كريستوفر روس : إعلان ترامب بخصوص الصحراء الغربية يتعارض مع إلتزامات الولايات المتحدة ويدفع نحو التوتر واللإستقرار في المنطقة

واشنطن، 14 ديسمبر 2020 (ECSAHARAUI)
 

وصف السيد كريستوفر روس، المبعوث السابق للأمم المتحدة الى الصحراء الغربية إعلان الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، بالقرار الأحمق وغير المدروس ويتعارض مع التزام الولايات المتحدة بمبادئ عدم الاستيلاء على الأراضي بالقوة وحق الشعوب في تقرير المصير، وكلاهما منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة.  

جاء ذلك في تعليق كتابي على حسابه الخاص بموقع فيسبوك، أشار فيه إلى أن الجميع يتحمل مسؤولية ما سينتج عنه تجاهل قضية الصحراء الغربية والعواقب التي تنتج عن ذلك خاصة ما يتعلق بالاستقرار والأمن الإقليميين وعلاقات الولايات المتحدة مع الجزائر، مضيفا في هذا الصدد أن الحجة التي ظل البعض يعتمدها في واشنطن على مدى عقود من الزمان بأن وجود دولة مستقلة في الصحراء الغربية ستكون دولة مصغرة أخرى فاشلة، هي حجة خاطئة وغير سليمة، لكون الصحراء الغربية تتوفر على موارد وفيرة من الفوسفات ومصايد الأسماك والمعادن النفيسة والسياحة القائمة على ركوب الأمواج والرحلات الصحراوية.

كما شدد أيضا أن الصحراء الغربية أفضل بكثير من العديد من الدول الصغيرة التي دعمت الولايات المتحدة تأسيسها، مبرزا جهود حركة التحرير جبهة البوليساريو في تشكيل حكومة في المنفى في مخيمات اللاجئين في جنوب غرب الجزائر وقدرتها على إدارة حكومة بطريقة منظمة ديمقراطية، كما أن إفتتاح الاستفتاء الذي قدمته البوليساريو في عام 2007 يتوقع علاقات مميزة وثيقة للغاية مع المغرب في حالة الاستقلال. 

 وإلى ذلك يضيف روس، لقد مضت ثلاثة عشر عامًا في محاولة التوصل إلى إتفاق حول قائمة الناخبين المؤهلين، وكان آخر سبعة منهم تحت إشراف جيمس بيكر، في النهاية ، فشلت هذه الجهود لأن المغرب قرر أن الاستفتاء يتعارض مع (مزاعم) سيادته، مما تسبب في استقالة السيد جيمس بيكر، ثم إستبدل مجلس الأمن ذلك بالمفاوضات المباشرة بين المغرب وجبهة البوليساريو كنهج بديل، برئاسة ثلاثة مبعوثين متعاقبين للأمم المتحدة من هولندا (فان فالسوم) والولايات المتحدة (كريستوفر روس) وألمانيا (كوهلر) والتب فشلت كلها لأن كل من الطرفين لم يكن مستعدًا لتغيير موقفه بإسم التسوية.

هذا ورجح كريستوفر روس، إستقالة هورست كولر، آخر مبعوث أممي قبل عام ونص، بدافع الاشمئزاز من عدم احترام المغرب للجهود المبذولة وعرقلة عمله (كما فعلوا معي) وهو نفس الدافع الذي أدى إلى إعتراض كل الأشخاص الذين تواصل معهم الأمين لخلافة كولر في ملف الوساطة، المهمة التي صارت مستحيلة. 

هذا وخلص السيد كريستوفر روس، أنه إذا أردنا أن التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع الصحراء الغربية فإن ذلك يتطلب منا عملية تفاوض طويلة الأمد نوع ما، مشيرا بأن قرار الرئيس ترامب الإعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية لن يعطي أي حافز لجبهة البوليساريو للبقاء في هذه العملية، كما أنه يهدد العلاقات الأمريكية مع الجزائر، التي تدعم حق الصحراويين في تقرير مستقبلهم من خلال إستفتاء ويقوض تقوية علاقاتنا القائمة في مجالات الطاقة والتجارة والأمن والتعاون العسكري، مشددا في الختام أن قرار ترامب يدفع نحو إستمرار التوتر وعدم الاستقرار والتفكك في شمال إفريقيا.