الإحتلال المغربي يستخدم آخر أوراقه التضليلية لحجب حقيقة كارثة الگرگرات عن رأيه الداخلي.

مدريد، 28 نوفمبر 2020 (ECSAHARAUI)


يحاول الاحتلال المغربي بكل الوسائل الممكنة تحت تصرفه، إيجاد منفذ للتخفيف من آثار الصدمة والفخ الذي وقع فيه في الگرگرات بتاريخ 13 نوفمبر، فبعد حملة إعلامية مضللة فشلت أمام الحقائق والوقائع على الأرض بفعل الضربات القوية للجيش الصحراوي لمختلف قواعده العسكرية على طول جدار العار. عاد المخزن مجددا إلى إستعمال ورقة الأحزاب "السياسية" المحروقة بجلبهم إلى نقطة تواجد مراكزه في الجهة الشمالية لمنطقة للگرگرات لإستكمال حربه الدعائية بشأن السيادة المزعومة والسيطرة على المنطقة.

 إن المتتبع لتفاصيل المسرحية التي تقودها سلطات الإحتلال لتستر على خسائرها البشرية والمادية في صفوف القوات العسكرية، لا يحتاج للكثير من التركيز للتأكد من أن المسرحية الهزيلة للإعلام وبعده الأحزاب "السياسية" تُدار في منطقة أصغر من ملعب كرة القدم وهو ما يسمونه بـ"المعبر الحدودي" الگركرات، هدفها إعطاء إنطباع على المستوى الداخلي عن قوة هذا النظام التوسعي المنهار والمهترئ، وهي الصورة النمطية التي بدأت تتلاشى يوما بعد يوم.

لقد شكل قرار جبهة البوليساريو التوقف عن الإلتزام بوقف إطلاق النار صدمة للنظام المغربي، الذي كان يراهن على هذا الإتفاق لكبح جماح الشعب الصحراوي في إنتزاع حقوقه في الحرية والإستقلال. لكن ما قد يكون أثار قلق حلفاء الرباط هو أن هذا القرار الذي جاء رداً على الإعتداء العسكري المغربي وخرقه لوقف إطلاق حظى بإجماع وطني صحراوي لك يكن متوقع بهذه السرعة وإلتحاق مئات الشباب بصفوف جيش التحرير الشعبي الصحراوي الذي راكم تجربة وخبرة واسعة في تكتيكات الحرب إلى جانب دراية معمقة بتضاريس المنطقة التي من شأنها أن تكون عائقا كبيرا أمام أي قوة أجنبية تطأ أقدمها المنطقة. 

ثلاث أسابيع الماضية منذ بدأ العمليات العسكرية، كانت كافية لتُدرك قوات الإحتلال المغربي أنها تخوض حربا خاسرة، يكفي من الأدلة التنفيذ السلس للهجمات من قبل وحدات جيش التحرير الصحراوي بشكل مركز وعلى أوسع نطاق إستهدفت مختلف المواقع والمراكز والخنادق وتمركزاتها خلف الجدار بل وصلت حد السيطرة على مراكز مراقبة للجيش المغربي قُبالة أغوينيت دون أدنى مشاكل فنية أو تقنية.

 كل هذه الوقائع والحقائق تؤكد أن المعركة الميدانية شبه محسومة، يبقى فقط التركيز على الواجهة الإعلامية التي تُدرك جبهة البوليساريو أهميتها في ضرب معنويات المخزن وكشف عورته أمام رأيه الداخلي، فلعل تصريح مسؤول أمانة التنظيم السياسي البارح للتلفزيون الصحراوي أن العمليات العسكرية الكبرى قادمة بما فيها إسقاط الطائرات المغربية وأسر جنوده، وهو ما سيُشكل ضربة موجعة للجيش المغربي وإصراره على إنكار وجود حرب وخسائر بشرية ومادية تكبدتها قواته خلال الاسابيع الثلاثة الماضية.

وتشير تقديرات بشأن الحرب الدائرة منذ ثلاث أسابيع في الصحراء الغربية، أنه من المتوقع أن الإشتباكات العسكرية ستتحول إلى مواجهات ضخمة قادر على إحداث خسائر مادية وبشرية ستكلف المغرب أكثر مما كان يتوقعه.