إسماعيل ولد الشيخ والإصرار على تبني موقف الحياد السلبي تجاه قضية تصفية الإستعمار في الصحراء الغربية.

إسماعيل ولد الشيخ (وكالات)


مدريد (إسبانيا) 08 نوفمبر 2019 :  قال وزير الشؤون الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ في مؤتمر صحفي، أن بلاده تفضل من الآن فصاعدا عدم الحديث في موقف عدم الإنحياز في ما يخص قضية ''الصحراء''، كون موريتانيا كما يزعم نشطة ومهتمون ولكن لا يؤيدون ولا ينحازون إلى أي طرف، كما أضاف ذلك بدلا من الحياد الذي يشير إلى إلى موقف سلبي، نحن لسنا متفرجين ونريد أن نرى هذا النزاع يحل في أسرع وقت ممكن، لأن الوقت قد حان لإيجد حل عادل ودائم مقبول لدى جميع الأطراف لهذا الصراع الذي تسبب في معاناة هائلة للشعوب وتسبب بتجميد الإتحاد المغاربي.

التصريح غير المتزن الذي أدلى به الوزير  إسماعيل ولد الشيخ والمفردات التي إعتمدها في حديثه بالإضافة إلى طبيعة العلاقات بين موريتانيا وطرفي النزاع في الصحراء الغربية مناقض وبشكل صريح وواضح لما أسماه عدم تأييد أو إنحياز سواء إلى جبهة البوليساريو أو لدولة الإحتلال المغربية، كيف يمكن أن يفسر لنا السيد هذا الحياد في وجود سفارة للمغرب في بلده وغياب مثيلتها للجمهورية الصحراوية التي تعترف بها نواكشوط منذ 27 فبراير 1984؟  وهل الحياد حد قوله يعني ترديد مصطلحات ضبابية وغير مفهومة كما يتبناها نظام الإحتلال المغربي فيما يخص الصحراء الغربية، بالقول صراع ''الصحراء'' دون حتى إستعمال الوصف القانوني للإقليم والمعترف به دوليا كما هو مسجل لدى الأمم المتحدة وفي الدعوة التي وجهت إليها من قبل الأمم المتحدة للمشاركة في مباحثات جنيف الأخيرة؟ 

قول ولد الشيخ، أن بلاده نشطة ومهتمة بالنزاع في الصحراء الغربية، بعيد كل البعد عن الحقيقة والواقع، لسببين رئيسيين الأول: هو أن أي نشاط أو إهتمام جاد بالنزاع لا يمكنه بأي حال من الأحوال أو تحت أية ذريعة أن يكون خارج إطار القانون والشرعية الدولية ؟
والثاني: هو تحاشي المتحدث الحديث أو حتى الإشارة إلى حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير مع العلم أن قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي كلها أقرت به ونصت عليه كشرط وممر إجباريا لأي حل متفق عليه من لدن الطرفين جبهة البوليساريو والمغرب. وليس ''جميع الأطراف'' كما جاء على لسان السيد الوزير وهي العبارة التي لطالما كررها نظام الإحتلال وآلته الدعائية.

إن قول السيد إسماعيل ولد الشيخ،  إستمرار النزاع سبب في تجميد إتحاد المغرب العربي، والحديث عن حل للنزاع دون تبني خطة حل تحترم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير أو التشديد على الشرعية الدولية بدا وبشكل جلي أنه يغرد خارج سرب المنتظم الدولي. ويؤكد لنا ضعف هذا الدبلوماسي وضبابية موقفه من قضية الصحراء الغربية التي جعلته يجهل تماما بأن المنطقة بأسرها لها مصير مشترك وأن الحرب إذا ما تم الرجوع إليها فإن المنطقة ككل ستعاني من تداعياتها وبالدرجة الأولى دولة موريتاني الجارة وشعبها الشقيق لأسباب عديدة، قد يكون الوزير أدرى بها من غيره.

إننا وأمام هذه الحالة الإستثنائية للسيد ول الشيخ، مطالبون بتقديم توضيح لمعالي الوزير لعلها تفيده، فيما يخص الفصل بين الإنحياز الذي تناه وبشكل واضخ وغير مبرر  من خلال مصطلحات مقتبسة من قاموس نظام الإحتلال المغربي الطرف الأخر في النزاع. والحياد الذي يعني عدم الإنحياز لطرف عن أخر أو الموضوعية وفي أدنى الحالات تبني موقف اللاموقف أو الوسط، أي في حالة الصحراء الغربية تبني موقف الأمم المتحدة المؤسس على الشرعية والقانون الذي يؤطر العلاقات بين الأمم وكذلك المنظمات والأفراد.