روسيا الإتحادية تشدد على تسوية النزاع في الصحراء الغربية وفق ماهو متفق عليه مسبقا، ورفض أية تعديلات من شأنها تقويض لعمل المجلس.

 فلاديمر سافرونكوف، نائب المندوب الدائم لروسيا الإتحادية لدى الأمم المتحدة 

نيويورك (و.ا. الأمريكية) 31 أكتوبر 2019: أوضحت روسيا الإتحادية عقب إمتناعها التصويت لصالح قرار مجلس الأمن رقم 2494 (2019) بشأن الصحراء الغربية، راجع لمجموعة من الأسباب أبرزها التعديلات التي ترى بأنها تلحق الضرر بمبدأ الحياد من قبل المجلس، كون الترتيبات المتفق عليها مسبقًا غير واضحة، على وجه الخصوص المعايير التي تحدد نموذج التسوية وتنص على ضرورة التوصل إلى حل مقبول من لدن الطرفين من شأنه أن يضمن تقرير المصير للشعب الصحراوي في إطار الإجراءات المرتبطة بأحكام ومبادئ الأمم المتحدة الميثاق.

البيان الشفهي الذي ألقاه نائب المندوب الدائم لروسيا الإتحادية لدى الأمم المتحدة السيد فلاديمر سافرونكوف، عقب جلسة التصويت في مجلس الأمن، قال فيه أن بلاده لم تتفق أبدًا على مثل هذه التعديلات من قبل، ولا يمكن بأي حال من الأحوال دعمها، لأن إستبدال المبادئ الأساسية للتسوية في الصحراء الغربية  بملاحظات عامة حول الحاجة إلى التمسك بمناهج ''واقعية والاستعداد للتسوية'' التي جاءت في نص القرار، تخلق حالة من الغموض وتقوض الثقة في عمل المجلس، كما تخفي كذلك آفاق العملية السياسية في الصحراء الغربية التي نحن بصدد دفعها إلى الأمام. 

إن روسيا يضيف سافرونكوف، تدرك جيدا أن المهام المدرجة في ولاية البعثة لا تزال بحاجة إلى حل. وفي الوقت نفسه، تعتقد أن القرارات ذات الصلة يجب ألا تحاول تحديد إتجاه المفاوضات التي تتم تحت رعاية الأمم المتحدة أو تعديل النهج المتفق عليه مسبقًا الذي أقرته القرارات السابقة لمجلس الأمن. وإذ تعيد التأكيد على موقفها الثابت والمتماسك. وتأييدها لسياسة متوازنة وغير متحيزة فيما يخص تسوية نزاع الصحراء الغربية ودعم المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليساريو.

من جهة أخرى، أشارت روسيا الإتحادية بصفتنا عضوًا دائمًا في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وعضواً في مجموعة أصدقاء الصحراء الغربية، حرصها الحافظ على إتصالات نشطة مع جميع أصحاب المصلحة المعنيين، معربة عن قناعتها بأنه لا يوجد سوى حل مقبول من قبل الطرفين ودائم يستند إلى قرارات الأمم المتحدة ويتوافق مع أحكام ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، يلبي مصالح الاستقرار والأمن الإقليميين حتى لا يترك للقوى المتطرفة إستغلال الفراغ في عملية السلام الذي بات يؤثر سلبًا على الوضع العسكري والسياسي في المنطقة بأسرها.

هذا وبعد إشادتها الجهود التي بذلها الرئيس الأسبق هورست كولر، بصفته المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للحفاظ على الحوار بين الطرفين، تتطلع روسيا لتعين مبعوث شخصي جديد للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، وكذلك إحراز تقدم في الترتيب لجولة محادثات أخرى بمشاركة الدول المجاورة في جنيف، مجددة إستعدادها بذل جهود قوية لدعم عملية السلام وضرورة مشاركة الجميع في حوار بناء دون شروط مسبقة مع الإلتزام بتحقيق حلول مقبولة من قبل الطرفين.