الجزائر : تجاهل الحقائق القانونية للمركز القانوني الصحراء الغربية يعد خروج عن ميثاق الأمم المتحدة وخطة التسوية

نيويورك، 03 نوفمبر 2020 (ECSAHARAUI
سفيان ميموني: مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة

شددت الجزائر على "أن تجاهل هذه الحقائق القانونية التي أكدتها محكمة العدل الدولية والجمعية العامة والإتحاد الافريقي ومحكمة العدل الأوروبي بشأن المركز القانوني للصحراء الغربية والحقوق الأساسية لشعبها، يعني بشكل أوتوماتيكي الخروج عن المبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، ولا سيما الحق غير القابل للتصرف لشعب الصحراء الغربية في تقرير المصير.


الجزائر وعلى لسان مندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير سفيان ميموني أمام اللجنة الرابعة لتصفية الإستعمار، أكدت أن محاولة القفز أو تجاهل هذه الحقائق يشكل أيضا خروج عن بنود خطة التسوية التي قبلها طرفا النزاع وصادق عليها مجلس الأمن، ومجازفة بالجهود التي يبذلها المجتمع الدولي من أجل إستكمال تصفية استعمار الصحراء الغربية.

وأكد أيضا بأن حالة الجمود التي تحيط بالعملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة لتسوية مسألة الصحراء الغربية، ومثل ما أكد ذلك الأمين العام يعد مصدر قلق عميق ويضر بشكل خطير بثقة الطرفين في تنفيذ عملية السلام ويؤدي إلى تفاقم  التوتر في المنطقة، ويزيد من درجات الإحباط لدى الشعب الصحراوي.

وأرد المسؤول الجزائري قائلا "أن بلاده وإذ تستنكر هذا الوضع وتتأسف لعدم وجود آفاق في تعيين مبعوث شخصي للأمين العام للصحراء الغربية، تكرر مناشدتها من أجل الإسراع بتعيين مبعوث شخصي للصحراء الغربية، للحفاظ على الزخم من أجل السلام والحفاظ على المكاسب المسجلة حتى الآن.

 وفي ذات السياق، شدد السفير ميموني على أن الوضع الحالي يتطلب إتخاذ إجراءات جادة وحازمة من قبل الأمم المتحدة التي تتحمل مسؤولية خاصة عن هذا الإقليم غير المحكوم ذاتيا من أجل خلق مناخ من الثقة والاحترام المتبادل بين المغرب وجبهة البوليساريو، مشددا أنه لا يمكن تصور السلام بدون الإرادة السياسية الجادة والثابتة والمستمرة وحسن نية وإحترام الإلتزامات من قبل كلا الطرفين.

وإلى ذلك -يضيف- المتحدث "أن الجزائر يؤيد بقوة النداء الذي أطلقه الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره رقم (S/ 2020/938) ودعوات أعضاء مجلس الأمن  والجهات الفاعلة الأخرى ذات الصلة لتشجيع المغرب وجبهة البوليساريو على الإنخراط بحسن نية ودون شروط مسبقة في العملية السياسية، الشيء الذي يعكس بوضوح قناعة الأمين العام للأمم المتحدة بفضائل الحوار في تسوية النزاعات والحاجة الضرورة إلى زيادة الجهود لإعادة إطلاق عملية السلام من أجل التوصل إلى الحل العادل والدائم الذي ينص على تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية.

 
من جهة أخرى، شددت الجزائر أن الإتحاد الإفريقي هو الأخر ينبغي له أن دورًا مهمًا وبأن يكون قادرًا على تقديم مساهمته القيمة تجاه تصفية الإستعمار في آخر مستعمرة في إفريقيا، مذكرا في هذا الصدد أن بلاده تشارك على الدوام وبنشاط في جميع الجهود الأفريقية والأمم المتحدة الهادفة إلى تقريب وجهات النظر بين الطرفين من أجل التوصل إلى تسوية سلمية وفق الشرعية الدولية، ولن تدخر جهدا في تقديم الدعم اللازم لجهود الأمين العام ومبعوثه الشخصي من أجل التوصل إلى حل عادل ودائم لهذا النزاع ومساعدة الأشقاء المغاربة والصحراويين على الإنخراط في دينامية سلام تندرج ضمن منظور إستكمال عملية تصفية إستعمار الصحراء الغربية.

وفيما يخص الدعم الإنساني. جدد السفير الجزائري التأكيد على مواصلة بلاده للجهود التي ما فتئت تقدمها لأزيد من أربعين عاما في إطار منظم وشفاف لصالح اللاجئين الصحراويين وعزمها كذلك تعزيز التعاون النموذجي الذي تحافظ عليه مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وبرنامج الغذاء العالمي، فضلاً عن الشركاء الإنسانيين الآخرين الموجودين على الأرض لمساعدة اللاجئين الصحراويين وبشكل خاص ظل جائحة كوفيد. 

هذا وأختتم الدبلوماسي الجزائري بيانه بالتذكير أن بلاده تسترشد بالإهتمام الوحيد المتمثل في إنهاء الإستعمار في الصحراء الغربية لما له من مساهمة في بناء إتحاد مغاربي مزدهر يقوم على أساس مبدأ الوحدة والتضامن والتكامل.