رئيس لجنة العلاقات الخارجية لجبهة البوليساريو ينعي الدبلوماسي سلامة هنان.



"مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا" صدق الله العظيم. 
تلقيت، بكثير من الحزن والأسى فاجعة رحيل اخينا ورفيقنا المشمول برحمة ومغفرة وثواب العلي القدير  سلامة هنان سفير الجمهورية الصحراوية بنيكاراغوا. برحيله، تطوى واحدة من أكثر سير دبلوماسيينا اشراقا وعطاء وبذلا في ساحات النضال ومقارعة الاعداء في مختلف العواصم وضمن المستويين الثنائي والمتعدد الاطراف. 
المرحوم دخل النضال الدبلوماسي سنة 1978، متطوعا في مهمة استكشافية كممثل للجبهة في فيينا، وكنت حينها مسؤول قسم أوروبا. كان ذلك اول عهدنا بالنمسا، وكان المرحوم لا يتكلم الالمانية لغة البلد، وبدون إمكانيات مادية. بعد أقل من سنة أصبحت الجبهة ضيفا مرموقا على مؤتمرات وأنشطة الحزب الحاكم وتستقبل قياداتها من طرف المستشار النمساوي كرايسكي. وبعد فترة وجيزة تمكن الشهيد المرحوم سلامة هنان من جلب مشاريع دعم إستراتيجية لمخيمات العزة والكرامة وابرزها بناء مدارس ابتدائية في كل الولايات والوحدات السكنية من الخيم وبرامج تكوين المربيات.. الخ، إضافة الى الدعم السياسي. أما في امريكا اللاتينية فقد كان بحق ابرز وجوه الشعب الصحراوي الحاضرة في كل المحافل والمعارك في تلك القارة البعيدة جغرافيا والقريبة سياسياً وكذا في دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ابان خلالها عن موهبة خارقة في صنع العلاقات العامة. 
هي خسارة حقيقية، على المستوى العام وعلى المستوى الشخصي بالنسبة لي فقد ربطتنا علاقة وطيدة خاصة.  لكن عزاءه وعزاءنا اننا على العهد باقون وان تضحياته وغيره من شهداء القضية تبقى مصابيح وضاءة تنير الطريق أمامنا والاجيال القادمة.  اعزي عائلة الفقيد في هذا المصاب الجلل والأسرة الدبلوماسية الصحراوية والشعب الصحراوي قاطبة. 

اللهم استقبل المرحوم سلامة هنان عندك خالٍ من الذنوب والخطايا، وأنت راضٍ عنه غير غضبان عليه. اللهم أنزل نوراً من نورك عليه. اللهم نوّر له قبره، ووسع مدخله، وآنس وحشته. عظم الله أجركم.

امحمد خداد
عضو الأمانة الوطنية، رئيس لجنة العلاقات الخارجية للجبهة.