رأي | سعيداني يغازل المملكة المغربية على حساب الشعب الصحراوي، ويفعلها، ليس فقط من خارج الجزائر، إنما من باريس؛ الحامي الرسمي للدكتاتورية المغربية.


رأي | بقلم محمد حنيني سعيد/ECS 

مدريد، 23 اكتوبر. التصريح المغالط للسياسي السابق في حزب جبهة التحرير الجزائري لم يأتي من فراغ، فالظرفية التي تمر بها الدولة الجزائرية بعد الحراك وسطوع دور السلطة القضائية في محاسبة الفاسدين من السياسيين السابقين، هدّد ومازال يهدد مستقبل بعد الساسة كسعيداني، ومن المنطقي أن يبحثوا عن مخرجٍ ينجيهم من سوط العدالة وإرادة الشعب.

تصريحات سعيداني تأتي في إطار تغيير خطابه السياسي نظرا للتّغيّر الذي تشهده البلاد. وكغيره من السّيّاسيين المتهمين بتورتطم في قضايا فساد،  عملوا، منذ أن شُدّ الخناق عليهم، على نقطتين أساسيتين: الأولى تكمن في مغازلة الحراك الشعبي والمؤسسة العسكرية والقضائية، لعل هذا الغزل يشفع لهم في تجنب صدور أي قرار يمسهم. أما الثانية والتي تأتي "كخطة B"، فهي ضمان معبر آمن لعدم الخضوع لإرادة الشعب في حالة إعلان السلطة القضائية استدعائهم للمثول أو صدور مذكرة وتوقيف دولية في حقهم.

فعمار سعيداني منذ أن حرّك الحراك خوفه من العدالة وهو يغازل الشعب والجيش، وفي نفس الوقت، وهذه المرة من فرنسا و على حساب الشعب الصحراوي، غازل المملكة المغربية لضمان بلدٍ يمكن له اللجوء إليه في حالة استدعائه للمحاكمة أو توقيفه دوليا.

ولقد طبّل النظام المغربي على هذه التصريحات وقولبها لرأيه العام وحتى للرأي العالمي بأنها انتصار تاريخي له، كما أعطى  لسعيداني من الأهمية الإعلامية مايعكس انه مرحب به في المملكة كغيره من السياسيين الذين يدافعون عن نظرياته الإحتلالية في خصوص الصحراء الغربية وخاصة ونحن نتحدث عن شخصية كان لها وزن في سياسة الحليف الأول للصحراويين.

وفي حالة لجوء سعيداني للمغرب هروبا من الشعب الجزائري سيتم عصره كالبرتقالة للجعل منه بوق من ابواق النظام المغربي لتعميم مغالطاته الإحتلالية والتحريض ضد الصحراويين وحتى ضد الجزائر والتي تبرأت شعبا وحكومة  من تصريحاته وأكدت أن هذه التصريحات ليست سوى شخصية،  ووصفتها الحركة التضامنية الجزائرية مع الشعب الصحراوي بانها خيانة لمبادئي الدولة النوفمبرية وثورتها.

ولأن سعيداني لا يمثل سوى رأيه الشخصي والذي من خلاله يبحث عن النجاة، لن يكون له من التأثير سوى تأثير الصوت الذي سيعطيه الإعلام المغربي المغالط كما أعطاه لمن غيّروا قنعاتهم قبله بحثا عن نفس الهدف؛ المصلحة الشخصية.

#سعيداني_يعبّد_طريق_الهروب_من_الشعب_الجزائري