مفوض السلم والأمن في الإتحاد الأفريقي يصف تقاعس الأمم المتحدة في تعيين مبعوث إلى ليبيا بـ"تأجيل الحل السلمي للنزاع".

أديس أبابا، 20 أبريل 2020 (ECSAHARAUI)
مفوض السلم والأمن في الإتحاد الإفريقي : إسماعيل شرقي


أعرب صباح اليوم الإثنين مفوض السلم والأمن في الإتحاد الإفريقي، الدبلوماسي الجزائري إسماعيل شرقي عن أسفه إزاء تقاعس الأمم المتحدة عن تعيين مبعوث جديد لها إلى ليبيا خلفا لغسان سلامة، الذي قدم إستقالته بداية الشهر مارس لإسباب صحية. 

وأضاف السيد شرقي في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أن هذا التقاعس يدفع نحو تأجيل الحل السلمي للنزاع الدموي في هذا البلد، ما ترتب عنه من آثاره وخيمة على الشعب الليبي خاصة في ظل الأزمة الصحية العالمية التي تسبب فيها وباء كورونا القاتل.

كما أشار المتحدث، أن مرور شهرين في ظل هكذا وضع، يطرح الكثير من التساؤلات لدى الفاعلين والمهتمين بالشأن الليبي، متسائلا، ما إذا كانت الجهود المبذولة تهدف فعلا إلى إيجاد حل نهائي للأزمة الليبية أم هي مجرد "مساعي أنانية" لتحقيق مصالح وأجندات ضيقة على حساب مصير الشعب الليبي".

وأمام هذا الوضع المأساوي الذي يعاني منه الشعب الليبي والمنطقة ككل، أعرب المسؤول عن الأمن والسلم في إفريقيا، عن أسفه الشديد على حالة وقف إطلاق النار في ليبيا وتلاشي الأمال والتوقعات التي تولدت عن مؤتمر برلين، بعد رفض الأطراف الليبية الإنصياع لنداءات الأمم المتحدة ورئيس الاتحاد الافريقي، سيريل رامافوزا، لوقف الإقتتال وفسح المجال للتعاطي مع وباء كوفيد 19 و تداعياته الاقتصادية والاجتماعية".

وفيما يخص إستمرار التدخلات الأجنبية، يرى السيد إسماعيل شرقي أن الوضع في الأراضي الليبية بات يفرض اليوم تحركا من قبل المجتمع الدولي للحد من تدخل بعض الأطراف التي تساهم بمواقفها وتحركاتها في دعم الأعمال العدائية التي من شأنها إفشال جهود ومساعي الإتحاد الإفريقي والأمم المتحدة الهادفة إلى دفع الأطراف لتوقيع وقف فعلي لإطلاق النار، لبحث سبل المصالحة وإنهاء هذا الصراع.    

هذا ومن جهة أخرى، عرج السيد شرقي على مخرجات الإجتماع الأخير لمجلس السلم والأمن الإفريقي الذي إنعقد الأسبوع الماضي، لبحث أوضاع السلم والأمن بالقارة في ظل تفشي جائحة كورونا، مشيراً إلى أن تداعيات الفيروس بالغة على السلم والأمن من جهة وعلى جهود المنظمة من أجل إسكات البنادق من جهة ثانية. 

مما يزيد وفق -المتحدث- من التخوف الكبير الذي يساور منظمة الإتحاد الإفريقي من إستغلال الجماعات الإرهابية والإجرامية الوضع الحالي لأجل مضاعفة أعمالها الإرهابية والإجرامية من تهريب و توظيف للعناصر وبعث الخوف ونشر المعلومات المضللة، في الوقت الذي تركز فيه كل أجهزة وقوات الأمن جهودها على تطبيق الإجراءات المتعلقة بهذه الجائحة التي تعصف بالعالم.