب الصحراوي. 


هذا وفي رده على محاولة ربط حق الشعب الصحراوي في الحرية والإستقلال بمسألة الإنفصال، أوضح المتحدث، أن المصطلح لا يجوز، وذلك بإعتبار أن جبهة البوليساريو هي حركة تحرير وطنية معترف بها تكافح من أجل إقرار حق ديمقراطي متأصل للشعب الصحراوي ألا وهو حق تقرير المصير، مشيرا في السياق ذاته أن مقترح المغرب بشأن الحكم الذاتي موجود منذ 2007 على الطاولة لكنه لا يحمل أدنى قدر من الصدقية، وبأن جبهة البوليساريو قد طالبت من المغرب أولا أن يحل مسألة السيادة قبل أن يتقدم بمقترح الحكم الذاتي وأن يترك للشعب الصحراوي حق تقرير الوضع النهائي للإقليم وتحديد من يمتلك السيادة. 


وخلص عضو الأمانة الوطنية، المكلف بأوروبا والإتحاد الأوروبي، في ختام تدخله أن المغرب لا يمتلك أية إرادة حقيقة وجادة للتوصل إلى حل سياسي ونهائي للقضية، ولو كان كذلك لإستغل جملة التنازلات التي قدمتها جبهة البوليساريو ما قبل 13 نوفمبر.