لماذا تم تأجيل قمة الشراكة بين الإتحاد الأفريقى و جامعة الدول العربية؟


كانت قمة الشراكة بين الإتحاد الأفريقى و جامعة الدول العربية مبرمجة فى شهر مارس و قد أعلنت السعودية، الدولة المضيفة، عن إنعقادها يوم 16 من الشهر القادم بمدينة الرياض إلا أن إعلانا عن تأخير جديد لإنعقادها تم نشره يوم امس من لدن الجامعة العربية.

التأخير جاء هذه المرة بطلب من الإتحاد الأفريقى الذى لم يرضيه تحديد تاريخ القمة الخامسة بين المنظمتين بصفة أحادية من جانب الدولة المضيفة و جامعة الدول العربية دون التنسيق مع مفوضية الإتحاد الأفريقى.

و كانت لجنة الممثلين الدائمين قد عبرت عن رفضها لتصرف الطرف العربى و اعتبرته تجاوزا غير مقبول فى إطار العلاقات الثنائية المؤسساتية بين المنظمتين.

هذا الشعور على مستوى الإتحاد اكدته أمام القمة ال33 وزيرة خارجية جنوب أفريقيا التى تتولى بلادها رئاسة المنظمة و أكدت أن المسألة تعنى كرامة الطرف الأفريقى الذى لا يقبل أن يقوم طرف شريك مهما كان بتحديد رزنامة أو اجندة من جانب واحد فى موضوع مثل الشراكة التى تهم علاقات ثنائية لا تقبل الإملاءات من أي طرف.

و تجدر الإشارة إلى أن موضوع الشراكة بين الإتحاد الأفريقى و جميع أنواع الشركاء الأجانب قد شكل منذ إنضمام المملكة المغربية إلى الإتحاد الأفريقى موضوع صراع كبير فيما يتعلق بمسالة التمثيل و الحضور .

هذه المعركة التى استمرت ثلاث سنوات تم حسمها نهائيا خلال القمة ال33 لصالح الإتحاد الأفريقى و الجمهورية الصحراوية ضد مؤامرة البلقنة و التقسيم التى تزعمها المغرب من داخل الصفوف بتاييد من قوى خارج القارة قامت بتحريك عدد من بيادقها لهذا الغرض إلا أن صلابة و يقظة القوى الأفريقية الوازنة أحبط تلك المؤامرة.

قرار القمة الثالة و الثلاثين الذى يقضى بمشاركة جميع الدول الاعضاء بدون إستثناء و بمساواة تامة فى قمم الشراكة شكل انتصارا تاريخيا للدولة الصحراوية التى أثبتت للمحتل المغربى أن عليه أن يتعلم كيف يتعايش مع جارته المباشرة من الجنوب و أن كل مناوراته و شطحاته ستكلفه أموالا طائلة و مضيعة للوقت و الخسارة الحتمية فى النهاية.