دبلوماسي صحراوي : إنقلاب دونالد ترامب على الشرعية الدولية هو ما سبق وأن حذرت منه جبهة البوليساريو طيلة الأشهر الأخيرة.

مدريد، 13 ديسمبر 2020 (ECSAHARAUI)



قال، السيد عبد الله العرابي، ممثل جبهة البوليساريو في إسبانيا، في تصريح لوكالة "سبوتنيك" بأن تغريدة الرئيسي الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب هي نتيجة بالضبط لما كانت البوليساريو تحذر منه في الأشهر الأخيرة، وبأن أيضا المينورسو تحولت في ذلك إلى ضامنًا لإدامة الوضع الراهن في الصحراء الغربية المحتلة، مضيفا بأن الإحتلال المغربي لم يكن أبدًا مهتمًا بأي حل ولا بوجود الأمم المتحدة، بل كان يعمل في فقط من أجل شرعنة وجوده على أراضينا الوطنية.


وفي تعلقيه على إعلان الرئيس المنتهية ولايته، أكد العرابي أن هذا لم يفاجئ الشعب الصحراوي، ولكن الإشكال في ذلك هو عدم الوعي بما قد ينتج من آثار عن هذه الخطوة، مشددا على أن هذا من شأنه أن يقوض دور الولايات المتحدة نفسها داخل الأمم المتحدة لما في ذلك من تناقض مع القانون الدولي، لا سيما وأن واشنطن هي من تشرف على صياغة مشروع قرارات مجلس الأمن. 

وبخصوص الوضع على الأرض، أوضح الديبلوماسي الصحراوي أن الإحتلال المغربي ورغم إمتلاكه للسلاح، إلا أن قدرة تحمله الحرب تبقى ضئيلة لكونها ومن بين أمور أخرى، تهدد بشكل كبير إستمرار حكم الملكية في المغرب، مشيرا في ذات السياق أن جيش التحرير الشعبي الصحراوي يواصل عملياته العسكرية وقصف مواقع وتخندقات جيش الاحتلال المغربي على طول جدار العار، وهي العمليات التي وصفها بحرب إستنزاف نفسية لن تكون سهلة على جنود الرباط.


وإلى ذلك يضيف العرابي، بإن سبب ندرة المعلومات حول الحرب هو إغلاق الحدود بسبب جائحة كورونا، وبأن البعثات الصحراوي  تستقبل العديد من الطلبات من صحفيين يرغبون في الذهاب إلى المنطقة لتغطية الأحداث، موضحا في هذا الصدد أن المغرب يستغل هذه الظرفية لإنكار تعرض قواته لهجمات من قبل مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي، وهي الهجمات التي أكدتها الأمم المتحدة. 


كما أكد أيضا بأن المغرب ينفي لحدود اللحظة الوفيات في صفوف جيشه ويمارس ضغوطا على أفراد أسر الجنود حتى لا يبلغوا عن القتلى، قائلا بأن الجيش المغربي في حالة تآهب قصوى، كما أن هناك معلومات ما تزال غير مؤكدة تفيد بإستغلال عناصر من القوات المغربية تصاريح العطل للفرار إلى جزر الكناري على متن قوارب الهجرة السرية. 


هذا وفي الجانب المقابل، أكد ممثل الجبهة بإسبانيا، أن نشوب الحرب ليس بالأمر الجيد، لكن هذا مسار آخر فُرض على الشعب الصحراوي خوضه، وهو الآن في أتم الإستعداد من مختلف الجوانب، مشيرا أن هناك إقبال كبير من قبل الشباب في المخيمات وكذلك في أوروبا مستعدين للتخلي عن وظائفهم من أجل الإلتحاق بصفوف جيش التحرير الشعبي وخوض غمار هذه التجربة الجديدة التي لن تنتهي إلا بالإستقلال الوطني. 


وفي رده على سؤال أخير حول العلاقات مع الجزائر، أكد عبد الله العرابي أن جبهة البوليساريو والحكومة الصحراوية تقدران جدا العلاقة القوية مع الجزائر، نافيا أن تغيير في الموقف من قبل الجزائر على مدار 45 سنة الماضية، وبأن هناك إجماع وإلتزام بالمبادئ الداعمة لحركات التحرر ولحق الشعوب في تقرير مصيرها وإستقلالها.