اليأس يدفع بطل المغرب في رياضة التايكواندو إلى الهجرة بطريقة غير شرعية نحو إسبانيا ويلقي بميداليته في عرض البحر.

أنور بوخرصة، بطل المغرب في رياضة التايكواندو على متن قارب الهجرة غير الشرعية. 

الرباط (المغرب) 26 أكتوبر 2019: خلف شريط فيديو تداولته الأغلبية الساحقة  من المغاربة رواد مواقع التواصل الاجتماعي، يوثق للبطل المغربي السابق في رياضة التايكواندو أنور بوخوصة، يرمي في عرض البحر الميدالية الذهبية، أثناء مغادرته المغرب، متجه إلى إسبانيا، -خلف- موجة من الردود القوية بشأن يأس الشباب المغربي جراء الوضع الاجتماعي والاقتصادي الكارثي والمزري الذي يعيشه هذا البلد التعيس.

شريط الفيديو القصير المتاح على صفحة تلفزيون العربي على الفيسبوك منذ 24 أكتوبر 2019، يظهر بطل لعبة التايكواندو سابقاً أنور بوخرصة، على قارب صغير للهجرة غير الشرعية رفقة مجموعة من الشباب المغاربة، يلقي الميدالية خلفه في البحر أمام الكاميرا ويرفع بيده شارة النصر  "V" فيما يشبه إنتصاراً على سياسية التهميش والحرمان التي تطال الشعب المغربي والتخلص من ديكتاتورية محمد السادس.  

 "لقد رأينا الموت بعد أربعة أيام في البحر، ولكن وصلنا أخيرًا إلى جزيرة لانثاروتي (جزر الكناري)" ، هذا ما قاله الشاب الزومك، أحد الشباب ضحايا نظام الظلم القائم في مملكة محمد السادس، لوسائل الإعلام المغربية، مضيفاً أن هدفه هو ضمان مستقبله من خلال مواصلة حياته المهنية في إسبانيا.

''عدم المساواة والاكتئاب واليأس''

يرى متتبعون للشأن المغربي، أن قصة أنور بوخرصة ماهي إلى مثال حي تعكس الحالة الذهنية للشباب المغربي الذي يعاني في ظل إنعدام المساواة وحقوقهم الأسياسية كمواطنين، وقد لوحظت العديد من الحالات المماثلة في السنوات الأخيرة،  على سبيل المثال قبل بضعة أيام فقط، ظهر لاعب كرة قدم مغربي شاب في صورة فوتوغرافية على متن قارب للهجرة غير الشرعية.

كما تعيد القصة الحادث المأساوي لبطل رياضة الكيك بوكسينغ، الذي فقد حياته في عرض البحر، إثر محاولة الهجرة نحو ساحل إسبانيا في أوائل عام 2019، وكذلك تخلي لاعب مغربي عن فريقه ورفضه العودة إلا البلاد عقب مشاركته في إحدى المباريات التي أقيمت على أرض إسبانيا سنة 2018.

لقد ظل الساحل المغربي طريقًا مفضلاً للمهاجرين غير الشرعيين، خاصة القادمين من بلدان غرب إفريقيا، إلا أنه وخلال العشرة سنوات الأخيرة إرتفعت بشكل كبيرة نسبة المهاجرين الشباب المغاربة والمغامرة بأرواحهم هربًا من الواقع المرير في ضيعة محمد السادس، بسبب الغياب الكلي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية التي إنعكست سلبا على ظروف عيش الأغلبية الساحقة من الشعب المغربي، خاصة فئة الشباب.

وتجدر الإشارة إلى أنه وفي أوائل أكتوبر، عُثِرَ في السواحل المقابلة لمدينة الدار البيضاء الملقبة بالعاصمة الإقتصادية للمغرب، على 16 جثة، قيل أنها كانت رفقة 50 شابًا على متن قارب للهجرة السرية نحو إسبانيا قبل غرقه في عرض البحر.