يوم إفريقيا : الجزائر تدعو إلى ضرورة بذل جهود صادقة لإيجاد حل لقضية الصحراء الغربية يضمن حق شعبها غير القابل للتصرف في تقرير المصير.

الجزائر، 27 ماي 2020 (ECSAHARAUI)

جددت الجمهورية الجزائرية التعبير عن أسفها لعدم تحقق الدينامكية المرجوة في قضية الصحراء الغربية التي لم تعرف بعد طريقها إلى التسوية النهائية، رغم إشراف الأمم المتحدة ومجلس الأمن منذ سنوات على تطبيق مراحل خطة التسوية المرسومة لهذه القضية والمبنية على أساس حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير مصيره. 

وجاء في رسالة لوزير الشؤون الخارجية السيد، صبري بوقادوم بمناسبة الإحتفال بيوم إفريقيا، إنه لمن المؤسف أن نلاحظ أن مسار السلام الأممي يسلك منذ إستقالة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، طريقا محفوفا بالعقبات، مجددا الدعوة إلى ضرورة بذل جهود صادقة في سبيل البحث عن حل لقضية تصفية الاستعمار الوحيدة التي ما تزال معلقة في القارة الإفريقية. 

وفي هذا الصدد أعرب الدبلوماسي الجزائري، عن إدانته للمحاولات اليائسة لفرض سياسة الأمر الواقع في خرق صارخ للعقد التأسيسي للإتحاد الإفريقي وعقيدة الأمم المتحدة في مجال تصفية الاستعمار، مشيرا إلى أن هذه المناورات لن تنال من عدالة قضية الشعب الصحراوي.

وفيما يخص الوضع في ليبيا، أعرب الوزير عن إنشغال بلاده البالغ للتطورات الخطيرة التي تعرفها ليبيا في الأسابيع الأخيرة، والتي للأسف تؤكد تضارب الأجندات الإقليمية والدولية التي يبدو أنها لا تتفق إلا على إبقاء ليبيا على حالة الفوضى مسرحا للحروب بالوكالة وساحة لتصفية الحسابات على حساب دماء أبناء الشعب الليبي الشقيق. في ظل التدفق الكبير للسلاح نحو ليبيا وما يشكله من إنتهاك صارخ للقرارات الدولية، والذي لا يؤجج سعيـــر الـــــحرب الأهلية فحسب، بل يساهم في تسليح المجموعات الإرهابيـــة التي أضـحت تـهــدد أمن المنطقة، وتعرقل مسار التسوية السياسية لهذه الأزمة.

وفي سياق أخر، قال صبري بوقادون في رسالته، أن هذا اليوم يمثل مناسبة للإشادة بالآباء المؤسسين لمنظمتنا، وبجميع أولئك الذين ناضلوا ولا يزالون من أجل تجسيد الاندماج الإفريقي. كما يعد محطة نجدد فيها وفائنا لقيم و مبادئ منظمتنا والتزامنا بمواصلة مسار بناء إفريقيا المزدهرة والموحدة، ولحظة مواتية لتقييم الأشواط التي قطعتها قارتنا على درب الاستقرار و التنمية.


وأشاد كذلك بالجهود التي تبذلها القيادة الحالية للإتحاد الإفريقي برئاسة السيد سيريل رامافوزا، رئيس جمهورية جنوب إفريقيا الشقيقة، لبلورة رؤية إفريقية مشتركة وصياغة رد سريع يرتكز أساسا على دعم قدرات الدول الأعضاء، والتي من بينها خطوة إنشاء صندوق إفريقي لمجابهة تفشي هذا الوباء، كتجسيد آخر للهبة التضامنية الإفريقية من أجل دعم الجهود المشتركة للتصدي لهذه الجائحة وتعيينه في سبيل ذلك لخمسة مبعوثين أفارقة، من بينهم وزير المالية السابق، السيد عبد الرحمان بن خالفة، من أجل حشد الدعم الاقتصادي والمالي الدولي لتعزيز قدرات قارتنا  في مجابهة تحديات هذه الأزمة.

كما أكد بوقادوم، على إن الجزائر بعمقها الإفريقي ستبقى وفية للمبادئ و الأهداف السامية لمنظومتنا الإفريقية من خلال التزامها بترقية السلم وتعزيز قدرات قارتنا في التكفل بمشاكلها بنفسها، والمساهمة في مسار تجسيد التكامل الإفريقي. وما الأهمية التي توليها الجزائر للمشاريع المهيكلة مثل الطريق العابر للصحراء، والربط بالألياف البصرية وأنبوب الغاز بين الجزائر و نيجيريا، سوى دليل قاطع على رغبتها في تحويل الاندماج القاري إلى واقع ملموس، لاسيما  ضمن جهود مبادرة الشراكة الجديدة من أجل التنمية في إفريقيا التي مكنت قارتنا من امتلاك وكالة للتنمية « Auda-Nepad"، وهو المسعى نفسه الذي يندرج فيه قرار السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إنشاء الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن و التنمية (ALDEC) بهدف تكثيف دينامكية التعاون مع الدول الإفريقية الشقيقة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية و الإنسانية والثقافية و الدينية و التربوية و العلمية و التقنية.