وثائق سرية : وكالة الإستخبارات الأمريكية تكشف أسباب تخلي إسبانيا عن الصحراء الغربية لصالح النظام المغربي.


رفعت وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية “CIA” السرية عن وثائق تكشف  الأسباب التي دفعت اسبانيا للتخلي عن الصحراء الغربية التي كانت تحتلها لصالح الإحتلال المغربي.

ووفقًا للوثائق التي أميط عنها اللثام، لعب الملك الإسباني خوان كارلوس الذي كان أميرا حينها، دورا مهما في هذا الملف، لدرجة أن الوثائق الأمريكية تصفه كأحد أكثر المخبرين قيمة في الولايات المتحدة، حيث كشفت عن معلومات سرية تتعلق باتصالاته وتنسيقه في مدريد، مع السفير الأمريكي ويلز ستابلر.

وتشير الوثائق التي تحصل ECSaharaui عليها أن خوان كارلوس وافق على تسليم الصحراء الغربية إلى المغرب، في مقابل الدعم الأمريكي الذي سيحصل عليه ليصبح ملكا للبلاد.

وتظهر هذه الوثائق أنه كيف ذهبت مجريات الأحداث في منتصف السبعينات لغير صالح المصالح الأمريكية، حيث انتصرت ثورة القرنفل في البرتغال، واقترب الشيوعيون من أن يصبحوا جزءًا من الحكومة في إيطاليا، وفي اليونان تنهار الديكتاتورية العسكرية، وفي إسبانيا، كان الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو يسيطر على البلاد، حيث كون كل هذا صورة مقلقة للغاية بالنسبة للمصالح الأمريكية ولأهدافها المتمثلة في تقويض و كبح الشيوعية والاشتراكية.

وتبرز أنه في عام 1975 تم إطلاق مشروع سري لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية يهدف إلى انتزاع مقاطعة إسبانيا الثالثة والخمسين أي الصحراء الغربية، لأنها ليست فقط منطقة غنية بالفوسفات والحديد والنفط والغاز، ولكنها ذات قيمة كبيرة على المستوى الجيوستراتيجي.

وأشارت وثائق “CIA” أن عدم الاستقرار في إسبانيا بسبب مرض الدكتاتور فرانسيسكو فرانكو شكل عاملاً أساسيًا في تنفيذ المسيرة الخضراء التي شارك فيها أزيد من 350 ألف مغربي لأجتياح المنطقة.

وهنا يأتي دور خوان كارلوس الأول ، الذي أصبح أحد المقربين للولايات المتحدة ، وكان يرسل معلومات سرية عن جميع الحركات التي ينوي فرانكو القيام بها في الإقليم.

وتوضح بعض الوثائق، أن الأمير آنذاك خوان كارلوس كشف معلومات سرية عن خطط إسبانيا في الصحراء الغربية كقوة لعبت دوراً رئيسياً في هذا الصراع، لدرجة أنها تصفه بأنه قام بخيانة عظمى.

وأكدت أن خوان كارلوس قام بهذه الخطوة على أمل حصوله على الدعم الأمريكي اللازم ليصبح حاكما للبلاد بعد وفاة فرانكو.

وكان على اتصالات مباشرة آنذاك بالسفير الأمريكي في إسبانيا ويلز ستابلر ، الذي كان له اتصال مباشر بالبيت الأبيض ومع رئيس وزارة الخارجية هنري كيسنجر، الذي بعث برقية إلى السفير الأمريكي في مدريد بقول فيها:

يجب التعامل مع جهات الاتصال الخاصة بك مع الأمير بأقصى درجات التقدير هذه التقارير ذات قيمة كبيرة للولايات المتحدة وسنبذل قصارى جهدنا لضمان التعامل معها بشكل مناسب في المستقبل.

وتشير هذه الوثائق أنه في 31 أكتوبر 1975 ، تولى خوان كارلوس القيادة بالنيابة بسبب مرض الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو، وكانت  إحدى أكثر القضايا إلحاحًا التي يجب معالجتها هي قرار الملك الحسن الثاني ملك المغرب بتنظيم المسيرة الخضراء.

وترأس خوان كارلوس أول مجلس وزراء له، وأظهر عزمه على توليه المسؤولية المباشرة في قضية الصحراء الغربية.

وقام خوان كارلوس بإرسال رجل ثقته مانويل برادو وكولون، إلى واشنطن  لكسب الدعم الأمريكي، وبالتالي تجنب الصراع مع المغرب الذي يطمع في ضم الاقليم.

وتبرز نفس الوثائق أنه بهذه الطريقة، توسط كيسنجر مع الحسن الثاني ، وفي النهاية تم توقيع الاتفاق السري الذي سيقدم به خوان كارلوس الصحراء الغربية إلى المغرب، في مقابل أن تصبح الولايات المتحدة حليفته وداعمة له في السلطة.

وبذلك نظمت المسيرة الخضراء في 6 نونبر 1975 وكان كل شيء على استعداد وتنظيم مسبق، خاصة أن الولايات المتحدة وفرنسا تواقتان لاحتلال المغرب للصحراء الغربية، في إطار عدائهما للاتحاد السوفياتي الذي كان حليفا للجزائر وجبهة البوليساريو.

وتؤكد الوثائق أن خوان كارلوس اتفق مع الحسن الثاني على شروط تسليم الاقليم، ففي إحدى الوثائق التي رفعت عنها السرية، اتصل السفير الأمريكي في إسبانيا بواشنطن وأبلغها أن مدريد والرباط اتفقتا على أن المتظاهرين لن يدخلوا سوى بضعة أميال، وأنهم سيبقون لفترة قصيرة على الحدود ، حيث لا توجد القوات الإسبانية، وسيسمح خوان كارلوس لوفد مغربي مكون من 50 شخصية من الدخول إلى المنطقة.