عندما يفاوض المستعمر مع نفسه

Sahara occidental: «c'est toujours le Maroc qui décide et l'Espagne qui  applique», accuse le Front Polisario - Sputnik France
تقرير محمد ولد عبد الله

الرباط، 08 شتمبر 2020 (ECSAHARAUI)

بعد فشل المغرب في تمرير ما يسميه بمشروعه للحكم الذاتي و تبخر مجهوداته و مساعيه الرامية الي تشريع احتلاله امام رفض المجتمع الدولي لأية روابط او علاقات سيادة بينه و بين الجمهورية الصحراوية/الصحراء الغزبية، ها هو المحتل المغربي يلجأ الي ازالة الغبار عن المشروع الاستعماري الكلاسيكي القديم، الذي استعملته القوي الاستعمارية و العنصرية منذ عشرات السنين، المتمثل في "مناورة المفاوضات" مع "الأدوات المحلية" التي تصنعها إدارة و مخابرات المستعمر.

بالفعل ، يظهر أن المغرب، حسب معطيات ملموسة و خطة مدروسة، يحضر لتسويق عملية جديدة تتمثل في مناورة "بلباس صحراًوي "و تتحث الحسانية و ربما الأسبانية، و تهدف الي تحقيق من داخل الارض المحتلة ما فشل في انتزاعه علي مستوي المنظمات العالمية و الاقليمية و هيئات المجتمع الدولي.

تأكد المغرب من إستحالة ربح الإستفتاء و من فشله في منع المجتمع الدولي من مواصلة مجهوداته لتصفية الاستعمار من الصحراء الغربية (رفض مجلس الامن طرد المكون السياسي و الاداري للمينورسو) بالاضافة الي يقينه أن إنشاء اللوبيات و شراء الذمم و إقامة التظاهرات و الملتقيات الصورية في الأراضي المحتلة لن يجني من ورائها سوي هدر اموال كثيرة، نراه اليوم يحذو حذو القوي الاستعمارية التي عندما تهزم و يتعذر عليها إلحاق مستعمراتها و ضمها الي أراضيها و بسط سيادتها عليها تبادر بإنشاء "أحزاب" و "حركات " تبحث لها عن الشرعية داخليا و خارجيا لتصنع منها "محاورا و مفاوضا " لحل بات معروفا من لدن الشعب المستعمر و من طرف المجتمع الدولي.

إن الأمثلة في التاريخ الافريقي الحديث عديدة. و لكي نبقي في القارة الافريقية، نجد أن النظام العنصري في جنوب افريقيا حاول إيجاد مخرج لصالحه في إتفاق مع حركة في ناميبيا تتبني أطروحة بريتوريا عكس خيار الإستقلال الذي كان شعب ناميبيا يكافح من اجله بقيادة حركة سوابو.

و في جنوب أفريقيا نفسها عمد نظام الآبارتايد الي تنفيذ خطة البانتوستانات إعتمادا علي اشخاص و حركات خرجوا من رحمه و قام بتسويق ذلك عالميا باعتبار أنه خيار سكان الإقليم و ممثليهم تماما كما يحاول المغرب اليوم من خلال التزوير و التلفيق و جمع الخونة و العملاء.

لا شك أن المغرب يستطيع شراء اشخاص صحراويين باعوا أنفسهم للشيطان لكنه سيجد الشعب الصحراوي الأبي، الكريم أمامه بالمرصاد.

يمكن للمغرب أن يحاور و أن يفاوض نفسه و أن يتبني الحلول لنفسه بنفسه و لكن ذلك لن يقبله الشعب الصحراوي و لن يتبناه المجتمع الدولي.

و في المحصلة، و الأمور علي خواتمها، لن يمنع المحتل المغربي الجمهورية الصحراوية من أخذ مكانها بين الدول في الأمم المتحدة و سيجلس الي جانبها كما هو الحال اليوم في الاتحاد الافريقي و المؤتمرات الدولية.

المسألة تتجلي في الرهان علي الوقت و من يمتلك الإرادة الأقوي في التصحية و الصمود،

رهان حسمه الشعب الصحراوي منذ 20 ماي 1973.