النص الكامل للبيان أشغال المؤتمر الـ15 لجبهة البوليساريو



انعقد المؤتمر الخامس عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية  الحمراء ووادي الذهب ، مؤتمر الشهيد البخاري أحمد باريكلا في الفترة مابين التاسع عشر و  الرابع والعشرين ديسمبر2019   ببلدة  التفاريتي المحررة  تحت شعار : كفاح ، صمود و تضحية لاستكمال  سيادة الدولة الصحراوية .

 وتماشيا ومقتضيات القانون الأساسي للجبهة ، فقد أخذ المؤتمر إسم الشهيد البخاري احمد باريكلا ، أحد أبناء  الجبهة الشعبية لتحرير الساقية  الحمراء ووادي الذهب البررة ، والإطار المخلص الذي انخرط في مسيرة الكفاح الوطني ضد الاستعمار الإسباني والاحتلال المغربي حتى وافاه الأجل.

إن قرار الجبهة الشعبية لتحرير الساقية  الحمراء ووادي الذهب بعقد مؤتمرها الخامس عشر ببلدة التفاريتي المحررة  في الظرف الحالي ، لذو دلالات ومعاني سياسية ، إجتماعية ، عسكرية وأمنية تكرس ممارسة الدولة الصحراوية  لسيادتها على ترابها  الوطني المخضبة بدماء أماجد ثورة العشرين ماي ، الذين رسموا طريق النصر والحرية لشعبنا وفي مقدمتهم شهيد الحرية والكرامة  الولي مصطفى السيد والشهيد الرئيس محمد عبد العزيزوشهداء  مسيرة الكفاح  الذين شقوا طريق النصر وبناء أسس الدولة الصحراوية .

يشيد المؤتمر بكرم ضيافة  الناحية العسكرية الثانية وجميع مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي  وكذا ببلدية التفاريتي  وجميع سكان الأراضي المحررة من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.

إنعقد  المؤتمر الخامس عشر للجبهة،بحضور وطني  نوعي ومتميز  لمناضلات ومناضلي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، ممثلين لكل  نقاط الفعل والتواجد الوطني الصحراوي : مخيمات العزة والكرامة والأراضي المحررة ومن مناضلي إنتفاضة الإستقلال والجالية الصحراوية عبر العالم ، معبرين  عن التفافهم وتشبثهم  بطليعتهم الصدامية الجبهة الشعبية  لتحرير الساقية  الحمراء  ووادي الذهب .

وقد سارت نقاشات المؤتمرين في جو من الحرية والديمقراطية  ، بمشاركة متميزة لمختلف  الفئات  العمرية ،وخاصة الشباب مع الحضور  الهام للمرأة .و عكف المؤتمرون بالدراسة والتحليل على  مختلف القضايا ذات الصلة  بالقضية الوطنية ،اعتمدت الصراحة  والنقد البناء  والمقاربات المسؤولة  للوقوف على المكاسب العديدة ومكامن الضعف واستشراف  آفاق  البناء  والتحرير.

و استعرض المؤتمر عديد المكاسب  التي حققها شعبنا  خلال مسيرة  إستمرت لأزيد من أربعة عقود أساسها الإصرار وصمود الجماهير المؤمنة منذ البداية بمعادلة الشهادة أو النصر  والمتمسكة بالوحدة الوطنية  والواثقة  في قدرات جيش التحرير الشعبي  الصحراوي بإعتباره الضامن للنصر والدرع  الواقي  والحامي

للمشروع الوطني ، والجاهز لكل الخيارات المشروعة الكفيلة بتحقيق هدف شعبنا في الحرية والاستقلال.

يقف المؤتمر وقفة إجلال وعرفان  لجماهيرإنتفاضةالإستقلال وما تصنع من ملاحم يوميا ،  وهي  عزل في مواجهة قوات الاحتلال المغربية ، مؤكدة أن جذوة  النصر باقية  وأن ضوء الإبداع  والإبتكار عند المقاومة السلمية الصحراوية لايتلاشى مهما كانت الظروف والتحديات .

إن حضور وفود حكومية  وحزبية  وبرلمانية  وأخرى عن المجتمع المدني من مختلف القارات  له دلالة  على التأييد الواسع الذي تحظى به القضية الصحراوية.

إن المساعي الدولية التي تزامنت مع المواجهة العسكرية المباشرة بين جيش التحرير الشعبي الصحراوي وقوات الاحتلال المغربي على مدار  ستة عشرسنة  من الحرب الشرسة  أفضت  الى مفاوضات  تحت اشراف منظمتي  الامم المتحدة  والوحدة الافريقية انذاك ، نتج  عنها التوقيع على اتفاقية سلام تحت اسم مخطط التسوية  الذي بموجبه  أنشئت البعثة الأممية لتنظيم إستفتاء  تقرير  مصير الشعب الصحراوي ، بعد دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ في السادس سبتمبر  1991.

ويسجل  المؤتمر بكل أسف أن بعض الأطراف من داخل مجلس الأمن وخاصة فرنسا  لم تدخر جهدا  لعرقلة تطبيق الاتفاق السالف الذكر في تواطؤ واضح ومفضوح  مع الاحتلال المغربي،  الشيء الذي أجل  الى حد الساعة  تنظيم استفتاء تقرير المصير ، كما يسجل المؤتمر أن هذه العرقلة  تهدف الى مصادرة  حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال ، موظفة مفاهيم ومصطلحات نقيضة للطبيعة القانونية لقضية الصحراء الغربية، بإعتبارها مسألة تصفية إستعمار ، وهو ما شجع  الطرف المغربي المعتدي على التمادي في سياسة  العرقلة والتملص من إلتزاماته والتمرد المستمر على الشرعية الدولية.

لقد أجمع المؤتمرون على  أن أي  محاولة  للمساس بحقوق الشعب الصحراوي المشروعة وتحديدا  حقه غير القابل للتصرف  في تقرير المصير والإستقلال  ،تعتبر مرفوضة جملة وتفصيلا ، وتشكل خطا أحمرا لايمكن  تجاوزه. وفي هذا المقام يعبر المؤتمر عن دعمه التام والقوي للقرار الذي اتخذته الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب يوم الثلاثين اكتوبر 2019 بخصوص ضرورة اعادة النظر في مشاركتها في عملية السلام التي ترعاها الامم المتحدة ، كما يكلف المؤتمر القيادة المنبثقة عنه ، اتخاذ القرارات الحاسمة والإجراءات الكفيلة  التي تضمن الإنجاز العاجل للمهمة التي أنشأت  من أجلها بعثة المينورصو ، مع الضرورة  الملحة أن تتمع البعثة الاممية بكل الصلاحيات حسب المقاييس الدولية لبعثات السلام الأممية، وتلتزم على قدم المساواة ، بالتعامل مع الطرفين، وأن تتكفل بحماية  حقوق الإنسان والتقرير عنها ، ووقف نهب الثروات الطبيعية.

إن الشعب الصحراوي لن يقبل أبدابإستمرار وضعية الجمود الحالية ، و أن تتحول المينورصو  من بعثة أممية تهدف إلى تصفية  الإستعمار  من  الصحراء الغربية  كآخر مستعمرة  في إفريقيا ، إلى  مظلة لحماية وتشريع الإحتلال .

 يؤكد المؤتمر على تشبث  الشعب الصحراوي بممارسة سيادته على كامل ترابه الوطني إنسجاما  مع القرارات الدولية والأحكام الصادرة  عن محكمة لاهاي والمحاكم الأوروبية ، وكذا الرأيين القانونيين لكل من الأمم المتحدة  والإتحاد الافريقي . وفي هذا الإطار يدين المؤتمر بشدة الخرق المغربي المتواصل لبنود الإتفاق العسكري رقم واحد ،خاصة إستمرار وجود  الثغرة غير القانونية في منطقة الكركرات.

وإذ يشيد المؤتمر بموقف الإتحاد الافريقي الثابت  إلى جانب حق الشعب الصحراوي في الحرية والإستقلال ،فإنه يسجل أن إنضمام  المملكة المغربية إلى منظمتنا القارية  وجلوسها جنبا إلى جنب مع الجمهورية  الصحراوية،يؤكد أن الدولة الصحراوية ،حقيقة وطنية،قارية ودولية لا رجعة فيها،وما حضورها لكل قمم و

مؤتمرات الشراكة ،إلا دليل قاطع على ذالك.

 يستغل الشعب الصحراوي فرصة انعقاد مؤتمر الجبهة، ليوجه نداءإلى الإتحاد الإفريقي لإلزام المملكة المغربية العضو الجديد الأنصياعلمبادئ وأهداف القانون التأسيسي للإتحاد وخاصة  مبدأ  إحترام الحدود القائمة  عند الإستقلال  والإمتناع عن  ضم  الأراضي  بالقوة  وفض النزاعات بالطرق السلمية .

وعلى صعيد آخر، يثمن المؤتمر قرارات  محكمة العدل الأوروبية الثلاث( ديسمبر 2016  وفبراير ويوليوز 2018)، ويطالب القيادة المنتخبة،الإستمرار في المرافعة على مستوى المحكمة الأوروبية للدفاع عن سيادة الشعب الصحراوي على ثرواته الطبيعية.

إن المؤتمر وهو يذكر الدولة الإسبانية بمسؤولياتها  التاريخية والقانونية والأخلا قية القائمة إتجاه الشعب الصحراوي ووضع حد لمعاناته ، يثمن بالمقابل مواقف ودعم شعوب الدولة الإسبانية والمجتمع المدني الإسباني للقضية الصحراوية العادلة ،وهو ماعكسته الهبة التضامنية مع الشعب الصحراوي على إثر البيان المخزي لوزارة الخارجية الإسبانية  في تواطؤمع الإحتلال المغربي ، الهادف إلى تقويض التضامن  مع الشعب الصحراوي ، باللجوء إلى الإفتراءات والترويج لدعاية المحتل.

وفي الوقت الذي يؤكد المؤتمر ، تمسك الطرف الصحراوي بتنفيذ إلتزاماته الدولية وفي إطار الإتحاد الإفريقي لضمان السلم و الأمن والإستقرارفي المنطقة، يعبر عن انشغاله الشديد للدورالسلبي الذي باتت تلعبه المملكة المغربية على مستوى أمن وإستقرار المنطقة من خلال تأزيمها  للعلاقات الثنائية مع دول الجوار وإغراقها  بالمخدرات التي لم تعد آلة تدمير وقتل بطيء فقط وإنما مصدر التمويل الأول  للجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية التي تنشط في منطقة الساحل وفي المنطقة عموما .

يقف المؤتمرون إجلالا وإحتراما  للشعوب والحكومات ومختلف الأوساط التي آزرت وساندت الشعب الصحراوي على مدار كفاحه  التحرري،  ويخص في هذا الإطار بالعرفان والإمتنان بلد المليون ونصف مليون شهيد ، الجزائر الشقيقية  التي إحتضنته ورافعت عن حقه الثابت في الحرية وتقرير المصير ،إنطلاقا  من   قرارات الشرعية الدولية  ومبادئ وقيم  ثورة الفاتح من نوفمبر.

واختتم المؤتمر الخامس عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب، اشغاله بالمصادقة على  القانون الأساسي  للحركة  وبرنامج العمل الوطني وتبني مجموعة من الرسائل والتوصيات وانتخاب  الأمين العام وأعضاء الأمانة الوطنية.

وأخيرا ، فإن المؤتمر الخامس عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ،مؤتمر الشهيد البخاري أحمد ،يدعو  الشعب الصحراوي إلى استحضار  حساسية  المرحلة  والتحلي بروح اليقظة،استمرارا ووفاء لأرواح شهداء المسيرة الوطنية ، كما يهيب بالجميع مواصلة زخم الاستعداد والتجند  في مختلف مواقع النضال الوطني والتأهب لكل الاحتمالات .

كفاح ، صمود وتضحية لاستكمال سيادة الدولة الصحراوية