جنوب إفريقيا تنتقد وبشدة قرار مجلس الأمن غير المتزن بشأن قضية تصفية الإستعمار في الصحراء الغربية.



نيويورك (و.ا. الأمريكية) 31 أكتوبر 2019: إنتقدت جنوب إفريقيا بشدة صيغة قرار مجلس رقم 2494 (2019) بإعتباره غير متزن ولا يقدم إنعكاسًا حقيقيًا للجهود التي بذلها الطرفين، المغرب والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية  حيث يشار إليهما كدولة عضو في  الاتحاد الأفريقي، ممثلة بجبهة البوليساريو، في العملية السياسية. 

المندوب الدائم لجنوب افريقيا السيد جيري ماتجيلا، قال في معرض تعقيبه على القرار، "إننا نلاحظ مرة أخرى إستخدام مصطلحات مثل "واقعية" و "حل وسط" ، في القرار وهي الإشارات لتقويض مبدأ تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية، وما حددته مرات عدة الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن في القرارات فيما يتعلق بالحالة في الصحراء الغربية.

إن مجلس مطالب بالتأكيد من جديد التزامه الثابت والراسخ منذ فترة طويلة بحق تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية


ماتجيلا، أكد أن جنوب أفريقيا تفضل ولاية لمدة ستة أشهر لبعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية، مما سيتيح للمجلس أن يجتمع بإنتظام للنظر في التقدم المحرز بشأن تعيين المبعوث الشخصي وإنعاش العملية السياسية، و أن الحجج المطروحة حتى يجتمع المجلس بإنتظام بشأن البنود المدرجة في جدول أعماله، يجب أن تطبق أيضا في قضية الصحراء الغربية ولا ينبغي أن يتعامل المجلس مع هذه القضية بطريقة مختلفة عن القضايا الأخرى المدرجة في جدول أعماله، داعيًا إلى عدم السماح بإتخاذ نهج "بعيد عن الواقعية" في هذا الشأن.

بيان السفير حمل مجموعة من الإنتقادات القوية للمحاولات الرامية إلى خلط الأمور فيما يخص طرفي النزاع، بالقول "يجب أن يفرق مجلس الأمن بين أطراف النزاع، وهم المغرب وجبهة البوليساريو ومن جهة أخرى الدول المجاورة أي الجزائر وموريتانيا" مؤكدة مرة أخرى على أن أساليب عمل المجلس بشأن هذه المسألة، لا سيما تفويض المسؤولية لمجموعة ما يسمى الأصدقاء، تظل مصدر قلق بالغ لجنوب أفريقيا وهي القضية التي سبق وأن أثرناها مراراً  فيما يخص الطبيعة التمثيلية لهذه المجموعة التي وللأسف لا تشمل أي عضو قارتنا على الرغم من أنها قضية أفريقية.

كما أوضح المتحدث في السياق ذاته، أن الشواغل الجوهرية التي أثيرت في بيانه، فيما يتعلق بالنص كان يمكن أن تثار وقت التفاوض بشأن صياغته، موضحاً أن جنوب إفريقيا وعلى الرغم من انتخابها من طرف الجمعية العامة للعمل والمشاركة في مجلس الأمن، إلا أن الفرصة لم تتاح لها لتنفيذ ولايتها والمساهمة في العملية التي للأسف إستثنت أعضاء المجلس الذين ليسوا ضمن ما يسمى مجموعة "الأصدقاء".

من جهة أخرى أعرب السيد جيري ماتجيلا، عن ترحيب بلاده للفقرات من 17 إلى 20، التي أشارت إلى مسألة حقوق الإنسان، مؤكداً من جديد على الحاجة الماسة إلى ولاية رسمية لحقوق الإنسان في بعثة الأمم المتحدة للإستفتاء في الصحراء الغربية من أجل تعزيز رصد إنتهاكات حقوق الإنسان المحتملة من جميع الجوانب.
  
وفي الختام جدد تأكيد جنوب أفريقيا على موقفنا المبدئي بشأن قضية الصحراء الغربية، التي لا تزال آخر مستعمرة في القارة الأفريقية، المدرجة لدى الأمم المتحدة كإقليم غير متمتع بالإستقلال الذاتي.