الرئيس إبراهيم غالي يهنئ الرئيس الأمريكي المنتخب ويعرب عن الأمل في انخراط الولايات المتحدة الفعال في تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية

بئر لحلو، 08 نوفمبر 2020 (ECSAHARAUI)

أعرب رئيس الجمهورية الأمين العام للجبهة السيد إبراهيم غالي في رسالة وجهها إلى جو بايدن الرئيس الأمريكي المنتخب حديثا -أعرب- عن أمله في أن تنخرط الولايات المتحدة، تحت قيادته بشكل فعال في الجهود الدولية الرامية إلى التوصل إلى حل سريع وسلمي ودائم لقضية إنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية على أساس ممارسة شعبنا لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.
 
الرئيس غالي وفي الرسالة التهنئة، قال بأن الشعب الصحراوي وممثله الشرعي والوحيد جبهة البوليساريو، لديهم اعتقاد راسخ بأن الحل السلمي والعادل والديمقراطي لقضية الصحراء الغربية سيكون له أثر كبير على أفريقيا والمنطقة بأسرها لأنه سيعجل بالاندماج في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل. كما سيكون بمثابة قصة نجاح بالنسبة للأمم المتحدة تعزز مصداقيتها بوصفها أداة لا غنى عنها لصون السلم والأمن الدوليين.

كما أشارت الرسالة إلى أن الجبهة والحكومة الصحراوية وبالرغم من إحتلال أراضيها وتقسيمها، فقد تمكنتا من بناء مجتمع حديث يقوم على قيم العدالة الاجتماعية والديمقراطية والمساواة بين الجنسين وسيادة القانون، تلعب فيه المرأة دوراً أساسياً في جميع جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وكما هو معترف به على نطاق واسع في المنطقة وخارجها -تضيف الرسالة- فقد بنى المجتمع الصحراوي ثقافةً سمتها الاعتدال والتسامح وتنبذ بشدة العنف وكل أنواع التطرف وتواصل أيضا الإسهام بفعالية في الجهود الجارية لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في المنطقة وفقاً لالتزاماتنا الإقليمية كعضو في الاتحاد الأفريقي.

وإلى ذلك تضيف الرسالة مشددا "إن الشعب الصحراوي ينتظر بفارغ الصبر منذ وقت طويل ليتكمن من ممارسة حقوقه المشروعة، مما يتطلب ممارسة كل الضغوط الدبلوماسية اللازمة لكي تتمكن الأمم المتحدة من استئناف تنفيذ خطة السلام دون مزيد من التأخير من خلال السماح لشعبنا بممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال عبر التعبير الحر والحقيقي عن إرادته ودون أي قيود أو معوقات.

وأوضح الرئيس غالي على أن مُثل الحرية والمساواة والسيادة الشعبية التي تجسدت في تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية جعلت العديد من الشعوب عبر العالم، بمن فيهم الشعب الصحراوي، ينظرون إلى الولايات المتحدة باعتبارها منارةً للأمل ومدافعةً عن الحرية والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والشعوب في وجه القمع والطغيان والظلم.

من جانب أخر جددت الرسالة التذكير بإن الطبيعة القانونية لقضية الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في أفريقيا، مسألة يسيرة على الفهم، فهي ليست صراعاً عرقياً أو دينياً أو حرب أهلية، بل ببساطة قضية تصفية استعمار لم تُحل بعد كما تُقر بذلك الأمم المتحدة وأجهزتها الفرعية منذ عام 1963، مصيفاً أنه وبالرغم من فتوى محكمة العدل الدولية للعام 1975 والعديد من قرارات الأمم المتحدة التي تؤكد حق شعبنا في تقرير المصير والاستقلال، لا يزال المغرب يحتل الصحراء الغربية بالقوة وبصورة غير قانونية منذ 31 أكتوبر 1975، رغم أيضا التحديات الأمنية الإقليمية التي تجعل التوصل إلى حل سريع وسلمي ودائم لقضية إنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية أمراً ضرورياً وملحاً أكثر من أي وقت مضى.
 
وتحقيقاً لهذه الغاية، تضيف الرسالة، لقد أنشأ مجلس الأمن بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) في عام 1991. وإلى جانب الإشراف على وقف إطلاق النار الذي قبله الطرفان، تمكنت البعثة أيضاً من تحديد وتجميع قائمة الناخبين في الاستفتاء، إلا أن موقف العرقلة المغربي قد أدى حتى الآن إلى حرمان شعبنا من حقه المعترف به دولياً وغير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال. وهذا هو السبب الرئيسي الذي منع بعثة المينورسو حتى الآن من التنفيذ الكامل للولاية التي أنشئت من أجلها منذ حوالي ثلاثة عقود.

هذا شدد الرئيس غالي على أنه وإلى جانب الموقف المعرقل تجاه عملية السلام التابعة للأمم المتحدة، يواصل المغرب بشكل ممنهج انتهاك حقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة ونهب الموارد الطبيعية للشعب الصحراوي بصورة غير قانونية وثقتها منظمات دولية مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس وتش وروبرت كينيدي لحقوق الإنسان (مركز روبرت كينيدي للعدالة وحقوق الإنسان سابقاً) ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان وغيرها، معرباً عن أمله في أن تنخرط الولايات المتحدة وبفعالية، كمدافع عن حقوق الإنسان، في حماية حقوق الإنسان للمدنيين الصحراويين الذين يعيشون في الأراضي التي يحتلها المغرب بصورة غير قانونية إلى أن يتم التوصل إلى حل للنزاع.