وفاة روبرت موغابي؛ بطل مقاومة الاستعمار والأبارتيد و صديق الشعب الصحراوي.

وفاة رئيس زيمبابوي السابق روبرت موغابي عن عمر ناهز 95.


كانت زيمبابوي منتشية عندما انتُخب روبير موغابي رئيسا للحكومة بُعيد استقلالِها عام ألف وتسعمائة وثمانين.

لقد كان بطل مقاومةِ الاستعمار والأبارتيد التي التحق بها في ريعان شبابه.

موغابي ذاق مرارة الاعتقال السياسي، إذ سُجن لعشر سنوات.. وبمجرد الإفراج عنه التحق بالكفاح المسلح.
في عام ألف وتسعمائة وتسعة وسبعين كان أحد الموقعين على اتفاقية لانكاستر هاوس (Lancaster House) التي وضعتْ حدًّا للحرب الأهلية.

كان العقد الأول من حُكمِهِ البلادَ فترةَ ازدهارٍ حقيقية في زيمبابوي خصوصا بالنسبة للأغلبية الساحقة من الفلاحين الصغار، كما تراجعت حينها نسبةُ وفيات الأطفال وتحسنت أوضاعُهم الغذائية بشكل ملحوظ، وارتفع بذلك معدلُ أملِ الحياة.

في الفترة نفسها، كان النظام التربوي في زيمبابوي الأكثرَ نجاحا في المنطقة، ومازالت نسبة التعلم لدى الكبارفي هذا البلد الأعلى في إفريقيا إلى اليوم متفوقةً حتى على جنوب إفريقيا.

تبقى النقطة السوداء في مشوار موغابي قسوتَه في التعامل مع المعارضين الذين يعتبرهم خدمًا للاستعمار الجديد.

لكن، في مطلع القرن الجديد، بقي السكان البيض الذين يمثلون واحدا بالمائة من شعب زيمبابوي يسيطرون على سبعين بالمائة من الأراضي الصالحة للزراعة.

ورغم أن موغابي لم ينجح في القيام بإصلاح للقطاع الزراعي، وزع الأراضي على أنصاره الذين طردوا المُلاك البيض ولم يكونوا بالضرورة ناجحين في فلاحتهم.

من أجل الحصول على قروض من البنك العالمي، كان على زيمبابوي أن تنتهج سياسة تقشفية أنهت عهد المساعدات الحكومية لصغار المزارعين، ما أدى إلى تخريب اقتصاد البلاد وإلحاق عدد متزايد من السكان بقائمة الذين يعيشون على المساعدات الغذائية، فتراجع أمل الحياة في هذا البلد إلى الحضيض.

عندما تجرأ زعيم المعارضة مورغن تسفانجيراي على تحدي موغابي، تعرض للضرب المبرِح على يد قوات موغابي الخاصة. وعندما نجح في الفوز بالأغلبية في الانتخابات الرئاسية لعام ألفين وثمانية...

...تشبث موغابي بالسلطة، ولم يقبل في نهاية المطاف بأكثر من تقاسمها مع تسفانجيراي الذي أصبح رئيسا للحكومة. لكن، دون أن يمنحَه القدرةَ على التأثير فعليا على سياساته.

تعود جذورُ أسرة موغابي إلى حُكام مملكة زيمبابوي القديمة التي اشتهرت ما بين القرن الثالث عشر والقرن الخامس عشر... منتقدوه يقولون إنه يستغل هذه الأصول لتبرير بقائه في السلطة مدى الحياة. فيما يرى آخرون أن تشبثه بالسلطة قد يكون مؤشرا على شدة مخاوفه من "الاستعمار الجديد" وعمق انشغاله بمستقبل سيادة زيمبابوي التي دفع ثمنها غاليا.

المصدر: وكالات+يورنيوز