غارديان البريطانية تصف إعلان ترامب بشأن الصحراء الغربية بعملية إحتيال تحت عنوان "السلام في عصرنا"

لندن، 21 ديسمبر 2020 (ECSAHARAUI)


وصفت جريدة غارديان البريطانية الخطوة التي أقدم عليها الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب بأنها عملية إحتيال تحت عنوان "السلام في عصرنا" دفع الولايات المتحدة إلى التراجع عن إلتزاماتها منذ عقود بإجراء إستفتاء على الإستقلال تحت إشراف الأمم المتحدة في الصحراء الغربية مقابل إعتراف رسمي بإسرائيل من قبل المغرب والإعتراف لهذه الأخيرة بالسيادة على الأجزاء الكبيرة التي تحتلها من الصحراء الغربية. 


وتشير غارديان أن إعلان ترامب هذا والمقايضة بالصحراء الغربية، قد وضع الولايات المتحدة في تعارض مع قرارات الأمم المتحدة لعدم إستشارة الصحراويين وكذا مع الإتحادين الإفريقي والأوروبي ومع بلدان الجوار موريتانيا والجزائر.


وقالت الجريدة، أن رد الفعل الفوري والمتوقع لجبهة البوليساريو، حركة إستقلال الصحراء الغربية التي أعلنت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية المدعومة من الاتحاد الأفريقي منذ العام 1976، كان التأكيد على مواصلة  الأعمال العسكرية ضد الإحتلال المغربي، التي إستأنفت في 13 نوفمبر، بعد 29 عاما من عمر إتفاق إطلاق النار، بعد خرق المغرب لوقف إطلاق النار في الگرگرات وفقدان الصحراويين الثقة والأمل في وعود المجتمع الدولي وتعرضهم للخيانة.


وترى غارديان أنه لم يكن ترامب بحاجة إلى تقديم هذه الإغراءات للمغرب، الذي لم يفعل الكثير ليستحقها، سيما وهو المدعوم من قبل فرنسا، التي أحبطت بإستمرار محاولات الأمم المتحدة لتنظيم إستفتاء ذي مصداقية في الصحراء الغربية، في مقابل تشجيع المستوطنين المغاربة على الإنتقال إلى الصحراء الغربية، بهدف تغيير صورتها الديموغرافية والعرقية للإقليم في حين لا يزال عشرات الآلاف من اللاجئين الصحراويين في مخيمات في الجزائر لما يزيد عن 45 عامًا منذ الإجتياح العسكري المغربي عقب إنسحاب الحكم الاستعماري الإسباني.


من جانب أخر تقول غارديان، أن إسرائيل لم تكن بحاجة ماسة إلى التأييد الدبلوماسي المغربي، بعد أن إحتفظت منذ فترة طويلة بقنوات خلفية مع الرباط، بل فقط أجبر ترامب على هذا التركيب الرديء لأغراض تمجيد الذات على أمل التعويض عن أربع سنوات من إخفاقات السياسة الخارجية وتعزيز تحالفه القومي العربي المناهض لإيران، مشيرة إلى أنه ليس كل من في واشنطن ينظر إلى الاتجاه الآخر. حيث وفي نقذ لاذع، قال جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق، بأن رئيسه القديم ألقى بالشعب الصحراوي "تحت الحافلة"  بهذا القرار المتهور الذي يهدد بإشعال صراع مجمّد في منطقة قابلة للإشتعال على حافة الساحل معرضة لنفوذ الجهاديين الإسلاميين.


وأوضح بولتون في معرض تعليقه على قرار ترامب قائلا "هذا ما يحدث عندما يتعامل المتعثرون مع الدبلوماسية الأمريكية، وهو للأسف نموذج لمقاربة ترامب الصريحة للمعاملات فهو بالنسبة له، كل شيء هو صفقة محتملة،  ُنظر إليها من منظور ضيق للغاية، كما حث بولتون الرئيس المنتخب جو بايدن على عكس مساره والتراجع بسرعة عن إعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، مشيرا بأن مثل هذا التصحيح لن يكون مهمًا لإسرائيل، وسوف يفضح السبب الكامن وراء الاحتلال المغربي وهو محاولة السيطرة على موارد معدنية كبيرة محتملة في المنطقة.


هذا ونقلت غارديان ردود الفعل بشأن الإعلان الأحادي الجانب لدونالد ترامب، قائلة بأنه من المؤكد أن التوجه الأمريكي المتغير سيحظى بالموافقة الإقليمية، سيما بعد موقف الجزائر وكذلك إسبانيا والاتحاد الأوروبي وغيرهم من الحكومات الأجنبية التي دعت إلى ضرورة إستئناف المفاوضات تحت إشراف الأمم المتحدة، لإيجاد حل نهائي للنزاع يقوم على الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.