جنوب إفريقيا وروسيا ينتقدان الأسلوب غير المحايد لتعاطي مجلس الأمن مع قضية تصفية الإستعمار في الصحراء الغربية.



نيويورك (و.ا. الأمريكية) 31 أكتوبر 2019 : وصف مندوب جنوب إفريقيا لدى الأمم المتحدة السيد جيري ماتجيلا، نص القرار بغير المتوازن، ولا يتفاعل بشكل حقيقي مع الجهود التي بذلها الطرفان المغرب والجمهورية الصحراوية كما يشار إليها كدولة عضو في الإتحاد الإفريقي ممثلة بجبهة البوليساريو في العملية السياسية، كما إنتقدت كذلك وبشدة بعض المصطلحات التي تحاول تقويض مبدأ تقرير المصير للشعب الصحراوي الذي حددته قرارات الجمعية العام ومجلس الأمن ذات الصلة بالحالة في الصحراء الغربية. 

السفير جيري ماتجيلا، أعرب عن قلق بلاده من أسلوب عمل مجلس الأمن بشأن هذه القضية، حيث يفوض المسؤولية إلى ما يسمى مجموعة الصحراء الغربية، موضحا أن الطبيعية التمثيلية لهذه المجموعة لا تشمل أي بلد إفريقي على الرغم من أن القضية إفريقية.

من جهة أخرى، أكدت جنوب إفريقيا مجدداموقفها المبدئي والثابة من قضية تصفية الإستعمار في الصحراء الغربية، كونها لا تزال أخر مستعمرة في القارة الإفريقية، أدرجتها الأمم المتحدة في قائمة اللجنة الرابعة الخاصة بالمسائل السياسية وتصفية الإستعمار، كإقليم غير متمتع بالإستقلا الذاتي. 

وفي ذات السياق، شددت روسيا الإتحادية، كونها عضو دائم في مجلس الأمن على دعم مسلسل التسوية الأممي، والمفاوضات المباشرة بين جبهة البوليساريو والمغرب، من أجل التوصل إلى حل يستند على قرارات الأمم المتحدة ويتوافق مع الإجراءات المتعلقة بالأحكام ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.

روسيا الإتحادية وفي بيان شفهي خلال جلسة التصويت، إنتقدت ما إعتبرته بعض التعديلات التي أدرجت في هذا القرار، التي من شأنه أن تلحق الضرر بمبدأ حياد مجلس الأمن وتمس بشكل واضح المعايير المحددة في نموذج التسوية التي تنص على ضرورة التوصل إلى حل يضمن تقرير المصير للشعب الصحراوي وفق مبادئ ومقاصد الأمم المتحدة.

كما شددت في الختام، أن إستبدال المبادئ الأساسية للتسوية في الصحراء الغربية بملاحظات عامة حول الحاجة إلى التمسك بمناهج واقعية والاستعداد للتسوية، هذا شيء يخلق نوعا من الغموض ويقوض الثقة في عملنا ويخفي آفاق العملية السياسية.

من جانبها الولايات المتحدة المسؤولة عن صياغة القرار أكدت أن "التمديد لمدة اثنا عشر شهرا لا يعني عودة الأمور إلى طبيعتها، موضحة أن تمديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للإستفتاء في الصحراء الغربية لهذه المدة الزمنية هو فقط إستجابة للظروف الموجودة حاليا، في إشارة إلى غياب مبعوث للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية منذ الإستقالة المفاجئة للمبعوث الأسبق الرئيس هورست كولر.

كما شددت على أن العملية السياسية في الصحراء الغربية يجب أن تستمر "دون تأخير'' كما حثت طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليساريو على ضرورة العودة إلى المفاوضات تحت رعاية الأمين العام للأمم المتحدة بحسن نية ودون أية شروطة مسبقة.

هذا وتجدر الإشارة إلى أن جبهة البوليساريو وعلى لسان ممثلها لدى الأمم المتحدة الدكتور سيدي محمد عمار، خلال ندوة صحفية مساء اليوم، أكد أن قرار مجلس محل إعتراض وإنتقاد شديد من قبل جبهة البوليساريو كونه خطوة إلى الوراء أو بالأحرى ''ترك الأمور على حالها المعهود'' متأسفا في ذات السياق العودة إلى نقطة البداية بسبب النكسة الخطيرة للزخم الذي تحقق مع كولر وحافظ عليه المجلس ل18 شهرا.